تم إبراز التجربة المغربية في مجال الدراسات الجامعية في العلوم الإسلامية، أمس الثلاثاء في جاكرتا، خلال اجتماع تحضيري لافتتاح الجامعة الإسلامية الدولية لإندونيسيا السنة المقبلة في ديبوك، المدينة الإندونيسية الواقعة في إقليم جاوا الغربية. ومثل المغرب، خلال هذا الاجتماع الدولي للخبراء، الأكاديميان محمد أديوان، نائب عميد جامعة القرويين بفاس، ومحمد الروكي، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط وعضو المجلس العلمي بالرباط. واستعرض أديوان، في معرض تقديمه لمحة تاريخية عن جامعة القرويين بفاس، أعرق مؤسسة للتعليم العالي في العالم، برنامج الجامعة الأكاديمي وأعمالها المتعددة التخصصات، مبرزا أن هذا الصرح العلمي الذي يعد فخرا للمملكة تميز عبر الزمن من خلال اعتماد برامج دراسات تدمج تخصصات علمية جديدة. كما تطرق إلى مختلف أشكال ومستويات التعاون والتنسيق المزمع اعتمادها بين القرويين والجامعة الإسلامية الدولية بإندونيسيا، مؤكدا على ضرورة الحرص على تحديث مناهج تدريس العلوم الإسلامية بطريقة تضمن ملاءمتها مع خصوصيات العصر الراهن. وأكد الأكاديمي المغربي، من جانب آخر، على أهمية تكريس مكانة مهمة لتعلم اللغات الأجنبية للانفتاح على مختلف الحضارات وإجراء نقاش مثمر بالرغم من تمايز أنماط التفكير، داعيا الجامعة الإندونيسية الجديدة إلى الاطلاع على "فلسفة التدريس التي تعتمدها القرويين". وأضاف أن "الإسلام دين يدعو للتواصل الحضاري ولا يستبعد أي طرف من النقاش بالرغم من الاختلافات الإيديولوجية في منظومات التفكير". ومن جانبه، تطرق الروكي، في مداخلة له بالمناسبة، إلى ضرورة تطوير القدرات الأكاديمية للأطر العليا للجامعة الإسلامية الدولية لإندونيسيا، حتى تتمكن من اكتساب سمعة جيدة منذ افتتاحها، ضمن المؤسسات المتخصصة في تدريس العلوم الإسلامية على الصعيد الدولي. وأبرز الأستاذ المغربي أنه يتعين على هذه المؤسسة الأكاديمية الدولية أن تتميز بسمعة أكاديمية، وبرامج ومناهج دراسات تضمن تطويرا دائما للتخصصات الجامعية، وكذا من خلال إصدار مجلات وبحوث علمية تواكب آخر التطورات في مجال العلوم. وأضاف أن المغرب، ومن خلال مؤسساته الأكاديمية والعلمية المعترف بها دوليا، قطع مسارا طويلا لفائدة النهوض بقيم الاعتدال والتسامح التي يدعو لها الإسلام الوسطي، وهو على استعداد لتقاسم تجربته الناجحة مع الجامعة الإسلامية الدولية بإندونيسيا. ومن جهته، دعا عرفان أبو بكر، رئيس اللجنة المنظمة للاجتماع، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى وضع مناهج وبيداغوجيات للجامعة الإسلامية الدولية بإندونيسيا تتماشى مع السياق، بهدف ضمان مزيد من النجاعة في التخصصات والتكوينات العلمية المقدمة. وبدوره أكد إلياس ماروال، عن اللجنة المنظمة، ورئيس جمعية الخريجين الإندونيسيين من الجامعات المغربية، أن المغرب سيكون ممثلا على مستوى الأطر الجامعية والأكاديمية بالجامعة الإندونيسية الجديدة، مضيفا أن المملكة، البلد الرائد في النهوض بمبادئ الإسلام الوسطي، ستكون لها مساهمة ملحوظة من خلال، على الخصوص، تقاسم تجربتها الأكاديمية والجامعية المتميزة في مجال دراسات العلوم الإسلامية. ومن المتوقع أن تفتتح الجامعة الإسلامية الدولية بإندونيسيا أبوابها للمرة الأولى في شتنبر 2020 أمام طلبة السلك الثالث، الذين يرغبون في التخصص في مجال الدراسات الإسلامية. وستتوفر المؤسسة الأكاديمية أيضا على العديد من مراكز البحث ذات الخبرة الخاصة لمعالجة الإشكالات والتحديات الاستراتيجية التي يواجهها المجتمع المسلم في واقعه اليومي. المصدر: و م ع