تم عرضه ضمن المهرجان المتوسطي للفيلم القصير بطنجة الفيلم القصير "الدرس الأول" يؤكد أن فلسطين رائعة رغم الاحتلال صفق جمهور طنجة طويلا للفيلم الفلسطيني " الدرس الأول" للمخرجة الفلسطينيةالشابة، عرين عمري، التي قطعت مسافة طويلة من رام الله إلى طنجة، من أجل عرض فيلمها القصير وتبليغ رسالة شيخ فلسطيني وهي أمام حاجز من الحواجز التي يقيمها الاحتلال الصهيوني، تحكي عرين عمري أثناء تقيدم عملها السينمائي أمام جمهور قاعة روكسي، "صادفت عجوزا بمدينة يافا وبالضبط من مخيم الجلزون، سألني " وين رايحة؟" أجبته :" إلى مدينة طنجة"، سأل مرة أخرى :"وين هدي المدينة ؟" أجبته :" على البحر "، تنهد وقال "يا الله 30 سنة ...وأنا محروم من الوصول إلى البحر"، مضيفا : " أرجوك يا بنتي قولي للطنجاويين يروحو كل يوم للبحر". وحرصت المخرجة الفلسطينية على نقل وصية الشيخ الفلسطيني إلى الجمهور بأمانة، قبل تقديم فيلمها " الدرس الأول" الذي اختارت عرضه لأول مرة في المسابقة الرسمية ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة، تقول : "اخترت أن يعرض لأول مرة بالمغرب"، مشيرة إلى أن جزء كبير من يجسد فصل في حياتها الشخصية، حيث يحكي عن " أول درس تتلقاه في اللغة الفرنسية بعد قدومها من رام الله إلى عاصمة الأنوار باريس، حيث تدور حكاية فيلم " الدرس الأول" حول ممثلة مسرحية فلسطينية من مدينة رام الله، قررت السفر لمتابعة دراستها بفرنسا، وفي أول درس بمدرسة لتعليم اللغة الفرنسية، تطلب الأستاذة من طلبتها تقديم أنفسهم لها وتحديد موقع بلدهم على الخريطة المعلقة على السبورة، عندئد ستُصاب البطلة بصدمة قوية، عندما تكتشف أن فلسطين لاوجود لها في الخريطة، بل الأدهى من ذلك هو قيام طالب "إسرائيلي" من مكانه ويدعي ببجاحة أن القدس هي "أوراشاليم" وهي عاصمة للكيان الصهيوني، ويسانده في ذلك زميله الأمريكي" دافيد"، في حين ترتسم الحيرة على وجوه باقي الطلبة، في حين تصرخ الأستاذة الفرنسية في وجه البطلة، " نحن هنا ندرس الفرنسية، ولا نتحدث في السياسة"، فتقرر البطلة مغادرة قاعة الدرس، تقول مخرجة الفيلم إن ما المفارقة الكبيرة التي تسببت في وقوع صدمة للبطلة هو لحظة اكتشاف أن زملائها الطلبة، اليابانية، والتوأم الروسي، ليست لديهم معلومات كافية عن القضية الفلسطينية، مما يجعل عملية إقناعهم بأن القدس عاصمة فلسطين، مسألة في غاية الصعوبة، ومن هنا تأتي أهمية توظيف الفن السابع في إرجاع الحق الفلسطيني لأهله، وإظهار وحشية الاحتلال الصهيوني، حيث كشفت المخرجة عن قبح العدوان "الإسرائيلي" الذي شخصه الجنود "الإسرائيليون"، وهم يقلبون عربات بائعات الورد بإحدى ساحات مدينة رام الله، ويدوسون الورود بأحذيتهم الثقيلة.. غير مكثرتين بمناظر طبيعية وإنسانية خلابة ينقلها الفيلم القصير بكثافة عن فلسطين، كما ينقل جزءا من يوميات المجتمع المقدسي والتي تم تصويرها بأماكن مقدسية خلابة، تقول عرين زوجة المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي : "رغم ذلك فنحن هنا، وفلسطين حلوة رغم الاحتلال وستظل كذلك، وسيظل أهلها متجذرون في الأرض، يحبون الجمال، "على هذه الأرض ما يستحق الحياة..على هذه الأرض سيدة الأرض ..أم البدايات...أم النهايات..كانت تسمى فلسطين ...صارت تسمى فلسطين".. فيلم "الدرس الأول" للمخرجة الفلسطينية عرين عمري، رغم أنه فيلم قصير، إلا أنه يعالج موضوعا له تاريخ طويل، إنه من الأعمال السينمائية التي لاتنتهي من مشاهدتها عندما تنتهي من مشاهدتها. حسن الهيثمي خاص ''الفوانيس السينمائية''