حظي"وجوه" بتنويه خاص من لجنة تحكيم مسابقة المهر العربي للأفلام الوثائقية، التي تنظم في إطار فعاليات مهرجان دبي السينمائي الدولي، امتدادا لشريطه السابق "هاذي الأيادي"، الذي لا يخرج عن قاعدة الفيلم التسجيلي، الذي يصور أشخاصا دخلوا عالم النسيان والتهميش والجحود دون إرادة منهم.. في عرضه ما قبل الأول الذي احتضنته مؤخرا قاعة سينما "ريتز" بالدار البيضاء، لقي الشريط الوثائقي الجديد للمخرج المغربي حكيم بلعباس، "وجوه" إعجاب وتنويه الصحافة الوطنية والنقاد والمشتغلين بصناعة الفيلم السينمائي والمهتمين بالفيلم الوثائقي على وجه التحديد، الشريط الوثائقي غير المسبوق "وجوه" الذي أنتجته الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، سيلتقي مشاهدو القناة الأولى مع سلسلة حلقاته قريبا.. في شريطه الوثائقي الجديد، يعود "حكيم بلعباس المقيم بمدينة شيكاغو الأميركية، بلوحات شخصية عميقة، يتناول فيها وجوها من الهامش، ويعرضها في مشاهد تجمع بين الأمل واليأس، والفرح والحزن، والقحط والخصب، قام بتصويرها على مدى سنوات. تروي "وجوه" بلعباس التي لا تحمل أسماء، حكايات مختلفة في فصول متتابعة، مصحوبة بصور وحوارات مع أشخاص يعانون في صمت من التهميش وقساوة الحياة، "وجوه" يمكن المشاهد من التعرف على العوالم الخلفية لمغاربة بسطاء بالكاد يوفرون لقمة عيش حاف، وهو اعتراف بهذه الشريحة وتكريم لها، وتكريم أيضا بلغة الصورة، لمناطق مختلفة من المغرب، من شماله إلى جنوبه. كنال أوجوردوي واكبت العرض ما قبل الأول ل"وجوه" واستقت تصريحين لكل من المخرج حكيم بلعباس موقع الشريط الوثائقي "وجوه"، وللناقد الأستاذ حمادي كيروم.. المخرج حكيم بلعباس: ما قل ودل كيف اشتغلت على "وجوه مغربية" كرؤية إخراجية؟ .." غير كنمشيو نقلبو على المغاربة، وكنلقلاو المغاربة... صافي هاذ الشي اللي عطا الله... وبعد تشوف غاديت يبان ليك العربون... ما قل ودل".. الأستاذ الناقد حمادي كيروم: بشر خارج اهتمامات الدولة شاهدنا لحكيم بلعباس في السنة الماضية فيلما معنونا ب"هذه الأيادي"، بحث عن نمط آخر من المرجعيات واستعمل مثال "حرفة بوك لي غلبوك" وهو فيلم عن شخوص من مدينة أبي الجعد، تحدث فيه عن الزمن الذي طوى مجموعة من الناس الذين أصابهم النسيان، لكن هذا النسيان كان من طرف المسؤولين فقط، فشاهدنا ناسا خارج الدولة، فكم من بشر خارج الدولة؟؟ هذه الفكرة صاغها حكيم بلعباس وقرر أن يكتب منها سلسلة، عن الناس المنسيين في المغرب، عن "بشر" سماهم فرانز كافكا les mineurs، لكن "بشر" أو "وجوه" حكيم بلعباس ليسوا قاصرين من ناحية السن، ولكنهم قاصرين من ناحية اهتمام المجتمع بهم، وقاصرين من حيث واقعهم المعيشي الصعب، ولان حكيم بلعباس ركز على الوجوه وعلى التعابير والتقاسيم، فصور الكلام وصور الوجوه، واختار لسلسلته التلفزيونية عنوان "وجوه"، والوجه خصوصا عندما تأخذه اللقطة المكبرة، فما يشاهده الناس بعيون عادية، ليس كما يراه المهتم بالصورة السينمائية والناقد الفني، وهو ما سئل عنه "يوجين" عندما ركز على الوجه، وقال أنا الآن أمام قارة/ devant un continent . سعيد فردي ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة