من الواضح أن بوديموس يخطو حذو السويد, فالقارئ لوثيقة الالتزامات السياسية التي نشرها حزب بابلو ايغليسياس في حالة تشكيله حكومة مع اليساريين تنم عن تخليهم عن التحيز الواضح لصالح البوليساريو , هذه الأخيرة أعلنت أنها تحس بالخيانة . الوثيقة المكونة من95 صفحة و التي أطلق عليها :" من أجل حكومة مستقرة في اسبانيا", تثبت أن بوديموس أعاد قراءة جميع وعوده الانتخابية على ضوء تحالفه الجديد مع الاشتراكي بيدرو سانشيز حيث و على غير العادة نجد غياب أي دعم لما يسمى "استقلال الصحراء الغربية" و أي رفض لاتفاقية مدريد لسنة 1975 بين المغرب و موريطانيا و اسبانيا, بل و الأسوأ من ذلك اختفاء مصطلح "الصحراء الغربية" تماما من الوثيقة , في المقابل نجد تأطيد بوديموس على ضرورة الاعتراف بدولة فلسطين و دعمهم الكامل لها . هذا القرار يعد مفاجأة خصوصا أن الحزب الماركسي مازال مصرا على دعمه لاستفتاء استقلال كتالونيا , و لكن العارفين بخبايا السياسة الاسبانية يعلمون أن بوديموس استسلم لضغوط حليفه المستقبلي حزب العمال الاشتراكي الإسباني, و الذي على غرار الحزب الشعبي , لا يريدون أن تتأزم العلاقات مع المغرب التي ستؤثر حتما بالسلب على ملفات الهجرة و الارهاب و الصيد البحري و غيرها . البوليساريو تلقت الصفعة بهدوء و لم تخرج بأي بلاغ رسمي رغم بعض المقالات التي صدرت من مواقع قريبة لها تندد بالخيانة الاسبانية الجديدة . الحدود – متابعة