يشارك فيلم "سفر رائع" للمخرج عبد السلام الكلاعي, في المسابقة الرسمية للدورة الرابعة عشر للمهرجان الدولي للسينما المتوسطية بتطوان, الذي تتواصل فعالياته إلى الرابع من أبريل الحالي. ويحكي الفيلم, الذي يعتبر الشريط القصير الأخير للمخرج، قصة رجل يعيش في مطرح للنفايات, تأخذه ذات صباح سيارة, في سفر رائع نحو عالم سيصبح فيه غنيا, وموسيقيا مشهورا, ومتزوجا بامرأة رائعة الجمال ومالكا لمنزلين و سيارة فارهة. لكن سرعان ما سينتهي الحلم - السفر ليعود نحو عالمه الحقيقي. وجرى اختيار فيلم "سفر رائع" إلى جاب خمسة عشر فيلما من مختلف الآفاق المتوسطية, مثل فرنسا, وإسبانيا واليونان وبلجيكا وإيطاليا ومصر ليشارك ضمن الأفلام القصيرة التي تتبارى على نيل الجائزة الكبرى لمدينة تطوان. وهو العرض الأول للفيلم الذي بدأ مخرجه يتلقى دعوات لحضور مهرجانات وطنية ودولية عدة. "سفر رائع", سيناريو عبد السلام الكلاعي, بطولة سعيد باي, وضحى اليوسفي, وصلاح ديزان, إلى جانب ممثلين آخرين. ويتنافس في ثلاث مسابقات يتضمنها مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط, 35 فيلما, منها عشرة أفلام تتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة, من بينها ستة أفلام مغربية, و15 فيلما تتنافس في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة , و10 أفلام تتنافس في مسابقة الأفلام التسجيلية. ويرأس الفنان المصري حسين فهمي لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة, بينما ترأس المخرجة المغربية سعاد البوحاتي, لجنة تحكيم الفلام الروائية القصيرة, ويرأس المؤلف والمنتج المغربي محمد القوتي لجنة تحكيم الأفلام التسجيلية. ويحتفي المهرجان بالسينما التونسية من خلال عرض مجموعة من الأفلام التي أنجزت خلال العشرين سنة الأخيرة, إلى جانب تكريم الفنانة عائشة ماهماه ومحمد هنيدي, والممثل الاسباني إيما نول أريسا الذي كانت له بصمات في السينما الاسبانية خلال العقدين الأخيرين. كما يعرف المهرجان, دورات تدريبية في مجال السينما لفائدة الشباب, وتنظيم مائدة مستديرة تحت شعار "الاستغلال, التوزيع والمهرجانات, أية شراكة؟" و"تطوان, مهد الكتاب والسينمائيين", وذلك بمشاركة العديد من المحترفين من مختلف دول حوض البحرالأبيض المتوسط. وقال أحمد حسني, مدير المهرجان, في تصريحات صحافية, إن المهرجان يحظى, بعد مرور أزيد من20 سنة على انطلاقه, بمكانة مرموقة على خريطة المهرجانات المتوسطية ويساهم بدينامية كبيرة في الحركة الثقافية والفنية العربية, مؤكدا أن هذه التظاهرة تجسد كذلك القفزة النوعية غير المسبوقة, التي بدأ يعرفها قطاع السينما بالمغرب, والمجهود المتميز الذي يبذله العاملون في القطاع لاحتلال مواقع متقدمة على مستوى الإنتاج العالمي. نفس البعد أكده, وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري, الذي قال في افتتاح التظاهرة, إن المهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان أعطى إضافة نوعية للدينامية المتجددة التي يشهدها قطاع السينما في المغرب. وأوضح, وفق ما ذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء, الدور الهام الذي تلعبه هذه التظاهرة الثقافية في مد جسور التواصل مع ثقافات العالم المتعددة, وفي "إشعاع الهوية الوطنية وما تجسده من قيم التعايش والتسامح وإرساء حوار حضاري يحترم خصوصيتنا وينفتح في الوقت ذاته على الآخرين", مؤكدا عزم الحكومة مواصلة تطوير ورش السينما بالمغرب والرفع من الاعتمادات المخصصة لدعم القطاع , والقيام بإصلاحات هيكلية تمس الإطار القانوني والمؤسساتي للصناعة السينمائية بالمغرب, بالإضافة إلى تطوير منظومة التكوين لتزويد قطاع الفن السابع بأطر مؤهلة تساهم في الارتقاء بهذا المجال إلى مستويات أفضل .