دعا ميثاق المنتدى الأول للعلماء الوسطاء حول الوقاية من التطرف العنيف، الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء على مدى يومين بالرباط، إلى ضرورة تثقيف الشباب باعتماد المعلومات الصحيحة، خاصة تلك المرتبطة بالجهاز المفاهيمي الشرعي، « وتوجيههم وفق ما ينمي قدراتهم ويحصنهم من المخاطر »، مع إعداد دليل لتدريب العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء في مواضيع مكافحة التطرف العنيف، والمساهمة في تطوير برامج عملية وطنية وجهوية. وأكد الميثاق أن « العلماء الوسطاء » و « المثقفون النظراء » عملوا على مدى يومين على تصنيف المعطيات والبيانات المتصلة بخطاب التطرف العنيف من أجل القيام بتحليل مضامينه، و العكوف على تفكيك مفاهيمه، وإنتاج الخطاب البديل وفق الأسس العلمية الشرعية المعتبرة. وشددت الرابطة المحمدية للعلماء على ضرورة تعزيز « التثقيف الرقمي » بمزيد تأسيس فضاءات تفاعلية رقمية لبث المعرفة الدينية الآمنة تحصينا لرواد شبكة الانترنت من آفات التطرف والانغلاق والجمود، مع تقوية قدرات القادة الدينيين الشباب (العلماء الوسطاء) والشباب (المثقفين النظراء) وتنمية مهاراتهم الممكِّنة من تفعيل خطاب ديني إيجابي معتدل، يقوم على الفهم الجمالي والتراحمي للدين الإسلامي الحنيف. المنتدى دعا في ختام أشغاله أيضا الى بلورة أدوات ووسائل عمل يتم اعتمادها وتملّكُها من أجل تعزيز قدرات القادة الدينيين والشباب، قصد تمكينهم من تعرف المخاطر استباقيا، والتصدي لها قبل حدوثها، وذلك بتمكينهم من تحديد وفهم السلوكيات المتضمنة للكراهية والعنف، والقدرة على محاصرتها بشكل سريع وموحّد؛ كما شدد على أهمية صياغة مخطط عمل من طرف العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء للعمل في الميدان وبلورة استراتيجيات لتنفيذه ، بإبراز مختلف الأنشطة والآليات التي يتم الاشتغال بها؛ من جهة أخرى، خلص المشاركون في المنتدى الى الاتفاق على إعداد دليل لتدريب العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء في مواضيع مكافحة التطرف العنيف، والسعي لامتلاك الآليات والكفايات التي من شأنها أن توصل الشباب لخدمة نظرائهم؛ كما رصد ميثاق المنتدى الأول تصاعد حدة الإرهاب المبني على التطرف الديني في السنوات الأخيرة، وتضاعف وتيرتها في راهن الحال، « بسبب أعمال العنف التي تؤججها جماعات متطرفة في العديد من البلدان، استنادا إلى تأويلات وشروح مغلوطة للدين الإسلامي ». ويعكس هذا المنتدى الأهمية التي توليها الرابطة المحمدية للعلماء، تحت قيادة أمينها العام، الدكتور أحمد عبادي، لقضايا تفكيك خطاب التطرف، وتعزيز السلوكيات الايجابية في المجتمع، وهو الأمر الذي يتضح من خلال المراكز والوحدات العلمية التي تتوفر عليها الرابطة، والعمل المتميز، الذي يضطلع به رؤوساء هذه المراكز خدمة لأهداف الرابطة المحمدية، وتنفيذا لتوجيهات الملك محمد السادس، بوصفه أميرا للمؤمنين الداعية الى الانفتاح على قضايا المجتمع، وتعزيز الأمن الروحي للمغاربة، في وصفة تجمع بين مقتضيات السياق، والنهل من تقاليد ومقومات ديننا الحنيف.