أصبح المغرب اليوم من الوجهات المفضلة للطلاب الإندونيسيين الراغبين في متابعة دراستهم فى الدول العربية. مما لا شك فيه أن هذه البلاد التي يقع في أقصى غرب قارة أفريقيا لها تاريخ قديم فى العلم والمعرفة باشتهار القرويين الواقعة بمدينة فاس كأقدم جامعة فى العالم وبروز علماءها منذ قرون لا سيما الداعي الإندونيسي المشهور الأستاذ عبد الصمد (UAS) الذي تخرج من مؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط. في إطار بحث الفرص لتعزيز التعاون، التقى الدكتور إلياس مروال، الرئيس العام لجمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا، برئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس المملكة المغربية الدكتور رضوان مرابط، يوم الجمعة المنصرم 6 شتنبر 2019. قال الدكتور إلياس، إن الزيارة “تعكس الرغبة القوية لجمعيتنا فى المساهمة جنبا على جنب مع الحكومة الإندونيسية في الجهود المبذولة لتعزيز التعاون بين إندونيسيا والمغرب بشكل عام وبين المؤسستين بشكل خاص”. وأعرب عن شكره الجزيل للسيد رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله على حفاوة الاستقبال والاهتمام بكل ما يتعلق لصالح مستقبل علاقات البلدين وخاصة رعاية الجامعة للأبناء الإندونيسيين الدارسين فيها. وأضاف أن الاجتماع يهدف أيضا إلى بحث الفرص لاستجابة تطلعات أبناء الإندونيسيين الراغبين فى متابعة دراستهم بالمغرب موضحا أن المشاركين فى الامتحان للحصول على المنح الدراسة بالمغرب الذي نظمته وزارة الشؤون الدينية وصل عددهم إلى أكثر من ألف مشارك سنويا، في حين أن الحصة المتاحة من الحكومة المغربية فقط 15 منحة دراسية سنويا إضافة إلى بعض الطلاب الذين بعثتهم جمعية نهضة العلماء للالتحاق بالدراسة فى مدارس التعليم العتيق بالمغرب. استجابة لهذه التطلعات، رحب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بحرارة بمبادرة جمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا مشيدا بدور أعضاءها كسفراء المغرب في إندونيسيا ومنوها بالعلاقات المتميزة التي تجمع البلدين. قدم رئيس الجامعة صورة عامة عن الجامعة وما تتوفر لديها من إمكانيات تسمو بالبحث العلمي والمعرفي، وقال الدكتور رضوان مرابط “نرحب الطلاب من اندونيسيا ولدينا كليات خارج مدينة فاس. بإمكانهم الالتحاق ليس فقط فى تخصص الدراسات الإسلامية والعربية بل في تخصصات أخرى في جامعتنا.” للإشارة فإن جامعة سيدي محمد بن عبد الله هي من أكبر الجامعات في المغرب التي تأسست منذ 1975 و لديها الآن 10 كليات مع عدد الطلاب وصل إلى أكثر من 40 ألف طالب. وبهذه المناسبة، ناقش رئيس الجامعة الذي كان يرافقه رئيس العلاقات المغربية الآسيوية، السيد فؤاد الغزيزر، فكرة تنظيم مهرجان بمناسبة الذكرى ال60 سنة للعلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا والمغرب في عام 2020 القادم. وردا على هذا، أعرب الرئيس العام لجمعية خريجي الجامعات المغربية في إندونيسيا، استعداده للتعاون والمساعدة في التواصل مع السلطات المعنية والجهات ذات الصلة في اندونيسيا لا سيما سفير جمهورية إندونيسيا في المغرب سعادة السيد هسرول أزوار، وقال “هذه المناسبة لا ينبغي تفويتها لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات .” زتميز افتتاح العلاقات الدبلوماسية بين إندونيسيا والمغرب بزيارة تاريخية للرئيس الإندونيسي الراحل سوكارنو في 2 مايو 1960. وسجلت المغرب الزيارة التاريخية بوضع اسم الرئيس الإندونيسي الأول في أحد الشوارع الرئيسية في وسط مدينة الرباط وهو شارع سوكارنو Rue Soekarno . وفي ختام هذا اللقاء قدم الدكتور رضوان مرابط هدية تذكارية للدكتور إلياس مروال رمزا للصداقة والحب المتبادل بين الطرفين. * بقلم: حسن الأمل، الأمين العام لجمعية خريجي الجامعات الإندونيسية في إندونيسيا.