قتل تسعة أشخاص على الاقل في أقوى زلزال يضرب ألبانيا منذ عقود، وقع فجر الثلاثاء وتسبب باضرار كبيرة بما في ذلك انهيار مبان علق تحت أنقاضها سكان، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الألبانية. وذكرت وزيرة الصحة الألبانية أوغيرتا ماناستيرليو أن 150 شخصا على الأقل حضروا إلى المستشفيات لإصابتهم بجروح طفيفة في العاصمة تيرانا ومدينة دوريس الساحلية التي طالها الزلزال. وذكرت مراسلة لوكالة فرانس برس أن الزلزال الذي بلغت شدته 6,4 درجات وقع عند الساعة 03,54 (02,54 ت غ) مثيرا حالة من الهلع لدى سكان العاصمة الذين نزلوا إلى الشوارع. وقال الرئيس الألباني إيدي راما في تغريدة على تويتر "سقط ضحايا". واضاف "نعمل من أجل تأمين كل ما بوسعنا للأماكن المنكوبة". وذكر صحافيون من فرانس برس في توماني البلدة الواقعة شمال العاصمة والتي أصيبت باضرار جسيمة، أن جنودا ومسعفين وعائلات يقومون بتفتيش أنقاض مبنى من خمس طبقات انهار بشكل شبه كامل. في البلدة نفسها يهتف سكان بأسمائهم أقاربهم على أمل أن يكونوا على قيد الحياة، بينما يسمع صراخ أشخاص عالقين تحت الأنقاض. وقال دليمان كولافيري (50 عاما) أنه يشعر بالخوف على والدته البالغة من العمر 70 عاما وابنة شقيقه وهي في السادسة من العمر وكانتا في الطابق الخامس. وروى لفرانس برس بصوت متهدج ويداه ترتجفان "لا أعرف ما إذا كانتا قتلتا أم أنهما على قيد الحياة. أنا خائف عليهما.. نسمع أصواتا والعلم عند الله". ومع تكرار الهزات الارتدادية يزداد شعور الأشخاص الموجودين بالخوف والهلع. وقال توما نيكا (58 عاما) إن ستة أشخاص على الأقل عالقون تحت الأنقاض. وصرح اربين ألوشي لفرانس برس والدموع في عينيه أن زوجته وابنة شقيقه كانتا في المبنى. صرح عالم الزلازل الألباني رابو أورميني للتلفزيون المحلي أنه اقوى زلزال يضرب منطقة دوريس منذ 1926. وحدد معهد رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي مركز الهزة الأرضية في البحر الأدرياتيكي على بعد 34 كيلومترا جنوب غرب تيرانا، وعلى عمق عشرة كيلومترات. نشرت السلطات حوالى 300 عسكري للمشاركة في عمليات الإنقاذ في دوريس وتومان حيث قالت وزارة الدفاع إن "هناك أشخاصا عالقون تحت الأنقاض". قالت وزارة الدفاع الألبانية إن رجلا قتل عندما ألقى بنفسه من مبنى في بلدة كوربين بينما تم انتشال جثث ثلاثة أشخاص آخرين من تحت أنقاض في تومان بشمال تيرانا وفي مدينة دوريس الساحلية. وتم انتشال جثتي رجل وامرأة من تحت أنقاض مبنى في تومان شمال تيرانا، وجثث ثلاثة أشخاص آخرين بينهم فتاة من أنقاض مبان انهارت في دوريس. وأغلقت المدارس. وفي تومان تظهر صور التقطتها وكالة فرانس برس نحو 15 رجلا يحاولون إزالة أنقاض بحثا عن ضحايا محتملين. وكانت ناطقة باسم وزارة الدفاع الألبانية ذكرت لفرانس برس أن "الأضرار كبيرة". وقال معهد رصد الزلازل إن هزة أولى وقعت ثم تلتها هزات ارتدادية أخرى بلغت شدة واحدة منها 5,3 درجات. وشعر بالزلزال الأول سكان عدد من مدن منطقة البلقان، في العاصمة البوسنية ساراييفو (على بعد نحو 400 كلم) وفي نوفي ساد (700 كلم) بصربيا، كما ذكرت وسائل الإعلام ورسائل نشرها سكان على منصات التواصل الاجتماعي. وكانت المنطقة نفسها في ألبانيا شهدت في سبتمبر زلزالا شدته 5,6 درجات وصفته السلطات بأنه الأقوى "في السنوات العشرين أو الثلاثين الأخيرة". وتسببت الهزة حينذاك بحالة من الذعر دفعت سكان العديد من المدن للنزول إلى الشوارع، ولحقت أضرارا بمبان وأدت إى انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة. وذكرت السلطات أن منازل ومباني تضررت في تيرانا. والبلقان من المناطق التي تشهد نشاطا زلزالا قويا.