باستضافة اسمين من أسماء الفن الملتزم، الفنانين المغربي سعيد المغربي والجزائري إيدير استحقت الأمسية الثانية للدورة السادسة للمهرجان المتوسطي للحسيمة أن تحمل عنوان الالتزام وجعل هذا الاختيار فضاء للفرجة الخلاقة والتنوع الثقافي واللغوي والتواصل بين الشعوب والحوار بين الثقافات والحضارات. ولعل ما يجمع بين سعيد المغربي وإيدير كونهما ذاكرتين تختزلان تجربة فنية استطاعت أن تفرض نفسها وتجد لها مكانة طبقت شهرتها الآفاق حاملة شعلة الأغنية الهادفة والملتزمة. وقد استهل سعيد المغربي، ليلة أمس الثلاثاء، لقائه بالجمهور بالغناء للقضية الفلسطينية، التي قال إن "المغرب غناها أجمل الأغاني وأجمل الألحان". وهكذا اختار بدء فقرته بقطعة من كلمات الشاعر الفلسطيني معين بسيسو "سنقتلع الموت من أرضنا" كما أدى الفنان المغربي معانقا عوده، توأم روحه، مجموعة من الأغاني التي تستعصي على النسيان، فهو عنوان عريض للإلتزام والأغنية الملتزمة، الإلتزام الذي وصفه مدير المهرجان عبد الصمد بن شريف في كلمة بالمناسبة ب" الالتزام ذي البعد الوظيفي والإيجابي والمؤسس للقيم والمنتج للتواصل بمعناه البناء". أما إيدير، واسمه الحقيقي حميد شريت، والذي يلقب بذاكرة الأغنية الأمازيغية الملتزمة، فقد أدى مجموعة من أغانيه من قبيل " زويت رزيت" و " تيزي وزو" و " إيزواو" و" أسندو"، والتي تنضح نوستالجيا وإنسانية. وعلى المنوال ذاته ووفاء من المهرجان لروح التواشج والتلاحم التي تميز البحر الأبيض المتوسط، الذي تزين عقده مدينة الحسيمة، أطلت على جمهور سهرة ليلة أمس فرقة القدس للتراث والفنون الفلسطينية، التي اختزلت من خلال تجاوبها مع الجمهور الحسيمي برقصاتها وأزيائها وكلمات مواويلها التلاحم الذي يربط بين الشعبين المغربي والفلسطيني. يذكر أن الدورة السادسة للمهرجان المتوسطي للحسيمة، التي انطلقت فعالياتها الاثنين الماضي، تنظمها جمعية الريف للتضامن والتنمية " أريد" إلى غاية 31 من الشهر الجاري تحت شعار " تواصل الشعوب، حوار الثقافات". وستتواصل فقرات هذا المهرجان، اليوم الأربعاء، بتنظيم عروض رياضية وأنشطة موجهة للأطفال، كما ستعرف سهرة الليلة مشاركة فرقتي "يالما" الاسبانية للفلامنكو وبنعمان. و م ع