تظاهرة سينمائية ذات بعد مغاربي وعربي وأور ومتوسطي .. يعد المهرجان المتوسطي للفيلم القصير بطنجة من أبرز التظاهرات السينمائية الدولية في حوض الأبيض المتوسط، وذلك لقيمته الدولية التي تحظى بها مدينة طنجة من جهة، وكذا الحضور المتميز للدول المتوسطية المشاركة وجودة الأفلام المبرمجة، وعدد الجماهير العاشقة للفن السابع، والحضور القوي لعدد النقاد والباحثين والإعلاميين. في الورقة التالية نستعرض لما عرفته الدورة الأخيرة (=الخامسة) من هذا المهرجان عبر بوابة رجع الصدى لهذه التظاهرة المتوسطية التي تميز طنجة والمملكة المغربية بصفة عامة. احتضنت مدينة البوغاز طنجة في الفترة المتراوحة ما بين 25 و30 من شهر يونيو2007 الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بمشاركة 16 بلدا ينتمي لحوض المتوسط، والتي شاركت ب 41 فيلما يدخل في إطار المسابقة الرسمية للمهرجان، منها ثلاثة أفلام مغربية، هذا بالإضافة لعرض أفلام أخرى ضمن بانوراما السينما المغربية وبالتالي تجاوزت العروض السينمائية المبرمجة إلى أكثر من 100 فيلم قصير. الأفلام التي دخلت حلبة التباري هي 41 فيلما، من أصل 53 فيلما ل34 مخرجا، والتي جرى إنتاجها ما بين دورتي مهرجان طنجة للفيلم القصير المتوسطي 2006 وسنة2007 هذا بالنسبة لجميع الأفلام المتوسطية التي ولجت المسابقة الرسمية للمهرجان. فلسطيني رئيسا للجنة التحكيم : ترأس السينمائي الفلسطيني ميشيل خليفي لجنة التحكيم الطبعة الخامسة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة ، بالإضافة لعضوية كل من: سيبيل فوسكاي منتجة تركية، خديجة أسد ممثلة مغربية، بن ديوكاي بييي سينمائي سينغالي، عزيز سعد الله ممثل مغربي، سعد حسني فنان تشكيلي مغربي، وشرف الدين عنبري منتج ومخرج مغربي . حضور قوي للبلدان المتوسطية : شاركت في هذه الدورة ستة عشرة دولة متوسطية تنتمي لدول شمال وجنوب الحوض، لها عمق تاريخي طويل ينهل من جذوره الإفريقية والعربية والأوربية، وتتقاطع فيه مجموعة من المميزات، والدول المشاركة حسب موقع المهرجان على شبكة الأنترنت هي: "ألبانيا، الجزائر، تونس، قبرص، كرواتيا، مصر، فرنسا، إسبانيا، البرتغال، اليونان، إيطاليا، لبنان، فلسطين، سلوفينيا، سوريا وتركيا ". هذه الدول تشارك بمخرجين أغلبيتهم شباب تخرجوا من معاهد سينمائية محلية وأجنبية تبادلوا عبر هذا المهرجان مختلف التجارب والأفكار وتنافسوا طيلة أسبوع كامل على جوائز المهرجان الخمس. بانوراما السينما المغربية :عرضت بالمناسبة وخارج المسابقة الرسمية للمهرجان حوالي 60 فيلما قصيرا لمخرجين مغاربة، وذلك ضمن فقرة بانوراما السينما المغربية، عرضت هذه الأشرطة موازاة مع الأفلام التي دخلت المسابقة بكل من قاعة روكسي الرائعة، وعبر فضاءات عديدة في الهواء الطلق وداخل بعض المؤسسات الأخرى بمدينة البوغاز طنجة، وذلك عن طريق قوافل المركز السينمائي المغربي المخصصة لذلك. مومن السميحي ودرس في السينما : ودائما في إطار المهرجان الخامس للفيلم القصير المتوسطي بطنجة، قدم السينمائي المغربي مومن السميحي، الذي يعتبر من جيل رواد سينما المؤلف ببلادنا، وذلك من خلال تقديمه لدرس في السينما عبارة عن ندوة تخللت أيام المهرجان، حضرها مهنيو القطاع ورجال الإعلام والصحافة والنقاد.. بالإضافة لعقد عدة لقاءات وموائد مستديرة وعروض جانبية قدمت أمام ضيوف المهرجان ورجال الصحافة الوطنية والأجنبية التي حضرت هذا الحدث السينمائي الهام الذي تشهده المملكة كل عام. مشاركات مغربية : مثل المغرب في هذه التظاهرة السينمائية المتوسطية ذات البعد المغاربي والعربي والأورومتوسطي بتوابل مغربية أفلام كل من: ليلى التريكي بفيلم "وتستمر الحياة " وفيلم " مانكان " لبوسلهام الضعيف، وفيلم " آخر الشهر " لمحمد مفتكر، هذا الأخير الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو عن فيلمه السابق الذكر ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان. تتويجات مغربية : في الوقت الذي تستعد فيه مدينة طنجة لاحتضان هذا العرس المتوسطي، وبالتالي قص شريط الطبعة السادسة للمهرجان الذي يفصلنا عن موعده المحدد أيام معدودات، لم تكن تمثيلية المغرب مشرفة كل دورة، حيث حملت الدورات السابقة تتويجات محتشمة، بالمقارنة مع حجم وقيمة الأفلام البرمجة، باستثناء الدورة الرابعة التي حملت في طياتها جائزتين: الأولى جائزة التحكيم التي عادت لفيلم " شعرك الأسود إحسان " للمخرجة المغربية المغتربة طالا حديد، وجائز أحسن دور نسائي التي عادت للممثلة الصاعدة نعيمة بوزيد عن دورها المتميز في فيلم " شعرك الأسود إحسان ". ميلود بوعمامة