ربما يكون الحديث عن التمرد في مجال الإبداع السينمائي مجرد ثرثرة زائدة تفيض بها صفحات الجرائد ، أو جدل بورجوازيين صغار لايتجاوزالمقهى التي يعتادون ارتيادها بعد الخروج من العمل ؛فالسينما ، كما هو معلوم ، وسط قوامه المال و الإقتصاد ، وكما هو معلوم أيضا فالقوى التي ، عادة ما ، يواجهها المبدع السينمائي غالبا ما تكون في يدها مفاتيح "البيزنس" السينمائي ، لذلك فهامش المواجهة يبقى دائما ضيقا ، فما بالك إذا تحدثنا عن التمرد داخل قلعة الرأسمالية السينمائية "هوليوود"؟!! لكن قصة "روبرت ألتمان " مع السينما و أباطرتها تبقى ، مع ذلك ، مثيرة وتستحق أن نوليها بعض الإهتمام .فهو مخرج خارج كل مقاييس مدراء الإستديوهات ورجال التسويق الذين يتحكمون في صناعة الأفلام في " غابة السينما المقدسة "!! ''الأشخاص الذين يدخلون هذا الميدان هم رجال أعمال يسعون إلى الربح السريع ، ناس كرنفالات ، دائما كانوا كذلك ‘‘ يقول ألتمان في حوار معه سنة 1993 .''إنهم لايسعون لإنتاج أفلام جيدة الآن ؛ إنهم يريدون صناعة أفلام ناجحة من وجهة نظر مالية بحثة . رجال التسويق يقومون بالإدارة الآن . أنت لن تجد ، حقا ، الكثير من الرجال الأذكياء يديرون الإستديوهات ، يديرون شركات إنتاج الأفلام . جميعهم يربحون أموالا طائلة ، لكنهم لايبحثون ، لايهتمون بحياة الفيلم بعد ذلك .لا كشف حساب هناك . لا أحد يتسائل ، '' في الخمسين سنة القادمة ، من سوف يشاهد هذا الفيلم ؟ لارؤية مستقبلية هناك.‘‘ لكن قصة التمان مع التزمت لم تكن فقط مع هوليوود ، إذ أنه ولد لعائلة كاثوليكية محافظة بورجوازية في 20 من فبراير من العام 1925 في مدينة كانساس سيتي ، وتم إرساله إلى مدرسة يسوعية ، لكن التجربة فقط هي التي ستجعله يبتعد عن عالم الكاثوليكية المحافظ . ثم تأتي مرحلة انخراطه في الجيش في العام 1945 بعد تردده على الأكاديمية العسكرية وينت وورث ، حيث سيتخرج كمساعد طيار على متن المقنبلة ب 52 . البداية، إذن، لم تكن سهلة بالنسبة لمن سيصبح الولد المشاغب في هوليوود ، وأعماله الأولى ستكون عبارة عن برامج إذاعية وسيناريوهات سيتمكن من بيع أحدها " الحارس الشخصي " لشركة إر كي أو وهو أمر سيجعله يرحل إلى نيويورك في محاولة منه لاقتحام الوسط السينمائي هناك، هذه الخطوة ستكلل بالفشل، و سيقفل راجعا على إثرها إلى مسقط رأسه كانساس سيتي حيث سيعمل لحساب إحدى الشركات الصناعية الكبيرة هناك ، وسينفذ لصالحها عددا من الأفلام الوثائقية الصناعية ، الأمر الذي سيمكنه من جمع بعض المال و تكوين شركة خاصة به . الفيلم الأول الذي سيقوم بإخراجه هو "المنحرفون " ، سنة 1955 ، وسيكون مشروعا فاشلا باعتراف ألتمان نفسه و سوف لن ينقذه من دوامة الفشل التي تحيطه من كل جانب إلا عرض ألفريد هيتشكوك السخي لكي يقوم بإخراج بعض حلقات سلسلته الشهيرة " هيتشكوك يقدم .." وستتوالى الأعمال التلفزية لكنه سيصتدم مع المنتجين الهوليوديين وذلك لاستعماله الإرتجال في الأستوديو و عدم التزامه بالسيناريو الأصلي وهو الأسلوب الذي سيسم تجربته السينمائية فيما بعد ، بالإضافة إلى ذلك انتقاداته اللاذعة للدين و الجيش و المؤسسات بصفة عامة مما سيضطر مدراء الأستوديوهات إلى تسريحه ، بشكل منهجي، من كل عمل يحصل عليه في هوليوود . الشهرة العالمية ستأتي عبر فيلم ماش ، سنة 1970 ، الذي سيحصل على السعفة الذهبية ، في مهرجان كان ، في العام نفسه . بعض النقاد يعتبر هذا الفيلم نوعا من الإنتقام الشخصي من مؤسسة الجيش ، ورغم أن الفيلم يتطرق إلى الحرب الكورية إلا أن الإحالات إلى الحرب الفيتنامية التي كانت تجري في تلك الفترة، كانت واضحة ، الفيلم كان من جهة أخرى مناسبة لسبر أغوار " النوع " الفيلمي ، في هذه الحالة الفيلم الحربي ، الجديد الدي أتى به ألتمان هو تلك النغمة الساخرة و المتهكمة من مؤسسة خبرها ألتمان عن قرب ، أيام مشاركته في الحرب العالمية كمساعد طيار، وكما نعلم أن الفيلم الحربي يكون دائما مناسبة لاستعراض المشاعر الوطنية و البطولة ، لكن ألتمان يفرغه من هذه التوابل المعتادة مما سيجر عليه الكثير من الإنتقادات . الفيلم الذي سيؤكد أهميته كمخرج سينمائي من العيار الثقيل هو "ناشفيل"، سنة 1975، وكان ناجحا حتى على مستوى القاعات السينمائية مثل سابقه ، وهو فيلم بيان ضد الحرب على خلفية الموسيقى الرعوية الكونتري ميوزيك ، وفيه يختبر لأول مرة نوعا سينمائيا جديدا هو الفيلم الكورالي أو إذا أردنا مواصلة الإستعارة من عالم الموسيقى الفيلم الأركسترالي ، أي فيلم الأصوات المتعددة و الشخصيات الكثيرة و الحبكات الصغيرة المتداخلة فيما بينها ، حيث تعج الشاشة بقصص 24 شخصية ، وفيه يتداخل النفس الوثائقي بما هو روائي حكائي ، هنا سيربك ألتمان النقاد وذلك بعدم احترامه للأنواع السينمائية وهذا سيتضح أكثر في أفلامه اللاحقة، وقد علق ساخرا على أسلوب اشتغاله في هذا الفيلم قائلا : "لقد استعملنا أسلوب حرب العصابات !!" وذلك في إحالة إلى فرق التصوير المتتعددة التي كانت تصور في مناطق متفرقة من مدينة ناشفيل ومتابعتها للشخصيات المختلفة ، ومن الفتوحات الأخرى المستعملة في هذا الفيلم تقنية الأوفرلابين** وهو مصطلح إنجليزي يعني ، من ضمن ما يعنيه : " الشريط الصوتي المتعدد المسارات" إذ بلغت القنوات الصوتية حوالي ثماني، و ذلك في تقليد لما يجري في الواقع من تداخل الحوارات و الأصوات و الضجيج و سوف نتحدث عن هذه التقنية لاحقا في سياق هذا المقال . بعد هذه التجربة المفصلية في مشوار ألتمان ستتوالى الأعمال السينمائية المهمة مثل "صور" ، "حتى الطيور تقتل" ، "الوداع الطويل" وهذا الأخير مقتبس عن رواية الكاتب البوليسي الشهير رايموند شاندلير بنفس العنوان وفي هذا الفيلم يختبر "النوع البوليسي" كما هو واضح ، وهذا النوع السينمائي سيعود إليه في أشكال مختلفة في أفلام لاحقة كثيرة .ورغم أن هذه الأفلام بصفة عامة تميل إلى استعمال لغة سردية خطية إلا أن الجمهور لم يهتم بها كثيرا، وحققت نجاحات ضئيلة مما عقد مسألة حصول ألتمان على منتجين لمشاريعه وهنا بدأت مرحلة توارى فيها عن الأنظار واكتفى بالعمل على بعض المشاريع المسرحية وبعض الأفلام الصغيرة و ذلك طيلة فترة الثمانينات من القرن الماضي ، هذه التجربة المسرحية ستؤثر على بعض أفلام هذه المرحلة ، أحدها يدور بالكامل في غرفة مغلقة و هو فيلم "الشعارات" ،سنة 1983، ثم فيلم "شرف سري" ،وفيه يتم استعمال تقنية المنولوج الطويل لرتشارد نيكسون . في فترة التسعينات سيعرف المشوار الفني لألتمان ولادة جديدة وشهرة أخرى وذلك عبر أفلام سيصر فيها على تجريبيته ومن أهم إنتاجاته في هذه المرحلة نجد "الأبطال و قطعات وجيزة" ، سنة 1993 ، الذي يبني حبكاته المتعددة على مجموعة من القصص القصيرة للكاتب الشهير رايموند كالفر المشهور بأسلوبه التقشفي مينيماليست وبتشريحه لمايسمى بالحلم الأمريكي ، هذا الفيلم سيحصل على الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي لذلك العام ، هذا النجاح سيجعله يخرج أفلاما في أوروبا حيث سيقيم لفترة طويلة في القارة العجوز ، ومن أفلام هذه الحقبة الملابس الجاهزة، سنة 1994، من بطولة صوفيا لورين ومارشيلو ماستروياني وفيه مشهد شهير ، استعمله ألتمان بذكاء ، في بادرة منه لتكريم للمخرج الإيطالي الكبير فيتوريو دي سيكا ، وفيه يتم إعادة تصوير أحد المشاهد الشهير ة من فيلم" أمس ، اليوم وغدا ", رائعة صاحب "سارق الدراجات" , والذي كان من بطولة النجمين الشهيرين لورين و ماستروياني كما هو معلوم ، و أيضا من أهم أفلام هذه المرحلة الأوروبية يمكن ذكر فانسان و تييو ، سنة 1990 ، وفيه يتطرق لحياة الفنان التشكيلي الهولندي فان جوخ . مع بداية القرن الجديد سيتمكن ألتمان من إنجاز الفيلم الذي سيعتبره الكثير من النقاد أنضج أفلامه و هو غوسفورد بارك ، سنة 2001، وهو عبارة عن لوحة جدارية للطبقة البورجوازية في إنجلترا فترة الثلاثينيات ، وفيه يعود لتقنية الفيلم الكورالي ، إذ يتزاحم عبر الشاشة ما مجموعه 48 شخصية من الخدم و الأسياد ، وهو تكريم بشكل ما للكاتبة أجاتا كريستي ، إذ يدور حول جريمة قتل غامضة في إطار حفلة عشاء باذخة ، وتتنقل كاميرا ألتمان عبرالقصص و الحبكات المتعددة للخدم والأسياد دون نسيان تقنية الأوفرلابين* ( التزامن الصوتي ) التي أصر عليها ألتمان حتى النهاية . وفي سنة 2006 سيخرج ألتمان أغنية التم الخاصة به و هو فيلم بريري هوم كومبانيون ( ظهر في القاعات السينمائية الإيطالية تحت عنوان راديو أميركا ) ، وهو فيلم عن الموت و النهاية تدور القصة عن اليوم الأخيرة من حياة محطة إذاعية ويقدم أفرادها آخر أغانيهم على الهواء بعد بيع استوديوهاتها العريقة لمقاول لا يحفل بالأهمية التاريخية للمكان . وقبل وفاته بقليل اعترفت هوليوود بالعجوز الذي كان ينجز الأفلام مثل شاب متمرد ، ومنحته أوسكارا عن مشواره الفني بأكمله . وقد وافته المنية في العشرين من نوفمبر من العام 2006 في أحد مستشفيات لوس آنجلوس ، وقد أعلن قبلها بقليل عند تسلمه للأوسكار أنه خضع لعملية زرع في القلب في أوائل عقد التسعينات . * * * * لقد أتى ألتمان بالكثير من التجديدات، التي كان لها تأثير كبير في سينما النصف الثاني من القرن العشرين ، سواء كان ذلك على مستوى الشكل أو المضمون . وسنحاول ، فيما يلي، أن نتطرق إلى أهم الفتوحات الأسلوبية التي كانت تكتسي طابع المغامرة و المخاطرة ، لأن التجريب داخل قلاع هوليوود يعني في الكثير من الأحيان فقدان العمل وتهرب المنتجين من التعامل مع الفنانين الشجعان ؛ لذلك كان على روبرت ألتمان الرحيل بموهبته الوقادة إلى " السينما المستقلة " ، التي صار أحد أبرز فنانينها لفترة طويلة ، أو الرحيل بالمعنى الحرفي للكلمة ، إذ قضى في أوروبا فترة لابأس لها ، كان من أهم ثمارها فيلم فانسن و تييو . وقد سلط ألتمان اهتمامه على جوانب قلما ينتبه إليها المخرجون ، وذلك بغية اكتشاف المعتم و المخبوء الذي يحاول الجميع التستر عنه ، سواء تعلق الأمر بالحياة الشخصية لأبطال أفلامه أو الأنظمة السياسية الدينية و المؤسساتية التي تحدد أفق مسارهم الإجتماعي ، وقد دأب الكثير من النقاد على تعريف أسلوبه السينمائي بأنه "حركة نحو الحقيقة " ، ولاشك في أن كل فيلم من أفلامه ماهو إلى تحقيق و تشريح لجانب من جوانب الحياة الإجتماعية و السياسية لفترة مهمة من تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية الحديث ، وأغلب أفلامه هي عبارة عن لوحات ساخرة شديدة التهكم بكل ما يمكن أن تمسه عصا القداسة السحرية السلطوية وقد بلغ في فيلم ماش ذرى السخرية و التهكم من الهالة التي تحيط المؤسسة العسكرية ، بل إن اسلوبه في هذا الفيلم بلغ لحظات من الفوضوية الفكرية المتهكمة من كل سلطة متعالية و غير خاضعة للنقد و التحليل . في معرض حديثه عن فيلم وثائقي كان ينتجه لحساب التلفزيون الياباني ، ويتمثل في تصوير إحدى المسرحيات الموسيقية التي كانت تعرض على أحد مسارح برودواي ، وكانت عبارة عن برودواي ميوزيكال بعنوان أسود وأزرق، قال ألتمان :"مثلما فعلت في فيلم فانسان وتييو ، قررت أن أتجاهل العرض و التركيز على وجوه الراقصين وهم يغادرون الخشبة ليلتحقوا بالكواليس ، كل تلك الإبتسامات وتلك الطاقة تنهار لحظة دخولهم عتمة الكواليس ، أنا هنا أهتم بالأخطاء وبالهشاشة ." هذا القول يفسر كثيرا عملية الخلق السينمائي عند ألتمان . وفي تصريح آخر يقول:" أنا لاأعرف ماهو أسلوبي ،وأعتقد أني آخر من يعرف ماهي طبيعته. ما أخمن عن نفسي ، في السر ، قد يكون خطأ . لا أدري ماذا يعني الآخرون حين يقولون أن أفلامي السبعة الأولى تحمل إمضاء ألتمان . لقد حاولت فقط فعل أشياء مختلفة من فيلم لآخر . الآن حين أنظر إلى الخلف أرى بصمات أصابعي فيها كلها. أنت لن تستطيع الإبقاء على يدك نظيفة تماما ." هنا أيضا يتضح إذن مفهوم مخرجنا للأسلوب المبني أساسا على البحث المستمر عن أشكال جديدة و عدم التقيد بشكل معد سلفا و بالتالي كل فيلم من أفلامه هو تجربة مستقلة بذاتها ، وهذا ما يفسر استعماله للإرتجال و التغيير المستمر لنص السيناريو الاصلي ، و فيما يلي بعض خصائص أسلوب ألتمان وبعض الفتوحات الأسلوبية التي خولت له تبوء مكانة رفيعة ضمن مخرجي السينما المستقلة لفترة طويلة . تقنية التزامن الصوتي : هذه التقنية جرت عليه الكثير من المصاعب خاصة في بداية حياته الفنية ، وله حكاية طريفة معها : عند إنجازه لفيلم العد التنازلي ، سنة 1967 ، لحساب "وورنر بروس " وقد ألقى "جاك وورنر" نظرة على ماتم تصويره في أحد الأيام فقال غاضبا :" المجنون !! لقد جعل جميع الشخصيات تتحدث دفعة واحدة!! " ثم سرحه من العمل ولاحقا تم الإتصال هاتفيا بألتمان وتم تحذيره من الإقتراب من استوديوهات وورنر بروس لأن الحراس سيمنعونه من الدخول، وقد اضطر إلى أخذ أغراضه في صندوق صغير سلمه له أحد الحراس من فوق الحاجز الخارجي للأستوديو . ويتحدث ألتمان عن تقنية التزامن الصوتي قائلا :" أنا لا اريدك أن تفهم كل شيء ، لا الصور ولا الصوت . ما أحاول أن افعل هو وهو ما يفهمه مهندسو الصوت الذين عملوا معي ( وهذا يسعدني ) - أن أقدم للجمهور ما يجعلهم مشاركين و مستثمرين لشيء ما من ذاتهم . أنت لاتسمع كل ما يقول شخص ما في الحياة اليومية ، اليس كذلك ؟ ربما لأنك لاتنصت حقا أو أنك مشغول بشيء آخر . هذا هو الإيهام الذي أريد . إنها طريقة لجعل المتفرجين يشاركون في العملية ." وفي سنة 1990 منحته جمعية مهندسي الصوت في هوليود جائزتها وذلك في اعتراف واضح بما أتى به في ميدان الصوت من ثورة غيرت الكثير من مفاهيمه ؛ وقد تسائل البعض، عند اختراع تقنية الدولبي ، عن دورألتمان في ذلك . عمق المجال: هذه التقنية تم تجاهلها كثيرا في السينما الحديثة رغم أهميتها في التعبير الإخراجي ، ومن أهم المخرجين الذين اعتمدوا عليها في الميزونسين نجد "أورسون ويلز" خاصة في مشهد كين الطفل وهو يلعب بالثلج في تحفته المواطن كين ، ولمن يريد الرجوع إلى استعمال ألتمان لهذه التقنية يمكن العودة إلى فيلم الوداع الطويل خاصة في مشهد انتحار الزوج السكير وهي لقطة مركبة، استعمل فيها المخرج ، بالإضافة إلى عمق المجال ، تقنية الزوم البطيء للإيحاء بالإكتشاف التدريجي لما يحصل من طرف الزوجة . النوع الفيلمي: هنا بالإضافة إلى اختراعه لنوع فيلمي جديد ، وهو الفيلم الكورالي ، كما أسلفنا ، غير الكثير من مفاهيم بعض الأنواع الفيلمية الأخرى مثل الويسترن و الفيلم البوليسي ، وعبر مشواره الطويل جرب جميع الأنواع بل إنه جعلها تتعايش فيما بينها ، كما في غوسفورد بارك وهو فيلم كورالي بحبكة بوليسية على طريقة آغاتا كريستي ، أو مزج الفيلم الحربي بالكوميديا السوداء كما في رائعته ماش . روبرت ألتمان كان مخرجا خلاقا حتى اللحظة الأخيرة ،و نحن هنا حاولنا التعريف ببعض ملامح تجربته الإستثنائية ، ونختم بهذه الفيلموغرافيا الموجزة التي تبخس ألتمان حقه بكل تأكيد، هو الذي خلف وراءه عشرات الأفلام في مجال السينما، كما في مجال التلفزيون بالإضافة إلى إسهاماته الإخراجية على المستوى المسرحي، خاصة تعامله في السنوات الأخيرة من حياته مع نصوص الكاتب الإنجليزي هارولد بينتر . فيلموغرافيا موجزة ماش1970 (M.A.S.H )- الوداع الطويل ، 1973 (The Long Goodbye)- 1975 ناشفيل (nashville)- قطعات وجيزة،1993 (short cuts)- غوسفورد بارك،2001 (gosford park)- راديو أمريكا،2006 (A Prairie Home Companion)- *iconoclast **overlapping ------------------------------------------------ عبدالإله غاوش