تم افتتاح المنتدى الإقليمي الثاني المنظم من الرابطة المحمدية لعلماء المغرب حول « دور القيادات الدينية في تعزيز قدرات الشباب لمواجهة التطرف العنيف والعنف المبني على النوع الاجتماعي » صباح اليوم الجمعة بالرباط تحت شعار: » الانتقال من الوقاية والتحصين إلى التملك والتمنيع »، بحضور فقهاء وعلماء من العديد من البلدان العربية والاسلامية. وأكد أحمد العبادي رئيس الرابطة المحمدية لعلماء المغرب في تصريح لموقع « فبراير » على هامش المنتدى ان الأهداف من تنظيم هذا المنتدى تتمثل في الانطلاقة من استقراء السياق الرقمي المعاصر، حيث أن الأفراد أصبحوا ذوي سيادة ولكل فرد إعلامه الخاص ولا يحتاج الى رخصة لكي يتصفح ويضطلع على وسائل الاعلام والأخبار، وأصبحت لديه أيضا القدرة على التحليل والكتابة والتعبير في شبكة الأنترنت في اطار التزاحم والمنافسة. وأبرز أن الخطاب الديني اذا لم يكن مرتكزا على الجاذبية والجمالية التي تستجلب الانتباه، فإن الجهد المبذول لن يعطي النتائج المرجوة منه، إلا بإشراك خبيرات وخبراء قصد بلورة هذا التصور السليم لهذا السياق بهدف تحصين الشباب وحمايتهم. مشددا على ضرورة الوقوف على الخطاب المتشدد التي تتبناه الجماعات التي تنشر التطرف في مجتمعاتنا، وطرح تساؤلات على ماذا تنبي جاذبية خطاباتها؟، من أين تستجلب هذه الخطابات كل هذا الانتباه؟، مؤكدا على ضرورة تحليلها ودراستها ثم الاجتهاد لبلورة الخطابات البديلة لها. وأوضح العبادي أن التحدي المقبل يكمن في بناء الكتل الناضجة والمحصنة في المجتمع، والتي تكون مكونة من اطفال فيما بينهم وشباب فيما بينهم، لتكوين فئة ملهمة تثقف نظراءها، وتبلور قوة اقتراحية تكبر وتتسع بشكل سليم وصحي، على صعيد الثانوية او المؤسسة التعليمية أو الحي، حيث تصبح هذه المجموعة من المثقفين النظراء بمثابة مناعة بالنسبة للمجموعة الأكبر . وتابع أن الرابطة وعيا منها بأن التحدي لم يبقى تحدي معلومة لأن المعلومة منتشرة بشكل سريع في الشبكات، موضحا أن التحدي أصبح جمالية هذه المعلومة وجاذبيتها، مما يحتاج الى الأبعاد الابداعية، وهذا سيكون حاضرا في هذا المنتدى لكي يبقى التفاعل والتجارب مستمرا من أجل مواجهة هاتين الآفتين العظيمتين التطرف العنيف والعنف بشكل عام. وأشار إلى أن أهمية حضور المجتمع المدني كشريك موازي للعمل الذي تقوم به الرابطة، مبرزا أنه إذا لم يكن دور للجمعيات الشبابية وجمعيات مجتمعية والأندية المواطنة التي تتحرك وسط المجتمع، لا يمكن ان تكون الحركة ايجابية، منوها بدور المجتمع المدني كشريك أساسي للمشاركة في مثل هذه المبادرات. وتحدث العبادي في كلمته الافتتاحية للمنتدى عن ضرورة تحصين الشباب والأطفال من المؤثرات والمعلومة المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، والخطاب الممنهج لإثارة اهتمام الأطفال اليافعين والشباب، مشيرا إلى أن الجماعات المتطرفة تستغل غياب رجال الدين لتحريف النصوص وتأويلها والتأثير بها على الشباب بهدف الاستقطاب. داعيا رجل الدين للتحلي بالإبداع وجمالية الخطاب قصد توجيه الشباب ونصحه وحمايته من الخطابات المتطرفة المنتشرة.