قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، إن المغرب يمثل نموذجا في المنطقة لمحاربة الغلو والتطرف، مؤكدا على نجاعة المقاربة المتعددة المداخل التي تعتمدها البلاد لتحصين الشباب والأطفال من التطرف والإرهاب. وأضاف عبادي، خلال مشاركته في برنامج مباشرة معكم بالقناة الثانية، الذي خصصت حلقة الأربعاء 25 نونبر 2015، لمناقشة "كيف تتم صناعة التطرف والإرهاب؟"، أن المنطقة عرفت بشكل عام تجييشات أصبحت مثل الطبقات الجيولوجية في حرب "أفغانستان والبوسنة والشيشان والعراق"، جعلت في مجتمعات المنطقة قابلية للتفاعل الحماسي والعنيف مع الفكر الإرهابي والمتطرف. وشدد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، على أن خطاب الإرهاب والتطرف مبني على "حيل فقهية" كما سماها العلماء، معتبرا أن خطابه لا يستقيم مع الشرع وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، حيث أبرز أنه يجب العمل على تفكيك هذا الخطاب وطرح بدائل لمحاصرته عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الأنترنت التي ينشط فيها هذا الخطاب ويستقطب ضحاياه. كما أجمع المتدخلون في الحلقة، على ضرورة تكثيف جهود كافة الفاعلين والمتدخلين لمواكبة التحديات التي يطرحها الفكر المتطرف واستقطابه للشباب، معتبرين أن الفراغ الثقافي وضعف التأطير والتربية على الفكر النقدي، يعد من النقاط الأساسية التي تساهم في جعل الشباب عرضة للسقوط ضحية لشبكات التجنيد والتطرف التي تخدم "داعش". واعتبر المشاركون في برنامج مباشرة معكم، الذي ينشطه الزميل جامع كلحسن، أن تفشي الجهل وانتشار الفقر في المجتمع واستمرار الظلم بالإضافة إلى التطورات السياسية والنفسية للأفراد والمجتمع، تمثل المؤهلات الأساسية لانتعاش الفكر المغالي والمتطرف، مطالبين بضرورة الاشتغال على تحسين هذه الجوانب المهمة لمحاصرة ظاهرة الإرهاب.