دعا متحدث باسم جماعة متطرفة غير معروفة تسمي نفسها "الشريعة لهولندا‘ الملكة بياتريكس ورئيس الحكومة مارك روته وخيرت فيلدرز ورئيس مجلس بلدية روتردام أحمد أبو طالب إلى الإسلام. وأقسم المتحدث الذي يدعى أبو عمران أن الهولنديين "لن يجدوا الراحة حتى يعتنقوا الإسلام". في حين اعتبر أحد شيوخ السلفية في هولندا أفراد هذه الجماعة إما "مختلين عقليا أو شرذمة من المستغلين والمجرمين". بعد البسملة والحمدلة بلغة عربية فصيحة، شرع أبو عمران في مخاطبة الشعب الهولندي في لغة هولندية بلكنة بلجيكية واضحة، داعيا أولا الملكة بياتريكس إلى اعتناق الإسلام معتبرا إياها 'طاغوتا‘. والطاغوت في نظر أبو عمران الذي بدا في الشريط واثقا مما يقول، هو كل من يخالف قوانين الله ويسن قوانين بديلة وهذا بالضبط ما تقوم به ملكة هولندا. "لأول مرة في تاريخ هولندا أدعو باسم 'الشريعة لهولندا‘ الملكة بياتريكس رسميا إلى اعتناق الإسلام، ونقول لها إن الإسلام يعرف ما يسمى بالطاغوت (....) وأنت الطاغوت. لماذا؟ لأنك معبودة إلى جانب الله، وكيف تتم هذه العبادة؟ لأنك مُطاعة وتسنين القوانين وتعتقدين أن لديك أتباعا ورعايا. وهذا يقود إلى جهنم، وأقول لك: إذا جاء أجلك ولم تتوبي فمثواك جهنم وبئس المصير، ولذلك أقول لك: توبي إلى الله وانضمي إلى أكثر الأمم تكاثرا على وجه الأرض، ألا وهي أمة محمد عليه السلام". وأضاف أبو عمران الذي ظهر بلباس أسود وعمامة سوداء ولحية سوداء وراء طاولة مكتبٍ عليها علمان يحملان عبارة 'لا إله إلا الله محمد رسول الله‘ شبيهة بعلم حركة طالبان، أن دعوته هذه ليست "نكتة"، وأن الوقت قد حان للقيام بهذه المهمة بوضوح بعد أن تخلى عنها المسلمون في الماضي، "فنحن لا نخجل من ديننا" يشدد أبو عمران في شريط بث على القناة الاجتماعية يوتوب. دعوات اعتناق الدين الإسلامي وجهها أبو عمران أيضا لكل من رئيس الحكومة الهولندية مارك روته وجميع أعضاء حزبه للتوبة وتطبيق شرع الله، إذا كان "حقا يريد الخير لأمته". وخاطب أيضا خيرت فيلدرز زعيم الحزب من أجل الحرية الشعبوي، والذي شيد برنامجه السياسي على معاداة الإسلام والوجود الإسلامي في أوربا وهولندا بصفة خاصة، متوجها إليه في لغة مهددة. "قبل أن تخرج دعوتك الخرقاء المعادية للإسلام من نطاق السيطرة – وأنت بالتأكيد لا تريد أن يكون هناك تيو فان خوخ ثان [قتله محمد بوييري]ٍ ولا بيم فورتاون آخر [قتله مدافع عن حقوق الحيوانات] – عليك أن تفكر مليا". لم ينس أبو عمران دعوة من سماه بالمرتد، ويقصد رئيس مجلس بلدية روتردام، إلى الرجوع إلى الإسلام. لم يسمه بالاسم وإن كان أشار إلى أصله المغربي. دعاه إلى التوبة والابتعاد عن الديمقراطية. "إذا كنت في السابق مسلما، فعليك الآن الرجوع إلى هذا الدين. والداك مسلمان وأنا على يقين تام أنهما من أصل مغربي. كن إذن مسلما مثلهما أو أحسن منهما". شكوك من جانبه سارع الحزب من أجل الحرية إلى حث وزير الداخلية على منع أنشطة هذه الجماعة، وانتقد سياسة "الاستخفاف" في التعامل مع مثل هذه الجماعات المتطرفة. وحمَل سؤال وجهه نائب عن هذا الحزب لوزير الداخلية دعوة لتفكيك هذه المجموعة وطرد أعضائها إلى خارج هولندا. "هل توافقوننا الرأي أن هذه المنظمة ينبغي تفكيكها ومنعها، وأن تغادر هذه المنظمة وأعضاؤها في أسرع وقت ممكن بلادنا، وأن هولندا ليست مكانا لهذا النظام المتوحش والوضيع الذي يسمى 'الشريعة‘؟" إلا أن شكوكا مبررة وتساؤلات عدة تثار حول نشاط مثل هذه التنظيمات القزمية التي تنمو كالفطريات في البلدان الغربية. وتتركز التساؤلات حول "يد" المخابرات فيها لاسيما أن بعض الصحف الهولندية نشرت خلال العام الجاري تقارير تفيد أن جهاز الاستعلامات الهولندية (المخابرات) أنشأ في السابق مواقع إسلامية متطرفة على شبكة الإنترنت كوسيلة لاصطياد المتطرفين والتسلل إلى عالمهم. وهناك أيضا قرائن تشير إلى أن المخابرات الهولندية جندت في السابق عناصر متطرفة من "جماعة هوفستاد" التي يقضي بعض أفرادها الآن عقوبات الحبس في سجن فوخت شديد الحراسة. بل حتى محمد بوييري قاتل فان خوخ (2004) كان تحت مجهر المخابرات الهولندية قبل تنفيذ العملية. إلى حد الآن لم يجد المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب في هولندا مبررا كافيا للتدخل لمنع مجموعة 'الشريعة لهولندا‘ (Sharia4Holland) التي بدأت أنشطتها على غرار 'شقيقتها‘ في بلجيكا 'الشريعة لبلجيكا‘. كما أن جهاز المخابرات لم يرد أن يعلق على "مضمون" دعوة هذه المجموعة للعائلة الملكية ولسياسيين هولنديين آخرين إلى اعتناق الإسلام. اختلال عقلي الشيخ فواز جنيد هو أحد شيوخ السلفية في هولندا وواحد من المراجع الدينية للكثير من الشباب المسلمين. نشر فواز باسمه وباسم مجلس إدارة مسجد السنة في لاهاي الذي يؤم الناس فيه في موقع 'اليقين‘، رسالة استنكر فيها محاولة هذه الجماعة فرض الشريعة على هولندا، واعتبر أعضاءها "مختلين عقليين" و "أغبياء" يستحقون السجن أو مستشفى المجانين. "(...) هذه مجموعة من الشبان خولت لنفسها مكان رأس الدولة وهؤلاء الناس يريدون فرض الشريعة الإسلامية في هولنداوبلجيكا. لقد أعطوا لأنفسهم مسؤولية ليست لهم. وحتى اللغة التي يتكلمون بها ترجح أنهم تجمعوا في تنظيمات سرية لتحقيق أهدافهم. وهذا يدل على أحد الخيارات التالية: فإما هؤلاء الناس هم مجانين ومختلين عقليا، أو يتعلق الأمر بمجموعة من المستغلين والمجرمين الذين يسعون لسفك الدماء مستخدمين الإسلام لتبرير أعمالهم". أعضاء المجموعة لم يصل مائتين يتواصلون في ما بينهم عبر الفيسبوك. وعلى نفس الموقع أنشأ ناشطون آخرون مجموعة مناهضة أسموها: 'ضد الشريعة لهولندا‘. إذاعة هولندا العالمية