اختتام الدورة 15من المهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط بتطوان بعد ثمانية أيام من مشاهدة السينما المتوسطية بمختلف تجلياتها الإبداعية وفي مقدمتها سينما التخييل و سينما التوثيق سواء في الفيلم الطويل أو القصير ، تم إسدال الستار على الدورة 15 من المهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط بمدينة تطوان يوم 4/4/2009، بإعلان جوائز المهرجان على الفائزين بها . هكذا فاز الفيلم الايطالي الطويل " سونيطول" للمخرج سالفتور مرو بالجائزة الكبرى للمهرجان، وهو فيلم يتحدث عن سيرة راعي غنم يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة ، تم الزج بأبيه في السجن ظلما ، مما جعل الطفل يعيش بمفرده في طبيعة قاسية . وقد ساعده كل من جده وعمه في هذه الحياة ، لكن الظروف شاءت غير ذلك ، مما سيدفع به إلى الهرب بعد قضائه على قطيع الشخص الذي استفزه ، والعيش مطاردا كباقي قطاع الطرق . أما مخرجه الايطالي سالفتور مرو ، فقد تابع دراسة الإخراج السينمائي بالمدرسة الوطنية للسينما بمدينة روما ، وأنتج أول فيلم طويل له سنة 2003 تحت عنوان " ارقص بثلاث خطوات " ، في حين فاز الفيلم المغربي " زمن الرفاق" ضمن نفس الصنف ، أي الأفلام الطويلة ، بجائزة الجمهور ، وقد تنبأ كثير من النقاد السينمائيين الذين حضروا المهرجان بذلك ، نظرا لأن القاعة كانت غاصة بالجمهور لحظة عرضه ، وقد تابعه هذا الجمهور بكثير من التصفيق والهتاف . والفيلم يحكي سيرة رحيل ، الفتاة الجامعية التي تكتشف عالم الجامعة في بداية التسعينيات والصراعات الحاصلة بين التيارات الطلابية داخل أسوارها ، والتقائها بالطالب سعيد الذي كان يعيش على هامش الحركة الطلابية ، لكن اللقاء بينهما سيغير من مسار حياتهما معا . أما مخرجه شريف الطريبق فقد تكون في إطار الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ، كما تابع تدريبا بالمدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت بباريس . ويعتبر فيلم " زمن الرفاق" هو أول فيلم طويل له . أما جائزة لجنة التحكيم ، فقد كانت من نصيب فيلم " ثلج " للمخرجة البوسنية عايدة بجيتش ، وهو يتحدث عن عائلة كبيرة تتكون من جد وأربع فتيات وولد صغير وست نساء يعيشون في قرية منعزلة بسلافنو ، خربتها الحرب، والظروف التي أحاطت بهم وتشبتهم القوي بأرضهم وعدم تفريطهم بتركها أو حتى ببيعها رغم الإغراءات التي قدمت لهم من أجل ذلك . أما مخرجة الفيلم عايدة بجيتش فهي قد سبق لها الحصول على الجوائز من خلال فيلمها " أول تجربة موت" ، كما أن فيلمها الحالي " ثلج" هذا قد لاقى صدى طيبا في الأوساط التي عرض بها وحظي بالاهتمام الجدير به. أما بخصوص جائزة أحسن دور رجالي فقد عادت إلى الممثل الروماني كوسمين سيلسي الذي جسد دور ايميل في فيلم " الصرف" للمخرج الروماني نيكولاي مارجينوني ، كما نالت الممثلة التركية ايكا دامغاسي جائزة أحسن دور نسائي بتجسيدها لدور " عايشة" في فيلم " مارلون وبراندو" للمخرج التركي ،الكردي الأصل، حسين كربي . أما فيما يتعلق بالأفلام القصيرة فقد كانت جوائز المهرجان الخاصة بها على الشكل التالي: فقد فاز فيلم " أطا" وهو لقب يعني " الأب" بالجائزة الكبرى للمهرجان ، وهو فيلم يحكي عن امرأة تركية شابة وصلت إلى فرنسا من أجل لقاء الرجل الذي تحب ، وهناك ستلتقي برجل مهاجر يؤثر في مسارها خصوصا بعد معرفتها بوضعيته والظروف الصعبة التي أحاطت به . والفيلم هو من إخراج كل من سكلا زينسيرسي ، وهي مخرجة وكاتبة سيناريو ولدت بتركيا و كيووم جيوفانيتي وهو مخرج فرنسي . في حين فاز الفيلم الاسباني " حياة أفضل" بجائزة لجنة التحكيم ، وهو فيلم مقتبس من قصة واقعية ، كما تمت الإشارة إلى ذلك في جينيريك الفيلم ، وهو يتحدث عن مسار ثلاث مكسيكيين ضلوا طريقهم في صحراء صونورا وهم يحاولون الوصول إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية . وهو فيلم كثير التأثير خصوصا وأن الطفلة الصغرى فيه ستموت من جراء لذعة عقرب سوداء . أما مخرج الفيلم فهو لويس فرنانديز رينيو، وهو مخرج أمريكي سبق له أن كتب وأنتج أفلاما أخرى . وبخصوص الأفلام الوثائقية، فقد فاز فيلم " حديقة جاد" بجائزة المهرجان الخاصة بهذا النوع ، وهو فيلم يتحدث عن مأوى للعجزة يوجد بإحدى ضواحي مدينة القدس والظروف المحيطة به . وهو من إخراج جورجي لازارفسكي الذي سبق له أن أنجز مجموعة من الأفلام الوثائقية والفيلم هو عمل مشترك فلسطيني /فرنسي. هكذا انتهت أشغال هذا المهرجان السينمائي المغربي الهام ،الذي قدم في دورته هاته مجموعة من الأفلام السينمائية القوية المنتمية لبلدان البحر الأبيض المتوسط ، وتجدر الإشارة إلى أن المخرج المغربي الجيلالي فرحاتي كان رئيس لجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الطويلة والقصيرة في هذه الدورة والتي تكونت من روبر الزرقي و بسام كوسا و زكية الطاهري ، في حين كان المخرج السينمائي المغربي نور الدين كونجار رئيسا للجنة التحكيم الخاصة بالأفلام الوثائقية والتي ضمت في عضويتها كل من مي المصري وإلفي ريت وأزوسينا رودريكز بوميدا . تطوان – نور الدين محقق الفوانيس السينمائية