عندما تلتقي الجزائر والمغرب في إقصائيات كأس إفريقيا للأمم 2012، لن تكون المرة الأولى الذي يصطدم فيها الجيران على الميدان. لكن بعد كل الأحداث التي واجهها الخضر مع مصر قبل الظفر ببطاقة التأهل لكأس العالم، ينظر الجزائريون إلى مواجهة المجموعة الرابعة برسم منافسات كأس إفريقيا للأمم على أنها لقاء ودي بين الإخوة. أجرت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) الشهر الماضي في جمهورية الكونغو الديمقراطية سحب قرعة المنافسات التأهيلية لكأس إفريقيا للأمم. ومن بين 44 فريقا موزعين على 11 مجموعة، تلعب الجزائر والمغرب في نفس المجموعة إلى جانب تنزانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى. مشجعو كرة القدم على شوارع العاصمة كانوا متحمسين لمناقشة النتائج المفاجئة للقرعة. مجرد ذكر مباراة الجزائر-المغرب كان كافيا لجلب الابتسامة للوجوه التي كانت تجهمت خلال السباق إلى كأس العالم وكأس إفريقيا للأمم بين الجزائر ومصر. وبالنسبة للعديد من المشجعين الجزائريين، تباري المغرب في مجموعة الخضر يعني فرصتين للظفر باللقب. وقال نبيل عبد اللاّوي صاحب كشك لبيع العطور ببلدية المحمدية "المغاربة إخواننا ونحن نحبهم كثيرا لأنهم يفرحون لإنجازات الكرة الجزائرية عكس تنافسنا مع المصريين". وأضاف التاجر "بصراحة كنت شخصيا أتمنى ألا نتواجد في نفس المجموعة في أية تصفيات، لكن قرعة تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 أرادت غير ذلك. لا يمكن أن أتمنى سوى تأهّل الجزائر في المركز الأول". أما كمال لعبادي وهو موظف من حي شوفالي بالجزائر العاصمة فقال "أتذكر مونديال 1986 حين تأهلت الجزائر والمغرب عن القارة الإفريقية، لقد سعدنا ببلوغ المغرب لأول مرة في تاريخ الكرة الإفريقية، للدور الثاني". وأضاف "واليوم لم يعد المغرب موجودا في دورة نهائية لكأس أمم إفريقيا رغم وجود لاعبين بارزين، أتمنى لأسود الأطلس كل التوفيق". وحتى الشباب الأصغر سنا الذين لا يتذكرون ما حدث في 1986 فينظرون إلى المغرب بشكل إيجابي. لينا ماليك من حي عين البنيان بالجزائر العاصمة وهي طالبة جامعية فقالت "كنت صبية في نهاية الثمانينات، والحديث عن المغرب يختلف عن مصر كرويا، لذلك لم أكن أفضل أن نتواجد في نفس المجموعة". لقاءات كرة القدم بين المغرب والجزائر تحمل دائما الكثيرة من الإثارة. والتقى المنتخبان المغربي والجزائري في 23 مناسبة، من خلال مباريات ودية ورسمية. وكانت أول مباراة بين المنتخبين في الفاتح من نوفمبر 1965 بالجزائر، وانتهت بالتعادل السلبي، فيما كانت آخر مباراة بينهما في يناير من العام 2004، عندما تفوق المنتخب المغربي على نظيره الجزائري في ربع نهائي كأس إفريقيا في تونس. أمين أندلوسي صحفي رياضي من جريدة لوسوار دالجيري، قال "حين خرجنا من ربع نهائي دورة تونس، تأسفت لذلك، لكن لم أحزن لأن الأمر يتعلق بمنتخب مغربي شقيق يلعب كرة من مستوى راق". وقال سمير وردي وهو موظف "بين الجزائر والمغرب مباريات لا تنسى، حتى وإن كان المنتخب المغربي لم يخسر أمام الجزائر منذ سنوات، المواجهات الجزائرية المغربية مثيرة ولا تخلّف أي عداء". وقال وردي "نتمنى أن تصلح الرياضة صفو العلاقة بين المغرب والجزائر". مغاربية سألت أيضا لاعبي ومدربي كرة القدم الجزائرية عن النتيجة غير المتوقعة للقرعة لتصفيات كأس إفريقيا. شيخ المدربين الجزائريين عبد الحميد كرمالي قال إنه كان يأمل عدم اللعب في نفس المجموعة لتعزيز الحظوظ المغاربية في أكبر حدث قاري. وقال "لكن القرعة أبت غير ذلك"، وأضاف "أنا متأكد أن مواجهتنا مع المغرب ستكون ودية وأخوية لا أكثر ولا أقل". وقال كرمالي لمغاربية "الأحسن هو من سيفوز". اللاعب السابق في فريق الخضر لخضر بلومي يعتقد أيضا أن المباراة التأهيلية بين الجزائر والمغرب ستكون لقاءا بين الأشقاء. وقال بلومي "لقد لعبت ضد المنتخب المغربي، وأنا على دراية بأن كل مبارياتنا معهم تشوبها الإثارة والتنافس الشريف، لم يسبق أن خرجت إحدى مبارياتنا معهم عن نطاق الروح الرياضية، وأتمنى أن يستمر هذا في مواجهتنا المقبلة معهم". مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان له تجربة شخصية مع كرة القدم المغربية. المدرب الذي ينحدر من باتنة، يقود للمرة الخامسة فريق بلاده وكانت له تجربة أسطورية مع نادي الرجاء البيضاوي المغرب عندما فاز ببطولته الأولى في 1988 ولقب عصبة أبطال إفريقيا بعد سنة من ذلك. وقال لمغاربية "لم أكن أرغب أبدا في مواجهة المنتخب المغربي، كنت أريد تفادي مثل هذه المباريات، لقد حزنت لغيابه عن كأس أمم إفريقيا الماضية، وأتمنى أن يعود كما كان في السنوات الأخيرة، ويمثل الكرة المغاربية والعربية أحسن تمثيل في المحافل القارية والدولية". وقال مدرب الخضر "نحن متأهلون فعلا إلى كأس العالم، لكن هذا لا يعني أبدا أن مهمتنا ستكون سهلة في تصفيات أمم إفريقيا، خاصة أمام المغرب الذي أظن أنه سيلعب كامل أوراقه أمامنا لينافسنا على البطاقة المؤهلة للنهائيات". وأضاف سعدان "أنا متأكد من أن المباراة ستكون قوية ومثيرة. الأحسن هو الذي سيمثل المغرب العربي في كأس إفريقيا". كريم زياني، صانع ألعاب المنتخب الجزائري، يعتقد أن لقاء الجزائر-المغرب سيكون عرسا كرويا كبيرا. زياني قال لمغاربية "لقد مللنا من مواجهتنا للمنتخب المصري، لقد تسبب لنا ذلك في متاعب كثيرة". وأكد قائلا "مواجهتنا للمغرب ستكون مختلفة، هم يلعبون كرة نظيفة، وجماهيرهم تعشق كرة القدم دون تعصب". وأضاف زياني "أعرف العديد من اللاعبين المغاربة من خلال لعبي في فرنسا، وأملك علاقات جيدة معهم على غرار المهاجم المتألق مروان الشماخ، أنا جد متشوق للقاء إخواننا من جديد". ومن جانبه يعتقد المدرب السابق للمنتخب المغربي (2002-2005) والمدرب الحالي للوداد البيضاوي بادو الزاكي أنه رغم اللعب مع الجزائر، فريق أسود الأطلس الحالي قادر على التأهل لكأس إفريقيا للأمم 2010. وقال للرياضية في 17 مارس "المغرب يظل أحد أكبر المنتخبات الإفريقية ويمكنني أن أجزم أن الفريق الوطني ستكون له كلمته في المجموعة السابعة التي تضم الجزائر والتي تعود بشكل قوي إلى الساحة الإفريقية، لكنها لا تزال في متناول أسود الأطلس". الصحفي الرياضي الجزائري أمين أندلوسي يشاطر الزاكي تفاؤله. وقال أندلوسي "الكرة المغربية أنجبت لاعبين كبار، وهي قادرة على الإنجاب وما يحدث لها اليوم كبوة جواد، لأن من يملك لاعبا مثل مروان الشماخ وغيره، لا يمكن له إلا أن يكوّن منتخبا بمواصفات عالمية". عن مغاربية