دعا الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الى تمنيع الشباب والأطفال ضد خطابات الكراهية والمفاصلة، والتطرف، من خلال بناء "جهاز مناعاتي" لديهم مشكل من "مضادات حيوية" تقيهم من أفكار الغلو، والتطرف"، باعتماد مقاربات مختلفة، على رأسها "التثقيف بالنظير" التي أثبتت فعاليتها في نقل السلوكيات السليمة والايجابية". وشدد عبادي، الذي كان يتحدث صباح اليوم الجمعة بالرباط، في المنتدى الإقليمي الثاني حول "دور القيادات الدينية في تعزيز قدرات الشباب لمواجهة التطرف العنيف والعنف المبني على النوع الاجتماعي، تحت شعار: الانتقال من الوقاية والتحصين إلى التملك والتمنيع"، الى بناء قدرات الشباب في مجال محاربة التطرف العنيف، من خلال تملكهم لمجموعة من القدرات تمكنهم من بلورة مضامين، وأسانيد اعلامية ورقمية قادرة على دحض خطابات الكراهية والمفاصلة، و توفير خطاب بديل". وفي هذا الصدد أكد الدكتور عبادي على أهمية ودور "القيادات" الدينية في تعزيز قدرات الشباب لمحاربة التطرف والعنيف المبني على النوع الاجتماعي، من خلال العمل المستدام على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي "الانستغرام، التويتر، الفايسبوك" لإنتاج خطابات بديلة تلبي انتظارات الشباب والناشئة، وقمينة بصد وتفكيك خطابات الجماعات المتطرفة". وأشار الى أن ما يميز التجربة المغربية في مجال محاربة التطرف العنيف، هو انتقالها من مستوى "الوقاية من التطرف العنيف والإرهاب" الى مستوى "تمنيع الناشئة والشباب، وتمليكهم مجموعة من المهارات والكفايات، لبلورة مضامين وخطابات مضادة لخطاب الكراهية والتطرف والعنف، أخذا بعين الاعتبار مقتضيات السياق المعاصر، المتسم ب"المصفوفات الرقمية المعاصرة". ويروم المنتدى العمل على فتح حوار بين الهيئات الحكومية، ومنظمات المجتمع المدني، ووكالات منظومة الأممالمتحدة المعنية بالنساء والشباب، والقيادات الدينية. كما يشكل هذا المنتدى لقاء تواصليا تجتمع فيه خبرات من الدول العربية والإفريقية، لتبادل التجارب في مجالي التمنيع ضد التطرف العنيف، والعنف المبني على النوع الاجتماعي، قصد وضع برامج تثقيفية وإرساء شبكات تعاون، لتفعيل أدوار القادة الدينيين، بمختلف مشاربهم وأطيافهم، فيما يخص بناء خطاب ديني إيجابي، يقوم على احترام حقوق الإنسان، في مختلف مجالات الحياة. ويتوخى المنتدى، بحسب الرابطة المحمدية للعلماء، استبيان وفهم جوهر نصوص القرآن الكريم، والسنة المطهرة، وما يرتبط بها من أصول مرجعية، وتوظيفها في دعم دور النساء والشباب، من أجل ترسيخ قيم السلم والأمن والعيش المشترك. ومن المنتظر أن يتمخض الملتقى عن وضع استراتيجيات عملية، ترسم معالم مساهمة القيادات الدينية على المستويين الوطني والإقليمي في الارتقاء بوظيفية النساء والشباب من أجل السلم والأمن، في أفق بناء شبكة إقليمية متعددة الاختصاصات من قيادات دينية، ومتدخلين ميدانيين، ومسؤولي سياسات عمومية، لتتبع ومواكبة تنفيذ توصيات منتدى الرباط الثاني. وتتوزع أشغال الملتقى بين محاضرات علمية نظرية وشهادات حية بالإضافة إلى ورشات تطبيقية عملية، سيتم خلالها تبادل التجارب والاضطلاع على مختلف الوسائل والتقنيات التي تمت بلورتها وإعدادها عبر الشراكة التي تجمع الرابطة المحمدية للعلماء وصندوق الأممالمتحدة للسكان. وسيعرف الملتقى مشاركة قادة دينيين يمثلون مجموعة من الدول العربية، ودول الساحل، بالإضافة إلى متدخلين ميدانيين ينتمون لمختلف الهيئات والمؤسسات الحكومية والمدنية الوطنية منها والدولية.