امتد الجدل المرتبط بسفن شركة الشحن العالمية "ميرسك" إلى الأراضي الفرنسية، متغذياً من دعوات حركة المقاطعة "BDS" وعدد من الصفحات، غالبيتها جزائرية، التي تقدم نفسها كداعمة للقضية الفلسطينية. وقد وجدت هذه الرواية طريقها إلى فرنسا، حيث تلقفتها بعض النقابات اليسارية المتطرفة وروّجت لها على نطاق واسع. وفي خطوة لافتة، أعلن اتحاد عمال الموانئ "CGT" في منطقة مرسيليا-فوس، الأسبوع الماضي، رفضه استقبال إحدى سفن "ميرسك"، بدعوى تلقيه معلومات تفيد بأن السفينة محمّلة بمعدات عسكرية موجهة إلى إسرائيل. غير أن الشركة، في استجابة غير مألوفة، قدّمت للنقابة الوثائق الكاملة المتعلقة بحمولة السفينة. وبعد تدقيق شامل من طرف ممثلي النقابة في كل الحاويات، لم يتم العثور على أي نوع من الأسلحة أو المعدات المشبوهة، ما فنّد الادعاءات التي رُوّجت. وتأتي هذه التطورات بعد حادثة مشابهة في ميناء برشلونة، حيث تبيّن كذلك عدم وجود أي شحنة عسكرية، ما يعزز فرضية أن القضية بُنيت على معلومات زائفة لا تستند إلى أي دلائل موثوقة. ورغم غياب الأدلة، شهدت عدة مدن مغربية مظاهرات نهاية الأسبوع الماضي، مدفوعة بالرواية ذاتها، مما يسلّط الضوء على الطريقة التي تم بها تسييس هذه القضية. فسواء تعلق الأمر بأحزاب إسلامية مثل حزب العدالة والتنمية في المغرب، أو بنقابات مثل "CGT" في فرنسا، يبدو أن القضية تُستغل من قبل أطراف مختلفة لتحقيق أهداف أيديولوجية تحت غطاء دعم فلسطين.