صدر السنة الماضية ضمن منشورات مجلة الفوانيس السينمائية، كتاب «خطاب الصورة، المتخيل والواقع» قراءات عاشقة في أفلام سينمائية عن مطبعة دار وليلي للطباعة والنشر بمراكش. يقع الكتاب في مائة صفحة وهو موزع الى فصلين: الأول يخص قراءات لأفلام وتجارب مغربية وسمه الكاتب فؤاد زويريق ب «شاشات مغربية» والفصل الثاني يخص شاشات أخرى متضمنا لأفلام من حساسيات مختلفة. وقد انتهى فؤاد زويريق في خاتمة الكتاب الى موضوع مواز يهم السؤال حول أزمة المخرج المغربية: هل هي أزمة مادية أم إبداعية أي جمالية. الكتاب هو قراءة لمجموعة من الأفلام المغربية والعالمية التي تركت أثرا مباشرا في وجدان الكاتب/ متفرجا فؤاد زويريق، والذي يتوزع اهتمامه القصة والنشر الالكتروني والنقد. وفي تقديمه لكتاب «خطاب الصورة» يعود مؤلفه لعلاقته الجنينية بالصورة السينمائية ابتداء بأفلام شابلن امتدادا من مشاهداته بسينما «كوليزي» و «ريحان» و «بلاص» انتهاء بالفضاء الثقافي الهولندي الذي عاش فيه اغترابه وفتح له كل آفاق الفن السابع. في شاشات مغربية، يتوقف فؤاد زويريق عند بعض التجارب السينمائية المغربية، فسينما الجيلالي فرحاتي في تعاملها الأنيق مع الصورة وكشف أبعادها التقنية والجمالية وإدماجها بشكل متميز داخل حمولة اجتماعية وإنسانية، سينما تنم عن وعي جمالي ورؤية تنفتح عبر التأويل. أما المعزوفة البصرية للسينمائي كمال كمال في «السمفونية المغربية» جعلته فيلما بلغة سينمائية متفردة بخطاب مغاير تماما للخطاب النمطي الذي تعود عليه. ويؤطر فؤاد زويريق فيلم داوود أولاد السيد «في انتظار بازوليني» ضمن السينما الهامشية التي تقدم لنا فنا راقيا يحترم جمهوره كما يعبر الفيلم عن تجربة المخرج في الفن الفوتوغرافي والتي تعكس من خلالها ثورة الكومبارس. في فيلمه «إزوران»= «الجذور» يقدم السينمائي الشاب عز العرب العلوي فيلما يتغلغل داخل التراث الثقافي للمجتمع المغربي وقد استطاع خلق منظومة إبداعية متكاملة الجوانب تعتمد على شعرية المتخيل. في فيلم «الرحلة الكبرى» يتجه السينمائي اسماعيل فروخي الى بلاغة الصورة كي يدافع على سؤال الهوية، فيلم يحفل بالعديد من الإشارات التي ساعدت على توصيل رؤية المخرج الفنية للمتلقي. ويعد فيلم «ألف شهر» رائعة السينمائي فوزي بنسعيدي من الأعمال الإبداعية التي استعملت الكرسي بكثافة لإبراز الطابع السلطوي الذي يسيطر على النسيج الاجتماعي ويتحكم فيه، الفيلم مليء بتكتل الإيماءات والإشارات الرمزية إلا أنها سلسلة وتبقى رموزا قابلة للحل والتفكيك. مع فيلم محمد بلحاج «أسطورة الريف: عبدالكريم الخطابي» يتوقف فؤاد زويريق عند تجربة الفيلم الوثائقي من خلال نموذج يستحضر المقاومة الريفية، تجربة عربية لمخرج مغربي قدم وثيقة بصرية أنتجتها قناة الجزيرة القطرية. فيلم «موسم المشاوشة» هو الفيلم السينمائي الروائي الطويل الأول للمخرج محمد عهد بنسودة، فيلم انغمس داخل وعاء تراثي وعبر عن حنكة في التحكم في الخطاب التقني السينمائي والفني. رغم جمالية الصورة في فيلم «كازانيغرا» للمخرج نور الدين لخماري واحترافية لغته السينمائية إلا أن فؤاد زويريق يرى فيه إسقاطات ومشاهد سطحية صيغت برؤية شاذة أساءت للفيلم ككل. في الفصل الثاني يخصص الكاتب قراءاته لشاشات أخرى، استهلها ببلاغة وجمالية الصمت في فيلم المومياء رائعة شادي عبدالسلام، تلاها استجلاء السينمائي هاني أبو سعد في «القدس في يوم آخر» لعلاقة المتينة التي تربط السينما بالقضايا المصيرية للشعوب كأداة لوخز الضمير الإنساني، ليتوقف الكاتب فؤاد زويريق عند لعبة الزمن في فيلم الخبز الحافي للمخرج رشيد بن حاج حول سيرة الأديب المغربي الراحل محمد شكري. عبدالحق ميفراني نشر عن جريدة الوطن القطرية وبالاتفاق مع الكاتب