فيلم الفرح فيلم مصري من إخراج سامح عبد العزيز وسيناريو احمد عبد الله مثل مصر ضمن فعاليات الدورة الثالثة عشر لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة. تطرق الفيلم إلى عدة مواضيع كثيرة ومتشابكة والى "كليشيات" مشتركة في العالم العربي: الزواج: مشكل النساء بصفة عامة والعربيات بصفة خاصة وبالأحرى المصريات في الفيلم. هو الحصول على زوج فالعنوسة وعدم الزواج في مجتمعاتنا العربية وصمة عار ليس على البنت وحدها بل على أبويها وعلى العائلة جميعا. والزواج يعني إيجاد عمل، والحصول على السكن، وعلى "العفش" (صورة واضحة في الفيلم ركز عليها المخرج) وهناك تنافس، وعند السب والشتم تعد البنت "البايرة" الغير المتزوجة وصمة عار، واهانة بالنسبة للعائلة قد تؤدي كما شخصت في الفيلم إلى العراك والضرب والقتال والجرح بأسلحة بيضاء. الفقر والبؤس: ظاهرتان متفشيتان وعميقتان في البلاد المصرية وضحها المخرج عبر دورته بالكاميرا في شوارع الحي المتسخة والمليئة بالأزبال والكتابات على الحائط، والأزقة المظلمة المملوءة بالحفر، ولكنها في نفس الوقت مليئة بالحياة والحركة والصخب والصراخ والدسائس والمؤامرات وقسوة القوي والغني على الضعيف والفقير. المخدرات والخمر: جسد المخرج ظاهرة الإدمان بعنف في المجتمع المصري فالحشيش والشيشا والأقراص المهلوسة موجودون في كل مكان ومصورون بشكل واضح وفاضح. فمقاهي الشيشا في كل ركن مع جميع الأنواع ومعظم الساكنة من شباب وشيوخ، أناس عاديون أو "معلمين" يستعملونها بطريقتهم الخاصة. الخمر مصاحب للأفراح وللأعراس والحفلات، فمهمته السكر وفقدان الوعي والثمل للهروب من المشاكل اليومية والعائلية. الفن: وضح المخرج تهميش الفن الأصيل كالمسرح، واندثاره وهروب الناس منه، واللجوء إلى الفن الساقط المشاغب والمثير والمليء بالضوضاء والصداع (مكبرات الصوت). الراقصة/الساقطة تحتقر مهنتها ويعتبرها الناس لاتساوي شيئا، ومجرد اسلوب للإثارة وخاصة الجنس الآخر/الرجالي. العلاقات الإنسانية: كانت العلاقات عنيفة تارة وعميقة تارة أخرى وفي بعض الأحيان سطحية ومرات عديدة مبنية على الاحتياط والحذر من الآخر (مصر كلها حرامية). هناك علاقة الابن/الابنة، من الأم علاقة حميمية وودية مبنية على احترام الآخر وتمر في بعض الأحيان بلحظات عصيبة قد يندم عليها الآخر. وظفت في العلاقات بين الأبناء وذويهم كرامة الأب وصلاح الأم والاعتزاز بالنفس والكبرياء (علاقة المسرحي بابنه: دور مجسد بإتقان كبير) علاقة الزوج مع زوجته مرتبطة بقوة وعمر ومال الزوج. علاقة "الطبيب" المزيف مع زبنائه علاقة مبنية على الخيانة والرشوة واستغلال بؤس الناس وهي علاقة لا أخلاقية ومشينة. وهناك علاقات كانت محورية وذات معنى ومغزى للمتفرج كعلاقة الحشاش مع البنت/الولد وعلاقة الجدة مع الراقصة/المرتدة وعلاقة البنت/الولد بائعة البيرا العنيفة مع السكارى الغير مؤدين لثمن البيرا وعلاقة صاحب العرس مع عماله... البكارة: رمز العذرية، والشرف في عالمنا العربي والإسلامي ويجب على البنت أن تصونها وتحتفظ بها لزوجها يوم الدخلة. وعار على البنت غير العذراء ليلة دخلتها وليلة عرسها وقد وقعت جرائم عدة بسبب هذا المفهوم المترسخ في تاريخ البشرية، وفي عدة مجتمعات. والمستغل في بلداننا العربية من بعض الأطباء الجشعين الذين يصلحون بعض عذريات البنات اللواتي لم يحافظن عليها. المكان: المكان أصبح فضاءين : فضاء العرس بكراسيه وموسيقاه الصاخبة المدوية وأغانيه الضوضائية ومكبرات الصوت الكثيرة وحشيشه وشيشاته (جمع شيشة) وبيراه ورقصه وو... وفضاء للعزاء بنفس كراسيه ونفس ناسه ولكن بدون موسيقى صاخبة وبدون أضواء لامعة فانتصار الموت يتقبله الجميع، عن وبدون طيب خاطر. الدكتور بوشعيب المسعودي ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة