تستمر فقرات المهرجان الوطني للفيلم في نسخته الثانية عشرة بمدينة طنجة منذ انطلاقها يوم الجمعة 21 يناير 2011 الى غاية 29 منه . وقد تميز اليوم الاول بافتتاح ثم خلاله تكريم الفنانين العربي اليعقوبي المسرحي و الممثل ومصمم الازياء و الذي شارك في اكثر من 23 فيلما على مادر حوالي خمسين سنة سواء افلام اجنبية ك"لورانس العرب" لمخرجه دافيد لين او افلام مغربية كأفلام الجيلالي فرحاتي و عبد الرحمان التازي وفريدة بليزيد . كما تم تكريم السينمائي العربي بناني صاحب فيلم "المقاوم المجهول" لسنة 1996 بعد تجربة سينمائية قصيرة طيلة الستينات و الاخراج المشترك لفيلم "عندما تنضج الثمار" مع عبد العزيز الرمضاني . والتفت المهرجان هذه السنة الى الممثلة القديرة فاطمة هراندي نظرا للادوار التي لعبتها مع مخرجين مغاربة واجانب تتعدى عشرين سينمائيا وما زالت مع محمد العبازي و عبد المجيد ارشيش وحميد بناني و هوك مارتان و كزافيي بوفوا . وبدأت العروض الخاصة بالمسابقة الرسمية بوم السبت 22 يناير 2011 بعرض الفيلم القصير " العرائس" لمراد الخوضي يثير فيه الاستغلال الجنسي للاطفال وبلغة سينمائية تلقاها المشاهدون كرسالة واضحة للتفكير بعيدا عن الصمت المطبق بصدده. الفيلم الذي تم تصويره في ثلاثة ايام و بميزانية متواضعة لكن بعزيمة قوية كما اشار المخرج ليختار الغموض لاثارة المتلقي . لكن يبدو ان الصورة قوية واشتغال ذكي كما لاحظ الناقد والاستاذ الجامعي يوسف ايت همو . والفيلم الثاني الذي عرض يوم السبت فهو " الجامع" (المسجد) للمخرج داود اولاد السيد و الذي تناول موضوع شرعية تخريب مسجد كان عبارة عن ديكور بعد تصوير فيلم حيث يتدحرج موحا صاحب الارض تفسير رجال الدين والسلطة وغيرهم بخصوص هذا الديكور الذي اصبح مسجدا للصلاة من طرف السكان . وفي هذا الصدد يرد المخرج على اسئلة النقاد والصحفيين ان فيلمه بني من الواقع و الوضعية الحاصلة فعلا وهي هل يمكن تخريب مسجد كان عبارة عن ديكور لتصوير الفيلم السابق " في انتظار بازوليني" والذي مكانا للصلاة من طرف السكان البسطاء و الحادثة هذه وقعت للمخرج نفسة مما جعله يدخل كممثل في الجزء الاول من الفيلم بالرغم من انه كان ممكنا الاحتفاء باي مخرج في هذه البداية ولكن ما دام الموضوع حصل له هو كشخص ومخرج فضل اذن ان يكون البارز في الفيلم ليترك لعبد الهادي طهراش دور موحا صاحب الارض و الذي اتقن دور ذلك الانسان الرافض للتنازل عن ارضه بالرغم من دفاع الفقيه المشكوك في نزاهته وفقهه. وبخصوص اختيار الممثلين يرد داود اولاد السيد انه اختار ممثلين يتناسب دورهم مع الموضوع المثار معبرا عن اعجابه بالفقيه الذي عرض مونولوغا طويلا لم يكن واردا في الحوار . وتتوالى العروض السينمائية بالفيلم القصير "حب مدرع" ليونس المومن عن ذلك الحب الممنوع وسط التأثير الاعلامي لكنه ينتهي بالقبلة و بالشكل المفاجئ بعد مجموعة من المغامرات لجلب انتباه تلك الفتاة الجارة التي اثارت اعجاب ذلك الشاب المشتغل بورش الحدادة . للتذكير فان هذا الشريط لطالب في المدرسة السينمائية بالمغرب . اما الفيلم الطويل الثاني فهو "ايام الوهم" للمخرج الشاب طلال السلهامي الذي وضع خمسة راغبين في العمل في مباراة للفوز بالمنصب الوحيد وكان الفيلم مبنيا على الحركة و اللقطة الكبرى وحركة الممثل بدقة متميزة لذى البعض و غير مجدية لذى اخرين من النقاد السينمائيين و الذين اعتبروا التجربة بسيطة من حيث التكاليف بينما يقول اخرون بجودة الاشتغال في التحكم في المتلقي من خلال خمسة من الشخصيات و التائهين في عالم فارغ الا من الرمال و الحجارة لتبذأ حبكة الصراع من اجل البقاء و الفوز بالمنصب وهي فرصة اختارها المخرج ليكشف لنا عمق كل شخصية و معاناتها ودوافع البحث عن العمل وذلك في 105 دقيقة مليئة بالعنف و العنف المضاد . في حين عرض ليلا فيلم " المشهد الاخير" لجيهان البحار حيث تعاني ليلى في اخر لحظات حياتها بين قسوة المرض و حبها القوي لزوجها الذي سيموت قبلها في حادثة اجرامية . الدور لعبته ياسمينة بناني كما لعب دور الزوج الصبور عزيز الحطاب . ليكتشف جمهور المهرجان المكون من لجن التحكيم و النقاد والصحفيين والمدعويين و سكان مدينة طنجة فيلم " اكادير بومباي" لمريم باكير التي ستكشف لنا خبايا مدينة مغربية حيث الدعارة وعصاباتها عكس ما كانت تتصوره الطفلة (14 سنة) من حب جميل وعشق غير مسبوق للفيلم الهندي اثناء سفرها من تارودانت الى اكادير مدينة السياحة بامتياز . وتستمر المشاهدة وتستمر الجلسات التواصلية بين طاقم الفيلم و النقاد والصحفيين و غيرهم . لا ننسى اللقاء الصحفي الذي عقده مهرجان واغادوغو للسينما الافريقية للاعلان عن تنظيم الدورة 22 للمهرجان انطلاقا من مدينة طنجة سنعود له في مراسلة خاصة . حسن وهبي ''الفوانيس السينمائية'' نرجو التفضل بذكر المصدر عند الاستفادة