أشباح العراق لوحة فنية جديدة رائعة للجندي البريطاني وفنان الحرب Martin Webster. تبرع بلوحته الأصلية هذه لتُباع بالمزاد العلني لجمع المال لمشروع إنساني إصلاحي Collateral Repair Project من أجل مساعدة اللاجئين العراقيين الذين تُركوا معزولين ومعدمين بسبب غزو/ احتلال العراق. اللوحة تُجسّد طفلاً يبكي، وتُصوّر وتعكس الصدمات الجسدية والنفسية للحرب التي أصابت ملايين الأطفال العراقيين في ظروف تواجد أكثر من خمسة ملايين من الأطفال اليتامى ممن يُعانون من أمراض نفسيه، سوء التغذية، والفقر.. أشباح العراق، لوحة فنية أصيلة تُعبّر عن الرعب الكارثي الذي خلقه الغزو/ الاحتلال فعلاً وواقعاً. إذا ما استمعتَ إلى وسائل الإعلام الغربية، عندئذ ستتصور أن الحرب في العراق قد انتهت، ولكن بالنسبة إلى ملايين الأطفال العراقيين، فإنها البداية فقط. قاد غزو العراق إلى بروز ونمو تجارة الجنس مع الأطفال، الفصل القسري للأُسر، وانتشار واتساع تعاطي المخدرات.. وبالعلاقة مع آراء أطباء نفسانيين، فإن آثار الاضطرابات التي تنتج لما بعد الصدمة Post Traumatic Stress Disorder (PTSD) على الصغار في ظروف العنف الشديد تقود إلى خلق المزيد من "العوائق في وجه التعليم learning impediments" لهؤلاء الأطفال. كل الكلام الذي دار بشأن غزو العراق، ومن كافة المشاركين: سياسيون، وسائل إعلام.. فالمناقشات والتحقيقات تطرقت بشكل مطول حول الصح والخطأ لواقعة الغزو، بينما خلتْ من مسألة مدى شرعية/ قانونية الغزو والتكاليف (الحياتية والمالية)، ولم تحظ الأمور الجوهرية لهذه الكارثة إلا بالنزر اليسير سواء من قبل الأمريكان أو الانكليز ممن ساهموا في هذه المناقشات/ التحقيقات. إن هذا المشروع الإصلاحي في جوهره، حركة شعبية grassroots movement، تأسست بُغية المساهمة في معالجة مشاكل خمسة ملايين عراقي أُجبروا على ترك منازلهم وضواحيهم بسبب العنف، عدم الاستقرار السياسي، والتطهير الإثني. بحدود 500 ألف إلى مليون لاجئ منهم في الأردن. إن الأموال التي سيتم جمعها من المزاد العلني للوحة: أشباح العراق، سيتم تحويلها إلى هذا المشروع الإصلاحي الذي يُقدم خدمات أساسية للاجئين العراقيين.. عشرة دولارت توفر ثلاثة أقداح من الحليب يومياً لمدة شهر، و 150 دولاراً مبلغ يساعد على تغطية تكلفة تعليم طفل واحد يُعاني صعوبات حادة في التعليم. حتى الوقت الحاضر، فالتمويل الدولي يسمح فقط ل 25 ألف طفل الالتحاق بالتعليم من مجموع حوالي 250 ألف طفل عراقي في عمر المدرسة في الأردن.. من هنا جاءت أهمية وضرورة جمع المزيد من الأموال لتخفيف الكارثة التي تواجه اللاجئين/ المشردين العراقيين!!