رفض حزب بوديموس اليساري الراديكالي الاثنين، التحالف مع اي من الاحزاب السياسية الاسبانية الاخرى، معطلا بذلك كل محاولة لتشكيل حكومة بعد الانتخابات التشريعية، التي ادت الى قيام برلمان مشتت. ورفض بابلو ايغليسياس زعيم الحزب المناهض للتقشف الذي اصبح الحزب الثالث في اسبانيا بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة، الحديث عن اي تحالفات مصرا على ان يهتم البرلمان الذي سيتولى مهامه في 13 يناير بالفقراء اولا. وقد اعلن انه عرض على مختلف الاحزاب اقتراح قانون "طوارىء اجتماعي" سيعرضه الحزب في بداية الدورة البرلمانية، ويهدف الى تجنب ان يصبح مواطنون بلا تدفئة او كهرباء او ان تطرد عائلات من منازلها بدون سكن بديل او ان يكون متقاعدون عاجزين عن دفع ثمن ادويتهم. وقال في مؤتمر صحافي بعد لقاء طويل مع رئيس الحكومة المنتهية ولايته المحافظ ماريانو راخوي "هناك اسبان لا يستطيعون الانتظار". وكان الحزب الشعبي اليميني المحافظ الذي يقوده راخوي فاز في هذه الانتخابات، لكنه خسر الاغلبية المطلقة في مجلس النواب الذي يضم 350 عضوا وسيشغل فيه 123 مقعدا فقط. وفازت المعارضة الاشتراكية بتسعين مقعدا يليها حزب بوديموس (نستطيع) اليساري المتطرف (69 مقعدا) ثم حزب المواطنة ليمين الوسط (40 مقعدا). ويفترض ان يجري تصويت على امكانية بقائه على رأس الحكومة في يناير. وهو يحتاج الى دعم اكثر من نصف النواب البالغ عددهم 350 ليبقى في منصبه. وفي حال لم يحصل على هذا العدد يجري تصويت ثان بعد 48 ساعة. وفي هذه الحالة يفترض ان يكون عدد النواب المؤيدين له اكبر من عدد المعارضين. وهذا يعني ان راخوي يمكن ان يعاد انتخابه اذا امتنع النواب الاشتراكيون ونواب حزب المواطنة عن التصويت. من جهته, يأمل بيدرو سانشيز زعيم الحزب الاشتراكي بتشكيل تحالف مع "بوديموس" (نستطيع) لكنه يشترط ان يتخلى ايغليسياس عن اقتراحه اجراء استفتاء على استقلال كاتالونيا ترغب غالبية سكان المقاطعة في اجرائه. وقال سانشيز امام كوادر حزبه ان "الشرط المسبق (للمناقشات) هو التخلي عن كل موقف يؤدي الى انقطاع التعايش بين اسبان". لكن ايغليسياس الذي لا يريد انفصال كاتالونيا لكنه يأمل في ان يرفض سكانها ذلك, رد بالقول ان "الطريقة الوحيدة للدفاع عن وحدة بلدنا تمر عبر عمليات ديموقراطية".