إنضاف أنتر ميلان لغريمه التقليدي أسي ميلان في سياق سعيهما معا للإستفادة من خدمات المدافع المغربي المهدي بنعطية الموسم القادم لصفوف أحدهما. بنعطية الذي لمع نجمه هذا الموسم على نحو رائع بفريق أودينيزي ساحبا البساط من تحت أقدام مدافعين كبارا، إستطاع في أول تجربة له بالكالشيو من سرقة الأضواء والإستئثار باهتمام أكبر الأندية العالمية ومنها (أرسنال، ميلان، جوفنتوس والأنتر) الذي أبدى رغبة كبيرة في ضم اللاعب المغربي ليشكل ثنائيا مع البرازيلي لوسيو باعتبار تكرار الإصابة التي تلاحق الأرجنتيني والتر صامويل وتراجع مستوى الروماني تشيفو. وكان ميلان البادئ بإعلان رغبته انتداب بنعطية وقرر رصده فيما تبقى من دورات الكالشيو، على أن اللاعب المغربي أبدى كياسة واتزانا كبيرا في التعاطي مع هذه العروض وقال: «قبل نحو سنوات عشت ظروفا صعبة بمارسيليا ولم يتم تقدير موهبتي، فأتيحت أمامي فرصة كبيرة لتوقيع عقد كبير ومثالي بتشيلسي بعد أن عرضني صديقي بمارسيليا ديدي دروغبا على المدرب مورينيو الذي أخضعني لفترة إختبار إقتنع على إثرها بما قدمته من مستويات وأصر على ألا أخرج من مركز الفريق دون توقيع، غير أن مدة العقد ثلاث سنوات لم تحفزني على القبول، إذ كان من الصعب إيجاد مكان بين كارفايو وجون تيري وكنت أود أن أظهر رسميا فلم أوقع». وكشف بنعطية أنه ظل بعدها ممتنا لدروغبا ومورينيو على ثقتهما، لكنه قرر أن يترك فرنسا ويختار فريقا طالما أن تشيلسي الذي كان حينها واحدا من أكبر الفرق الأوروبية وأكثرها تألقا قد اقتنع بموهبته. وعاد اللاعب المغربي ليتحدث عن سعي أرسنال لضمه، وأكد أن التاريخ يكرر نفسه، إذ أن زميله سمير نصري عاد ليفعل ما فعل قبله دروغبا بعرضه على الفريق اللندني، وهو ما لا يجعله متسرعا في إتخاذ أي قرارا لأن الأمور يجب أن تحاط بكثير من الإتزان: «أمضي لحظات رائعة حاليا بأودينيزي وأدرك أنه ينبغي استثمار هذه الفترة بذكاء، رائع أن تحاط باهتمام فرق كبيرة، لكني لا أتسرع في رسم المسار، فقد عانيت بما يكفي سابقا وأدرك قيمة الإختيار الموضوعي وما يمثله في مسيرة لاعب الكرة». بنعطية كان أكثر العناصر الوطنية توازنا وانتظاما في أدائه في السنتين الأخيرتين، وشكل ظهوره أمام الكامرون بياوندي نقلة كبيرة في مسيرته الإحترافية وهو الآن بصدد شق طريق آخر على درب العالمية.