العراقيون يوثقون لما بعد سقوط بغداد تتصدر العراق قائمة الدول المشاركة لهذا العام في مهرجان الخليج السينمائي (9 - 15 أبريل) من حيث عدد الأفلام الوثائقية. ومن هذه الأفلام فيلم عدسات مفتوحة في العراق يوثق لمشروع فوتوغرافي، حيث تجتمع خمس نساء من خمس مدن عراقية في بيت دمشقي قبل العودة إلى الوطن لمباشرة المشروع. ومع التقاط الصور، يبدأن برواية قصصهن. فيتحدثن عن طفولتهن، ومعاناتهن من أجل التعليم والحب. ويروين حكايات الحب والخيانة، والموت والولادة، والحروب، والاختطافات، والعنف، ومظاهر المقاومة اليومية. ومن هذه الخيوط، تحيك هؤلاء النساء قصة متكاملة تؤكد على أن الناس المقهورين والمغلوب على أمرهم قادرون على مقاومة الدمار الذي يواجه عالمهم، وأنهم بالإبداع يثبتون وجودهم وهويتهم. وقد عملت المخرجة العراقية البريطانية ميسون باجه جي على كتابة نص الفيلم وإخراجه وثائقياً، وهي عضو مؤسس في جمعية نسائية لمساندة العراق تتخذ من لندن مقراً لها. يروي فيلم حياة ما بعد السقوط قصة عودة المصوّر والمخرج السينمائي قاسم عبد إلى بغداد في 2003، وفي هذا العمل الخاص الذي صُوّر وفق التسلسل الزمني للأحداث خلال السنوات الأربع اللاحقة، يصوّر الفيلم الاعتقالات السياسية والحرب الأهلية والصراعات والفوضى في كل مكان. وقد فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم في مهرجان ميونيخ السينمائي الدولي وجائزة الصقر الذهبي في مهرجان روتردام للأفلام العربية عام 2008. ويوثق فيلم ذاكرة وجذور للمخرج فاروق داوود، حياة وذكريات الأديب والكاتب العراقي "غائب طعمة فرمان" الذي يعيش في المنفى، وصراعه ضد محاولات طمس ذاكرة وجذور وثقافة الأمة. ويرصد فيلم عندما تكلم الشعب - الجزء الثالث لمحات مدهشة من داخل المعركة الانتخابية في الكويت، حيث يتناول الحملات الانتخابية لبعض المرشحين للبرلمان، والتي شاركت فيها المرأة للمرة الأولى في تاريخ البلاد. الفيلم من إخراج عامر الزهير الذي فاز بجائزة الدورة الأولى لمهرجان الخليج السينمائي عن فيلمه عندما تكلم الشعب - الجزء الثاني. ويصور فيلم جبر ألوان للمخرج قيس الزبيدي أسئلة حول مصدر اللون في لوحة الفنان جبر علوان، ويتابع رحلته الطويلة مع اللوحة، ومسيرة الإلهام من مرسم في روما، إلى بيت عربي في دمشق. ويرصد فيلم الحصن للمخرج فيصل العتيبي حياة قرية أشبه بحصن. وترصد أربعة أفلام وثائقية قصيرة قضايا الهوية والخسارة. يمثل فيلم بداية فقط يوميات بصرية لمدة 19 دقيقة تروي من خلالها "نورحميدالدين" رحلتها في الحياة، في محاولة لاكتشاف هويتها الثقافية، بداية من طفولتها في الولاياتالمتحدة، وحتى مرحلة شبابها كامرأة مسلمة تعيش في العالم العربي. ويصور فيلم هذا ما خسرت، وهو إنتاج مشترك بين كندا والعراق، حكاية خمسين لاجئ عراقي في الأردن يحاولون سرد ما خسروه منذ بداية الحرب في العراق. ويروي فيلم عكس الضوء للمخرج قتيبة الجنابي، جانباً من حياة الفنان العراقي "محمد صبري" في المهجر، ويعرض بعضاً من أعمال هذا الفنان. ويتناول فيلم فيروس للمخرج جمال أمين رحلة خمسة أصدقاء عراقيين يعيشون في الدنمارك. وعندما تتعطل الحافلة التي تقلهم يبدأ الأصدقاء بدفعها بالرغم من الخلافات التي تنشأ فيما بينهم. هذا وقد أعلن المهرجان الذي يقام تحت رعاية الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) أنه سيقدم منصة لصانعي الأفلام الوثائقية لعرض أعمالهم أمام عشاق وخبراء السينما، والمنافسة على جوائز المهرجان بما يمكّنهم من تنمية وتطوير مسيرتهم المهنية.وستتنافس الأفلام الوثائقية داخل المسابقة للفوز بالجائزة الأولى والثانية والثالثة البالغة قيمتها 25 و20 و15 ألف درهم على التوالي. وتمثل هذه الأفلام أروع الأعمال الوثائقية الخليجية . محمد الحمامصي الفوانيس السينمائية