تم أمس الجمعة بمحاميد الغزلان رفع الستار عن الدورة التاسعة لمهرجان تاراغالت الدولي، على أنغام إيقاعات فرق موسيقية مغربية ومالية وجزائرية. وعاش الحضور خلال سهرة الافتتاح على وقع حفل متنوع واستثنائي لفرقة "موحا ملا"، التي أدت باقتدار قطعا موسيقية، تختزل تفاصيل معيش إنسان الجنوب الشرقي للمغرب، وإنسان شمال إفريقيا عموما. وانتقلت فرقة "درعة ترايبس" بالجمهور إلى آفاق رحبة، عبر سفر بهي في الصحراء، بدمجها للموسيقى المحلية التليدة لوادي درعة بالمغرب وموسيقى البلوز. كما اقترح أعضاؤها المنحدرون من قبائل متنوعة من الجنوب المغربي على ضيوف المهرجان أنغاما تحيد عن المألوف، أصحابها هما علي فاركا توري وتيناريوين، سطروا بأوتار قيثارتيهما إيقاعات قبائل الجنوب. وفي السياق ذاته، هام الجمهور بالإيقاعات الإفريقية التي أدتها الفرقة المالية "كروييلي"، الملهمة بموسيقى الفولك غرب الإفريقية، والتي تمزج آلات موسيقية من قبيل كورا، وفالافون وشيكيري. كما تلتها فرفة "أفوس دافوس" التي يلتئم فيها طوارق جزائريون، يحيون ثقافة تاماشق بتراثها الغني. هؤلاء المغنون العصاميون يتناولون في معزوفاتهم تيمات تنهل من رحابة الصحراء، وبهائها، وتمتح من الحب وأصل وتاريخ الطوارق ومعاناتهم، ويدمجون في هاته المعزوفات موسيقى البلوز مع الريغي. من جانبها، استرعت فرقة مدينة محاميد الغزلان "جيل تاراغالت" صحو الجمهور بأدائها باقتدار أنغاما موسيقية منحت للجمهور منحة اكتشاف أغاني الطوارق، وتاريخ وعادات مربي الماشية الرحل والحياة بالصحراء وبالمناطق الواحاتية. وتتغنى الفرقة الموسيقية الشابة بالطبيعة والعشق والترحال، والهجرة ودور الأسلاف في بناء الذاكرة الجماعية وإغناء التراث اللامادي المحلي. وألقت الأغاني الضوء على ظروف عيش الساكنة بالواحات وواقعها المعيش من خلال التوسل بآلات موسيقية عصرية وتقليدية لنيل إعجاب عشاق موسيقى البلوز المنحدرة من آفاق متعددة. وأكد أحد المؤسسين للمهرجان عبد الحليم السباعي، أن هذا الالتئام يمكن من الارتقاء بتراث الصحراء، والعمل من أجل البيئة، وكذا التبادل البينثقافي، واستحضار حقبة مرور القوافل بالصحراء. من جهته، قال العضو المؤسس لمهرجان تاراغالت إنه يتوخى الإفصاح عن غنى وتعدد واحة المحاميد، كملتقى مهم تمر منه قوافل كبيرة حينذاك. وتكرم الدورة التاسعة المنظمة تحت شعار "الصحراء، أرض خصبة، تكريم أنطوان سانت إيكسيبيري" الشخصية المرموقة في الأدب الفرنسي، التي ألهمتها الصحراء فأبدعت أفضل المكتوبات التي تعنى بالشأن الإنساني، "الأمير الصغير". كما تستقبل ذات الدورة " القافلة الثقافية الرابعة من أجل السلم" التي أطلقتها ثلاثة مهرجانات وهي مهرجان تاراغالت بالمغرب، ومهرجان الصحراء، ومهرجان حول النيجر ومالي، وذلك بدعم من المؤسسة الهولندية ديوين.