هاهو محمد الدهان متزعم نقاش الأفلام في جميع المهرجانات التي يتابعها. لا يتوقف عن الكلمة الطيبة التي تصدر عن عشق سينمائي مفعم بتجربة الأندية السينمائية مزود بعلم الاجتماع و خاصة المجال الحضري منه وذلك بحس إنساني . مات مباشرة بعد انتهاء الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم بأيام قليلة.لم يمت بعد أي مهرجان إلا مهرجان الفيلم الوطني بالرغم من انه يتابع أغلب المهرجانات الوطنية و يكتب عنها في موقعه (البلوغ) الالكتروني معززا مقاله بالصور الجميلة لهذا الفيلم أو ذاك. مات عاشقا للسينما الوطنية التي دافع عنها منذ الستينات إلى الأمس القريب كتب عن أصدقائه الأوفياء وخاصة عن المرحوم غازي فخر الذي عاش وإياه تجربة حب السينما كل من منظوره ولكن من نفس الموقع . موقع نشر الثقافة السينمائية في ظروف كانت من الصعوبة بمكان فهذا يوزع الفيلم والأخر يفككه لتقريب صورة الفيلم للمنخرطين بالإضافة إلى التأطير الجمعوي في ملتقيات عدة أهمها ملتقى السينما الإفريقية. كيف نتذكرك أيها الناقد الذي ترأس إلى جانب مجموعة من السينمائيين و المثقفين وخاصة ليلى واز التونسية التي لازالت لم تصدق خبر وفاته. وداعا أيها الطيب الذي ترأس لجنة تحكيم الدور 15 لمهرجان السينما الإفريقية . لقد ربيت فينا عشق السينما ورسخت لغة الحوار مباشرة مع صاحب الفيلم وبقلق فكري. ربيت فينا روح الإنصات ربيت فينا المتابعة الدقيقة للفيلم والنقاش و التحية الصادقة . ربيت فينا نغمة الكتابة بالإحساس المرهف. لا يمكن أن ننساك . كل ذلك لأنك لم تكن بخيلا في نشر أفكارك بل متحمسا إلى حد القلق إذا لم تعطاك هذه الكلمة كما حصل لك في مهرجان طنجة. نعم لم تكن بخيلا . هي الصورة الثابتة في الأذهان يا دهان كأنها منقوشة على صخرة التاريخ السينمائي لبلدنا. حسن وهبي