الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لبنى الحسين: :"أنا لم أحمل السلاح و إنما طالبت بمراجعة قانون جلد النساء"

رفضت العفو الرئاسي وهي في السجن،لأنها لم تتقبل الظلم الذي مورس عليها جراء إخضاعها لقانون يطلق عليه "المس بالشعور العام"،لمجرد أنها كانت ترتدي سروالا لم يرق الشرطة،كما أنها تعي كذلك،بأن قضيتها هي قضية كل النساء السودانيات،و تمتيعها الاستثنائي بعفو رئاسي تواطؤ مع نظام بأكمله ضد قضية المرأة السودانية.
• أدينت بأربعين جلدة لارتدائها السروال
•"خرجت من السودان بطريقتي و على السلطات أن تعرف في أي يوم؟؟؟"
لبنى أحمد الحسين الصحافية السودانية التي شغلت الإعلام العربي و الدولي،خصت " الحدود المغربية" بحوار خاص،تحدث فيه بعذابات مواطناتها،متجاوزة محنتها هي مع سلطات الخرطوم.فكل همها هو تحسين وضعية النساء بالسودان،وهي عازمة على الاستمرار في معركتها حتى النهاية،دون أي خوف على حياتها،بعد أن غادرت البلد "على طريقتها" في غفلة من حرس الحدود،لأنها "مؤمنة...ومن له يوم زيادة في عمري فليأخده الآن"،تقول لبنى.
كيف تقدمين نفسك للقراء المغاربة:صحافية،مناضلة نسوية أم موظفة أممية؟
•مواطنة سودانية،وامرأة تسعى رفقة نساء آخريات لتدفع مسيرة المرأة السودانية و العربية على العموم إلى الأمام.هناك مشوار قطعته الأجيال التي سبقتنا،ونريد نحن اليوم أن نكمل هذه المسيرة.
حدثينا عن تجربتك الصحفية؟
•كنت أهوى الكتابة منذ صغري.تعاونت في البدء مع مجموعة من الصحف في السودان وخارجه،واتخدنها كمهنة منذ سنة 1998،وفي ظرف وجيز جدا،بدأت أكتب عمودا يوميا،ما أثار انتقاد البعض للصحيفة على وضع الثقة في صحفية في بداية الطريق،لكتابة عمود يومي،على حد قولهم.وهو في الأصل كان عمود يتناوب عليه الزملاء في جريدة "الصحافة"،وأصبح مع مرور الوقت يتنازل هؤلاء الزملاء لي لكتابة هذا العمود،إلى أن أصبح يحمل توقيعي بشكل يومي،وعندما أتغيب يتساءل القراء عن سبب ذلك،إلى أن أصبح لصيقا باسمي برغبة من الجريدة.
دخولك في صراع مع السلطات السودانية،هل اندلع بالصدفة أم أنك خططت لذلك لوحدك أو مع جهات أخرى لأجل استفزاز الخرطوم بغرض لفت انتباه الرأي العام الدولي لقضية المرأة في السودان؟
•إذا كنت تقصد دخولي في صراع معها قبل هذه القضية،فالبفعل دخلت في صراع معها واعتقلت لعدة مرات،وأنا لازلت طالبة بجامعة الجزيرة،و اعتقلت لعدة مرات في قضايا طلابية أو تهم مسار التعليم بالبلاد،و تعرضت لبعض المساءلات و أنا صحافية،لكن للمرة الأولى أعتقل من قبل شرطة النظام العام.و لم أخطط لأن تلقي القبض علي هذه الشرطة.لو أني نظمت ندوة صحفية و تحدث فيها بلغة لا تروق للسلطان،يمكن أن نقول إنني خططت لذلك،ولكن أن أذهب إلى مطعم عام يغني فيه مطرب مصري،فأنا لم أكن أعلم أن الشرطة تقتحم المطاعم بتلك الطريقة.صحيح أنها تطارد النساء في الطرقات العامة و في المناطق المفتوحة مثل الحدائق،الأسواق و الجامعات...
(أقاطعها) أي أن الغناء غير "محرم" بالسودان،وإنما هم السلطات هو مراقبة ملابس النساء؟
•لا يمكن أن تنظم هذه الحفلات إلا بتراخيص من السلطات قبل أن يدفع منظموها من جيوبهم بشكل رسمي،وكانت في البداية تنظم لمرة و احدة في الأسبوع بهذا المطعم المعروف بمطعم أم كلثوم،وأصبحت فيما بعد تنظم لمرتين.وهناك فنادق من خمسة نجوم،تحرسها الشرطة السياحية لا تجرأ "شرطة النظام العام" على دخولها،بل تتعقب الناس في الحدائق العامة وهم يستنشقون قليلا من الهواء العليل،ربما لأنه مجاني.
المطعم الذي ألقي فيه القبض عليك رفقة نساء أخريات كان يتواجد به رجال أيضا؟
•تماما،كان حفل يجمع بين الجنسين،إلا أنه تم توقيف النساء فقط،وهذا شكل من أشكال التمييز الموجودة في البلاد ضد المرأة السودانية.
بناء على كل هذه المعطيات التي ذكرت،ما هي وضعية النساء السودانيات اليوم؟
المادة 152 مثلا من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991،يلقى بموجبها القبض على النساء فقط دون الرجال،وهي تتحدث عن الملابس التي تسبب مضايقة "للشعور العام"،لكن من الذي يحدد أن هذا اللباس أو ذاك يضايق "الشعور العام".أنا مثلا كنت في مطعم به أكثر من أربعمائة شخص،ولم تضايق ملابسي شعور أي أحد،ونفس الشيء بالنسبة لباقي الفتيات من الحاضرات،إذن هناك قوانين مثل هذه المادة هي بالفعل تمييز ضد المرأة.
خرجتك الإعلامية و أنت تهاجمين هذا النوع من القوانين في حرب مفتوحة مع النظام السوداني،كيف استقبلته النساء السودانيات؟
•والله استقبلته بمناصرة وتضامن عام معي،وكانت الشرطة السودانية اعتقلت 47 امرأة،لأنهن تحلقن حول المحكمة للتضامن معي وحاولت الشرطة تفرقتهن و لم يرضخن،فتم الزج بهن في السجن بتهمة الإزعاج العام.وهناك حركية نضالية من قبل النساء السودانيات لإلغاء مثل هذه القوانين.و أعطيك مثلا على الظلم الذي تتعرض له النساء،فبائعات الشاي،وهن من الفقيرات و الأرامل النازحات خصوصا من الجنوب هروبا من أتون الحرب،يجدن أنفسهن مهددات بالجلد في كل مرة يقبض عليهن،كان على الحكومة ضمان عيشهن أو على الأقل تركهن في حالهن يكدحن من أجل لقمة عيش.
أشرت في كتابك "40 جلدة بسبب سروال" إلى أن السعوديات يسافرن إلى بيروت أو لندن لسياقة سيارة بأنفسهن،فلما لا يقمن بذلك،جميعا،في يوم واحد ببلدهن،لتحرير وضعيتهن.هذا عن السعوديات،إلا أن وضعية النساء السودانيات لا تختلف عن وضعيتهن كثيرا؟
•نحن بدأنا...وكما قلت لك هناك 47 امرأة زج بها قبلي في السجن،والمسيرة مستمرة في الإعلام الدولي و على النت،وهناك صوت موحد يطالب اليوم بتحسين القوانين السوادانية المجحفة في حق المرأة السودانية.
وهل هناك جمعيات حقوقية من داخل السودان تسند هذا العمل النضالي للمرأة السودانية؟
•كان من المفترض أن تخلق مفوضية لحقوق الإنسان وفقا للدستور السوداني في 2005،للأسف لم يتم ذلك،وهي مفوضية مستقلة،منصوص عليها كذلك في الاتفاق الموقع بين الحكومة السودانية و الحركة الشعبية،ما يفتح الباب لممارسات سلطوية،كما حصل في أحد أقسام الشرطة بالخرطوم،في وقت سابق،حيث اكتشفت جثتان متعفنتان لرجلين،ثبت الطب الشرعي أنهما توفيا نتيجة التعذيب الذي مورس عليهما،هذا حدث لرجلين،فماذا يمكن أن نقول عن النساء،وحصل ذلك في الخرطوم،فماذا يمكن أن نقول عن جنوب السودان.
النظام السوداني يتبنى الشريعة على طريقته في الحكم،وفي نفس الوقت يغض الطرف عن ممارسات غير حضارية تستمر إلى اليوم مثلا ختان البنات.كيف تفسرين هذا التناقض؟
•السودان هو بلد التناقضات،وأذكرت لك تناقض آخر،هو أنهم يراقبون تحركات المرأة ويدققون في هوية من يرافقها،لكن في نفس الوقت أفتوا بجواز قيام المرأة بالأوطوسطوب.والختان في السودان أدخل في إطار السنة،ومن الصعب أن يتخلى الأفراد عن هذه العادة السيئة و الضارة،إلا بتدخل المؤسسة الدينية لتشرح الأمر للناس وتقول لهم أن هذا لا علاقة له بالسنة،إلا أن هناك من يقول من داخل هذه المؤسسة الدينية أن تطعيم (تلقيح) الأطفال حرام.
يتهمونك خصومك أنك مهووسة بالشهرة،لكونك ارتبطت في فترة معينة بصحافي معروف في السودان و يكبرك بأكثر من أربعة عقود بهدف ذلك،وتستغلين اليوم انتماءك إلى السلك الأممي لتخلقي هالة من حولك.فما ردك؟
•أنا كنت كاتبة عمود يومي،واستطعت أن اكتسب قاعدة موسعة من القراء نتيجة لتميز كتاباتي،لذلك أقول لك،بدون افتخار،أنا قلمي هو الذي حقق لي الشهرة،ولم أكن في حاجات إضافية لذلك.على ذكر لصحافة السودانية،تكتبين في كتابك "40 جلدة بسبب سروال"،أنك غادرتها نحو الوظيفة الأممية سخطا على الرقابة المفروضة عليها.ما هو هذا النوع من الرقابة الممارسة على الصحافة السودانية؟
•بعد 97 ادعت حكومة البشير أن الخرطوم ستفتح صفحة جديدة وتتيح هامشا من الحريات.البعض صدق وبدأ يكتب مقالات لم ترض الحكومة فقامت بإغلاق الكثير من الصحف،وحتى بعد اتفاقية السلام تم مصادرة صحيفة بذريعة أنها نشرت خبرا كاذبا بدون اللجوء إلى القضاء.وهناك رقابة أمنية على الصحف،فقبل مغيب الشمس يأتي مندوب من جهاز الأمن ويجلس إلى مكتب رئيس التحرير،ويشرع في التأشير على المقالات المسموح بنشرها.
ماذا قدمت إليك هذه الجولة إلى باريس؟
•البداية كانت من اليمن،التقيت هناك بمجموعة من الناشطات اليمنيات،ومن ثم إلى القاهرة حيث التقيت بعدد من الجمعيات النسوية و العاملة في مجال حقوق الإنسان وكذلك و سائل الإعلام،ثم الأردن و أتيت إلى باريس و منها إلى لندن.وهذه الجولة سمحت لي بتبادل الآراء و الخبرات مع نساء أخريات لهن نفس الانشغالات النضالية بقضية المرأة.وعندما نتحدث عن العنف ضد المرأة مثلا في السودان،فهو يمارس من قبل الشرطة،وهنا في فرنسا أو باقي الدول الأوروبية عندما يتحدثون عنه،فهم يقصدون العنف الزوجي.
هل هناك أسماء نسوية معروفة تعرضت للاعتقال من قبلك،وربما للجلد،بتهمة "المس بالشعور العام" في السودان؟
•أتوقع ذلك،ولا يمكن لها أن تنجو من الجلد إلا إذا قدمت رشوة للشرطة أو يكون لها معرفة بأسماء نافذة في السلطة تعتمد عليها لإخراجها من محنتها،أما المرأة الفقيرة التي ليس لها أي شيء من كل هذا فيتم جلدها،زيادة على الإهانة التي تلاحقها لأنها جلدت بتهمة ثقيلة،ستجرها من خلفها في مجتمع كالمجتمع السوداني،وهي تهمة "الأعمال الفاضحة".فتصور معي صورة فتاة في المجتمع السوداني يقال عنها أنها جلدت "لأعمال فاضحة"،علما أن السبب الحقيقي وراء ذلك كان هو لباسها الذي لم يرق شرطة النظام العام.
كيف تتعامل الصحافة السودانية مع مثل هذه الأمور؟
•للأسف أنها تنشر مثل هذه الأخبار في صفحة الجريمة.و يصاغ الخبر بالإشارة إلى اسم الضحية بالحرفين الأولين من اسميها،وتحديد مهنتها مع استعراض الخبر على أنها جلدت بعدد معين من الجلدات،و ذكر التهمة التي وجهت لها أي "أفعال فاضحة".
هل يعني هذا أن هذا القانون صيغ بأياد ذكورية؟
•لا أقول أنه صيغ بأياد ذكورية لأنه فيه إدانة لكل الرجال.نحن نعرف تماما من يسن مثل هذه القوانين،لأننا نعرف أن البشير عسكري لا علم له لا بالفكر و لا بالفقه،وحتى الترابي الذي كان ينظر لهذا النظام تبرؤوا منه.
حسن الترابي كان هو قطب الرحى في التنظير لنظام البشير.فبوضعه للقطيعة مع الحكم،على من يعتمد هذا النظام من منظرين لاستمراره بهذا الشكل؟
•والله في الحقيقة،فهو لا يحتاج لأفكار،فهو يستمدها من السلطة البوليسية.
لكن ماهي التيارات الإسلامية التي تصفق له في السودان؟
•هناك جماعات أصولية تتفق معه في طريقة تسيير البلد.جماعة أنصار السنة مثلا تتفق معه في مسألة جلد النساء بسبب الملابس.
هل لا يمكن للخرطوم أن تلتقط هذه الخرجات الإعلامية لك على أنها تحريض للرأي العام الدولي ضدها؟
•أنا لا أحمل السلاح،و لا أدعو إلى حمل السلاح.أنا أدعو لأن يكون الدستور و القانون هو الأعلى في البلاد،و أطالب أن يكون للمواطن حق الدفاع عن نفسه في هذه محاكمه و إلا فهي محاكم غير دستورية،لأن الدستور نفسه يتحدث عن محاكم عادلة و للمتهم حق الدفاع عن نفسه.وهذه المحاكم لا تتفق لا مع الشريعة و لا مع القوانين الوضعية،بل هذه إهانة للشريعة (أستغفر الله العظيم)،تحاكم المرأة بأربعين جلدة بسبب سروال.ونفس القانون يعاقب مغتصب طفل بشهر واحد سجنا.أي شريعة هذه؟؟؟.فقط إن كانت شريعة قوم لوط.هذا ليس بإسلام،يمكن أن يجدوا لأنفسهم شيئا آخر غير الإسلام.
نعود إلى المحاكمة،نشرت بعض الصحف أن الرئيس المصري تدخل لإطلاقك سراحك،وصحف أخرى كتبت أن نقابة الصحافيين في السودان دفعت الغرامة التي حكمت بها قبل أن تخلي الشرطة سبيلك،ما الخطأ و ما الصواب في كل هذا؟
•سمعت من مصادر رسمية و صحف سودانية،أن الرئيس حسني مبارك تدخل بالنصح لنظيره البشير على إثر زيارته لمصر،عندما طالع على شريط إخباري على قناة فضائية أن صحافية سودانية مهددة بالجلد بسبب سروال،والتفت مبارك إلى البشير قائلا له "إنتم ناقصين مشاكل،شنو اللي يجلد النساء بسبب بنطلون"،فوعده الرئيس البشير أنه حينما يعود إلى السودان سيعالج الأمر.أنا كنت أتمنى تعطيل أو تجميد لهذا القانون الذي يسمح بجلد النساء بسبب الملابس أو وعد بمراجعة القانون،ولكن أن تكون المعالجة استثنائية فلا أقبل بذلك،الذي حدث هو عفو رئاسي،ولو قبلت أنا بهذا العفو سأكون مشاركة في الجرم.طيب سأتمتع أنا بالعفو و ما مصير عشرات الآلاف من السودانيات التي تم جلدهن قبلي.ففي سنة 2008 تم القبض على 43 ألف امرأة بسبب الملابس،ليس في كل السودان و إنما في و لاية الخرطوم فقط.
أي أنك كنت غير راضية على هذا العفو؟
•أنا أعلنت ذلك في حينه،ولم أرحب به.أنا لم أحمل سلاح و لا أنا بمجرمة حرب.كنت سأقبل بهذا العفو،لو كان فيه تعهد بتغيير هذا القانون.من جهة ثانية أنا موظفة في البعثة الأممية بالخرطوم،والقاضي خيرني بالتمسك بالحصانة و بالتالي تشطيب الدعوى،أو استمرار المحاكمة وفضلت الخيار الثاني،وكان بإمكاني الاستفادة من الحصانة التي توفرها لي الأمم المتحدة،وإيداع طلب لديها لتحويلي إلى جهة أخرى من العالم كموظفة لديها.بالنسبة للغرامة،أنا رفضت دفعها،ودفعتها النقابة بدون علمي و لا معرفتي،فقيمة الغرامة كانت مائتا دولار،إذن كان بإمكاني دفعها لوحدي و مغادرة السجن،لو كنت أرغب في ذلك حقا.
متى تعود لبنى حسين إلى السودان؟
•أنا كنت ممنوعة من مغادرة التراب السوداني.حاولت أن أحصل على وثيقة لأرفع الحظر عني فلم يتسنى لي ذلك،وبالتالي قررت أن أخرج بطريقتي الخاصة،ذهبت إلى اليمن...
(أقاطعها) أي أنك خرجت بطريقة غير شرعية من السودان؟
•مارست حقي الدستوري حين خرجت،واللذين منعوني من الخروج هم اللذين خرقوا الدستور،وعليهم الآن أن يعرفوا اليوم الذي خرجت فيه.
كيف غادرت السودان إذن حتى تصلي إلى أوروبا؟
•والله لا أريد الإجابة عن هذا السؤال،لأني لا أريد أن أساعد السلطات،التي كنت أتمنى أن يكون دورها ليس فقط مراقبة أجساد النساء التي ترتدي ملابس فاضحة أو غير فاضحة،وإنما حماية حدود البلد...
و هل لك رغبة في العودة في الأيام القادمة إلى السودان؟
•أنا أرغب في ذلك كما يرغب أي مواطن في العودة إلى وطنه.و لكن مبادرة لجنة "لا لقهر النساء" التي تشكلت من حولي،لمناصرتي و لحشد الرأي العام الدولي،هي التي ستقرر في أمر عودتي،وسألتزم بهذا القرار لأنه سيكون الأفيد لحقوق الإنسان في السودان.
تفكرين في طلب اللجوء السياسي بإحدى العواصم الأوروبية؟
•كنت في بريطانيا ووجدت قاضي من جلادي النظام السوداني يطلب اللجوء السياسي،فأنا تركت طلبات اللجوء السياسي للجلادين.هذا القاضي من الأشخاص الذي تلقاه على الساعة الثالثة صباحا في ما يسمى بالمحكمة بالسودان،يشتغل 24 ساعة،لإصدار مثل تلك الأحكام الجائرة،وفي الأخير تجده يطلب اللجوء في بريطانيا.
هل تخاف لبنى الحسين على حياتها؟
•أنا مؤمنة،ودائما أقول من أعطاني أو من له يوم زيادة في عمري فليأخده الآن.
..................................
[align=center]محطات في حياة لبنى الحسين
• درست إلى حدود الباكلوريا في مدينة أم درمان
• تابعت دراستها الجامعية تخصص زراعي في مدينة واد مدني
• درست الصحافة بإحدى جامعات الخرطوم
• اشتغلت في الصحافة منذ سنة 1998
• كاتبة عمود معروفة في السودان
• انتقلت قبل مدة إلى العمل في قسم الاتصال بالبعثة الأممية بالخرطوم
[/align]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.