ان شهر ربيع اول في التقويم الهجري هو شهر مميز عن بقية الشهور ، لعل احد ايامه يحمل الذكرى والبشرى للعالم اجمع، انه يوم (12 من الربيع الأول)، يوم استثنائي عن بقية الايام ، يوم عظيم في تأريخ البشرية ، يوم ولادة النبي سيد الخلق رسول الله (محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم)حيث كان مولد الرسول حسب التأريخ الميلادي ، هو فجر يوم الاثنين الثاني عشر ربيع اول من عام الفيل الموافق العشرين أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة 571 من ميلاد المسيح عليه السلام ،ومن ذلك اليوم الذي بفضله اشرق النور وأضائت به الارض والكائنات، وإلى يومنا هذا لا يزال النور ساطع ومشرق يستضيئ به الكون والعالمين، إنهُ يوم ميلاد خير مخلوق على وجهِ الارض، سيد الرُسل والانبياء، أعظم رجل في التأريخ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم. تأريخ اول اهتمام واحتفال بالمولد النبوي الشريف: من ذو أن ولد الرسول صلى الله عليه وسلم، لا يزال ذكرى ميلادهُ يوماً هاماً وذكرى أشرقت بها الكائنات، لعله افضل يوما اتى يحمل البشرى والخير والرحمة الى العالمين، ويرجع أول اهتمام بهذا اليوم الاثنين ، وقام بصيامه هو رسول الله محمد بنفسه حيث قال هو يوم ولدت فيه... وعلى كل حال استمر المسلمين الاهتمام بهذا اليوم واعتبروه ذكرى فرحةً لهم وليس عيداً على مرِ العصور. إلا ان الاهتمام والاعتناء كان اكبر وحسب ما قال الامام السيوطي ان اول من احتفل ونظم الاحتفال بهذا اليوم هو حاكم اربيل( في شمال العراق حاليا) الذي قال عنه السيوطي وابن كثير: انه احد الملوك والامجاد والكبراء والاجواد ، الحاكم الذي كان له اثار حسنة وهوا ايضا الذي امر ببناء جامع المظفري بسفح قاسيون. ومع تتالي الايام والسنين يكبر هذا الاهتمام والاحتفال بذكرى ميلاد النبي محمد رسول الله والى عصرنا الحاظر حيث يحتفل به المسلمين في كل عام و في معظم دول العالم بكل بقاع الارض ويحتل المذهب الشيعي اكثر اهتماما عن بقية المذاهب في معظم الدول العربية والاسلامية احتفاء بالمولد النبوي الشريف ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم. ويُشار إلى أنَّ الناس في ذكرى مولد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم انقسموا إلى فريقين: حيث كان الفريق الأول من المعادين لفكرة النبيّ، وتمنوا أن تبقى البشرية عابدة للحجارة والأوثان، أما الطائفة الثانية فقد استبشرت بولادة النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، واتخذت من ذلك اليوم ذكرى تتكرر كل عام، وأسموها ذكرى مولد النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم.[1] بدأ الاحتفال بالمولد النبويّ مع بداية ظهور الدولة العبيدية، وهي تلك التي تُسمّى بالدول الفاطميّة، وكانت هذه الدولة تنشر بين العباد أنَّها تحب آل البيت، وتنتسب إليهم، وذلك بهدف تسهيل سيطرتها واحتلالها لبلاد المسلمين، ففي عهدهم ظهرت قضية الإحتفال بالأولياء بشكل عام، وبالمولد النبويّ بشكل خاص، وظهرت مسألة تعظيم القبور، وغير ذلك، وأعطوا الاحتفال بالمولد النبوي مسألة أكبر من حجمها، ولكن يجدر القول هنا أنَّ الاحتفال بالمولد النبويّ الشريف ليس بدعة خطيرة تفسد عقول الناس، ولكنها فرصة لضعيفي الإيمان من أجل تذكر الرسول، ولزيادة محبته، وتعظيمه بطريقة لا تُغضب الله عزَّ وجل.[2] المراجع 1 الشيخ أحمد الفقيهي (17-2-2010)، "المولد النبوي" 2 أ.د. راغب السرجاني (18-3-2013)، "الاحتفال بالمولد النبوي"،