حين احتضنت مدينة وجدة عاصمة المغرب الشرقية المهرجان المغاربي الأول للفيلم استبشرنا خيرا،صفقنا مهللين من بعيد مباركين هاته الخطوة الجريئة التي جاءت لتنضاف إلى أعراس مغربية/مغاربية سينمائية أخرى، وكان همنا الوحيد وبروح الوطنية الشارخة في أعماقنا أن تسطع شمس هاته الجهة ثقافيا وسياحيا، ومرت الدورة الأولى بحسناتها وسيئاتها كغيرها من الأعراس السينمائية المعروفة، ومنذ شهر يوليوز 2005 تاريخ أول دورة ونحن نستفسر عن مآل هذا الفعل الجمالي/ الجماهيري / الشعبي / الثقافي / المغاربي، وكلما التقينا عشاق السينما الوجديين إلا وسألناهم عن مصير هذا المهرجان، وفي كثير من الأحيان ما كانت تتزاحم الأجوبة وتتداخل، للدرجة التي لا تستطيع فهم سبب إجهاضها، واليوم ونحن نعيش غيابا يكاد يفهم منه كما فهمنا من قبل أن هاته التظاهرة أقبرت إلى غير رجعة، كما فهمنا أن هاته المدينة أصحب تعيش على إيقاع فراغ ثقافي واضح لايختلف فيه اثنان. تيسرت لنا زيارة هاته المدينة التاريخية لأول مرة خلال يوم دراسي حول "السينما المغربية وأسئلة المجتمع المغربي" والتي كانت من تنظيم مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية والاجتماعية يوم 17 أبريل 2011، ووقفنا على المؤهلات العمرانية والحضارية والسياحية.... التي أصبحت عليها هاته المدينة والتي يحق لها أن تفتخر بمثقفيها ومفكريها وبأناسها وبتاريخها العريق...، تأكد لنا بما يدع مكانا للشك بأن من حق هاته المدينة أن يكون لها مهرجانها خصوصا وأن هذا اليوم الدراسي كان مناسبة تأكيدية على الدور الدبلوماسي الذي أصبحت تلعبه المهرجانات السينمائية، وما مهرجان السينما المغاربية إلا واحد من المهرجانات التي لو حافظت على متواليتها لكان لها بالغ الأثر على كافة المستويات، ولحد علمنا فإن حسابات فارغة أخضعت هاته المدينة الجميلة لمنطق متهورعجل بتعطيل تظاهرة ما أحوجها لها، علما أن دور المهرجانات ليس فقط هو الجانب الترفيهي والتثقيفي كما يعتقد البعض بل أكثر من ذلك ، إن من شأن هاته المهرجانات أيضا العمل على تحريك دواليب مرافق هاته المدينة الاقتصادية والسياحية والترفيهية....، وهذا ما لا يدركه كل المناهضين الذين يصفون تزايد المهرجانات السينمائية وصفا قدحيا" بالتفريخ " ، إن من حق كل مدينة مغربية أن يكون لها مهرجانها سواء في السينما أو في منتوج يشكل إحدى خصوصيتها، إذا كنا بالفعل نسعى إلى المساهمة في تقوية وترسيخ قيم المواطنة والعمل على عدم إقصاء الجماهير من فن اسمه " السينما " والذي يصفه جل المؤرخين والدارسين بالفن الجماهيري. إن من شان انبعاث مهرجان السينما المغاربية من جديد أن يعيد التفكير في خلق تعاون مغاربي في ميدان السينما وخلق دينامية لشباب تواق إلى تكريس شروط الحرية عبر آلية الصورة، وأعتقد أن زيارتي لهاته المدينة خلال هذا اليوم الدراسي، ولقاءنا بالمشرفين على هذا اليوم أكد لنا بأن هناك طاقات ستنهض على فعل اسمه " السينما"، وستشكل بلا شك أحد الدواليب التي يمكن أن يعتمد عليها في إحياء هذه التظاهرة المغاربية من جديد، لقد عدت من حيث جئت مطمئنا بأنه يوما ما ستنقشع شمس هذه التظاهرة الحضارية و الثقافية بامتياز . حسن مجتهد مهتم بالسينما خاص ب: ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر والكاتب عند الاستفادة