يُذكر أنَّ النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم ولد في يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول لعام 8ه، وعاش 40 عاماً، ويُشار إلى أنَّ الناس في ذكرى مولد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم انقسموا إلى فريقين: حيث كان الفريق الأول من المعادين لفكرة النبيّ، وتمنوا أن تبقى البشرية عابدة للحجارة والأوثان، أما الطائفة الثانية فقد استبشرت بولادة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، واتخذت من ذلك اليوم ذكرى تتكرر كل عام، وأسموها ذكرى مولد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم. وبدأ الاحتفال بالمولد النبويّ مع بداية ظهور الدولة العبيدية، وهي تلك التي تُسمّى بالدول الفاطميّة، وكانت هذه الدولة تنشر بين العباد أنَّها تحب آل البيت، وتنتسب إليهم، وذلك بهدف تسهيل سيطرتها واحتلالها لبلاد المسلمين، ففي عهدهم ظهرت قضية الاحتفال بالأولياء بشكل عام، وبالمولد النبويّ بشكل خاص، وظهرت مسألة تعظيم القبور، وغير ذلك، وأعطوا الاحتفال بالمولد النبوي مسألة أكبر من حجمها، ولكن يجدر القول هنا أنَّ الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف ليس بدعة خطيرة تفسد عقول الناس، ولكنها فرصة لضعيفي الإيمان من أجل تذكر الرسول، ولزيادة محبته، وتعظيمه بطريقة لا تُغضب الله عزَّ وجل. وأشارت مجموعة من الشهادات من عين المكان ل الدار الى أن مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي تتعدد وطقوس إحياء هذه الذكرى تختلف حسب بلدان العالم العربي، وفي المغرب يحضر المغاربة شعائر خاصة في المساجد ويستمعون إلى الخطب، في حين تعتبر هذه المناسبة وقتًا للم شمل الأسرة، حيث تقتني العائلات الحلويات البلدية والفواكه الجافة وتقوم بالتحضير والاستعداد للاحتفال وتتجمع العائلات على موائد الطعام ويحضر الأهل والأصدقاء لترديد الأناشيد أو الأغاني التي تدور حول حياة محمد صلّى الله عليه وسلّم، كما تقام فعاليات في العديد من المدن التي تركز على أحداث حياة محمد وفقًا للقرآن والأحاديث. ومن جانب اخر، أفادت بعض التصريحات أن هذه المناسبة هي ذكرى وليس عيد، حيث الاحتفال يكون بالقدوة والاتباع وتطبيق ما جاء به نبينا الكريم طيلة حياة المسلم المؤمن وليس بالجذبة والاغاني والزرود والتباهي والتفاخر بين بعض الاقوام.