رفضت العفو الرئاسي وهي في السجن،لأنها لم تتقبل الظلم الذي مورس عليها جراء إخضاعها لقانون يطلق عليه "المس بالشعور العام"،لمجرد أنها كانت ترتدي سروالا،لم يتناغم مع "ذوق" الشرطة،كما أنها تعي أن قضيتها هي قضية كل النساء السودانيات،وتمتيعها بعفو رئاسي هو تواطؤ مع نظام بأكمله ضد قضية المرأة في بلدها. الحدود المغربية التقت مع الصحافية السودانية لبنى الحسين بأحد الفنادق بالعاصمة الفرنسية،وتحدث لها عن متاعب المرأة السودانية مع "منظومة أخلاقية"،اجترحها نظام البشير حسب أهواء منظريه،المستهدف الأول منها هو المرأة. وكانت لبنى الحسين أدينت بتهمة "المس بالشعور العام" بالخرطوم،بسبب ارتدائها لسروال لم يرق شكله للبوليس المحلي،ما قادها إلى الاعتقال و المحاكمة،وكامرأة صحافة عرفت هذه الصحافية التي تمرست على كتابة الأعمدة في صحافة بلدها،عرفت كيف تعبأ وسائل الإعلام من وراء قضيتها بل وقضية كل النساء السودانيات،بعد أن أدينت بحكم غريب على البلدان الديمقراطية،هو الجلد بأربعين جلدة لنفس التهمة. انتظروا حوارا ممتعا معها أجراه بباريس الزميل بوعلام غبشي.