الإصدارات السينمائية النقدية للدورة 13 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة أعادت طرح سؤال الكتاب السينمائي و إشكالية النقد السينمائي إلى الواجهة. كعادته يفتح مهرجان خريبكة صدره للكتابات السينمائية النقدية منذ دورات سابقة و اليوم تناول بالقراءة عشرة كتب سينمائية ابتداء من الاثنين 12 يوليوز في إطار الدورة 13 لمهرجان السينما الإفريقية. وكانت البداية بكتاب " كتابات في السينما- قراءات في أفلام مغربية وعالمية " قام بتنشيط القراءة الناقد السينمائي المختار بايت عمر و قدم الكتاب الناقد السينمائي والكاتب مبارك حسني والذي عرف بالناقد عبد الكريم واكريم صاحب الكتاب وتجربته الصحفية بالاضافة إلى كتابه الأول لسنة 2003 ليبدأ تجربة ثانية وهي الكتاب الذي نحن بصدده وهو تجميع لمقالاته متنوعة لأفلام منتقاة بعناية سواء تعلق الأمر بالأفلام المغربية و العالمية . لكن السؤال الذي حول النقاش و مساره انطلاقا من هذا الكتاب هو هل يمكن إن نعتبر كتابا ذلك الإصدار الذي هو عبارة عن ملف صحفي لكاتب مجموعة من المقالات المنشورة هنا وهناك وكان النقاش متواصلا حول معنى الكتاب السينمائي وبالتالي معنى النقد السينمائي . ومع نفس المنشط قام الناقد حمادي كيروم بتقديم كتاب " أفلام ..أفلام" مشيرا في البداية عل إن الكتابة تتمفصل بين اللغة كمعطى اجتماعي و الأسلوب كذات فردي وهكذا تصبح الكتابة نقدية . و النقد حسب كيروم هو فن الحب مما جعل الناقد يجد نفسه في الكاتب و الذي قدم من حقول معرفية متنوعة و عابر لحدود وداخل لحدود أخرى وهي السينما وأشار إلى مجموعة المنظرين واعتبر الناقد السينمائي كزطاط (إنسان يضمن سلامة المرور للقافلة التجارية ). لكن النقاش وللمرة الثانية يعود إلى النقد السينمائي وكيفية قراءة الكتاب السينمائي خصوصا إن حمادي كيروم حسب البعض لم يتناول بنية الكتاب . وفي قراءة لكتاب "سينما مومن السميحي قلق التجريب و فاعلية التأسيس النظري " نشطه المختار ايت عمر وقراءة حميد تباتو و بحضور الأستاذ عامر الشرقي ممثل "جمعية القبس للسينما و الثقافة " التي أصدرت الكتاب و الذي هو عبارة مقالات كتبها مجموعة من النقاد السينمائيين واعتبر اللقاء الذي سمح بإنتاج الكتاب هو لحظة فرح . وتوقيع هذا الإصدار اليوم هو مناسبة للاعتراف بقيمة هذا المجهود الجماعي وتأكيد الحاجة لاستمراره ومناسبة للإغواء بقراءة العمل إلي يهمنا تقديمه من خلال الوقوف عند بعض خصائص مضمونه النقدي و أسسه المنهجية ومرجعياته وهوية الرواية النقدية المبلورة داخله. وحلل الكتاب بعين أكاديمي وعاشق للسينما. وأشار الأستاذ و الناقد عامر الشرقي إلى تجربة الجمعية في الإصدار واستعدادها للاستمرار في التجربة. ويبقى مومن السميحي ملح السينما المغربية . وعاد التقديم إلى كتاب " التجربة السينمائية للمخرجة فريدة بليزيد " الصادر عن الجمعية المغربية لنقاد السينما ذكر فيه رئيس الجمعية خليل الدامون بظروف إصدار الكتاب وتلا فيها كلمة الناقد السينمائي محمد صوف أشار فيها في البداية إلى إن الكتاب ما هو إلا تجميع للكتابات المعروضة في اللقاء المنظم من طرف الجمعية حول المخرجة فريدة بليزيد وساهم في الكتاب مجموعة من النقاد كنور الدين محقق ومحمد شويكة وعز الدين الوافي ومبارك حسني وسعيد شملال فرق زايد الذي الذي قدم تفكيكا للخطاب السينمائي لفريدة بليزيد خصوصا " باب السما مفتوح" و قدم له خليل الدامون والذي أكد في كلمته على إن النقد السينمائي بخير. وفي نفس السياق طرح كتاب الناقد مولاي ادريس الجعيدي " السينما و المجتمع"، وقام بتنشيطه خليل الدامون وقدمه محمد شويكة الذي اعتبر صاحب الكتاب على أنه مناضل من اجل إدخال البحث السينمائي الاكاديمي إلى الجامعة وهو اليوم مدرس السمعي البصري واعتبر الكتاب كذلك امتداد للإشكالات السوسيولوجية في السينما ولصاحبنا اكبر عدد من لكتب السينمائية . يضم الكتاب مقدمة و6 فصول به تعدد المنهج والرؤى كمجال منفتح على تخصصات أخرى كالسيميولوجيا والانتروبولوجيا والتحليل النفسي .انه مجهود تأملي (يقول الناقد شويكة ) للمؤلف وثمرة ندوات ولقاءات يحدد مصطلحاته قبل طرح الإشكالات. وأكد الكاتب انه لا يصدر كتبه من اجل المال بل هو العشق الممارس في التاريخ والفيلم القصير والمجتمع في انتظار الكتاب القادم " المرأة الجنس و السينما" . ورجع بنا الناقد بوشتى فرق زايد إلى رولان بارت في كتابه الأول "الصورة عند رولان بارث" والذي نشطه الناقد خليل الدامون وتقديم محمد الدهان الذي عرض منه بعض المقاطع وعرف برولان بارث وأشار الناقد بوشتى إلى هذا المحتفى به في الكتاب هو نفسه متعدد علما إن الصورة تتجدد دائما بين الصورة الواقعية والصورة الخيالية حيث يرى الصورة في أي مكان. فهاهو يتحدث عن المطبخ الياباني لاقة بين الواقع والخيال. وعن منشورات نادي ايموزار للسينما صدر الكتاب الجديد "أسئلة النقد السينمائي المغربي" والذي تناول الكتابة النقدية السينمائي من منظور الفاعلين السينمائيين الدين عاشوا التجربة النقدية وقدمه الناقد حميد تباتو لمساءلة مدى القدرة على اقتراح نقد النقد واعتبر ان الكتاب هو تتويج لأنشطة النادي و تتويج للأيام امنظمة بهذا الصدد : قضية النقد السينمائي. ومن الأسئلة الحرجة التي طرحت في اللقاء : هل النقد مؤسسة فاشلة ؟ وفي اليوم الأخير من قراءات الكتاب تناول المهرجان كتاب " خطاب الصورة المتخيل والواقع قراءات عاشقة في أفلام سينمائية" لصاحبه فؤاد زويريق عن منشورات الفوانيس السينمائية نشطه الناقد خليل الدامون و قدمه الدكتور حبيب الناصري مشيرا في البداية إلى مجال انشغال الكاتب كمدير لمجلة الفوانيس السينمائية اللالكترونية. تناول الكتاب مجموعة من الأفلام المغربية سبق إن قدمها في المجلة المذكورة . أم الكتاب الأخير الذي تناوله المهرجان صادر بمدينة خريبكة منظمة المهرجان تحت عنوان "سؤال الهجرة في الإعلام و السينما" لمؤلفيه الحبيب الناصري وعبد الرحمان مسحت وصالح لعروصي يتكون من 107 صفحة شمل فصله الأول سؤال الهجرة في الإعلام المغربي لمعرفة طبعة التعامل مع هذه الظاهرة متناولة الهجرة السرية وركز الفصل الثاني على سؤال الهجرة في الإعلام الغربي في نفس السياق. في حين إن الفصل الثالث و المقدم باللغة الانجليزية تناول سؤال لهجرة في السينما وكيف تناول الفيلم المغربي مع الهجرة وثم اختيار المتن بين 1958 و 2007 و ما دور التربية في ذلك . وفي مجال التربية أكد الناقد حبيب الناصري إن التربية لازالت لم تتعامل مع موضوع السينما بالجدية المطلوبة تجاوزا للتجربة التي بدأها عبد الله ساعف و أشار الكتاب الثلاثة إلى علاقتهم الحميمية مع الموضوع والكتاب بالتالي لمقاربة موضوع وأسئلة الكتاب . خريبكة : من حسن وهبي ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة