ظهر ما يُعرف ب"لاجئي تيك توك" الذين انتقلوا إلى منصة "Red Note" في مقاطع فيديو تحية يوم 19 يناير. وقد تم تأجيل الحظر الأمريكي المخطط ل"تيك توك" من قبل إدارة ترامب. عندما كان في التاسعة من عمره، اكتشف توماس مارشيا صورة لوالده، جيمس مارشيا، برفقة أصدقائه في الصين. قبل ذلك، لم يكن توماس يعرف سوى أن والده كان طيارًا عسكريًا أمريكيًا شارك في غارة "دوليتل" خلال الحرب العالمية الثانية. كانت الصورة شهادة صامتة على عمل بطولي غير عادي تجاوز الحدود الوطنية. وهنا بدأ توماس في التعرف على القصص المؤثرة بين الطيارين الأمريكيين والشعب الصيني الذي أنقذهم. ردًا على الهجوم الياباني على "بيرل هاربر"، شنت 16 قاذفة قنابل تابعة لسلاح الجو الأمريكي غارات على اليابان عام 1942. وخلال عودتهم، وبعد نفاد الوقود، اضطر المقدم جيمس دوليتل وطاقمه للقفز بالمظلات في شرق الصين، التي كانت تحت الاحتلال الياباني آنذاك. توثق السجلات التاريخية من الأرشيف الوطني الأمريكي والسجلات المحلية الصينية ما حدث بعد ذلك: آلاف المزارعين والمعلمين والقرويين الصينيين العاديين خاطروا بحياتهم لإيواء الطيارين الأمريكيين وحمايتهم من الدوريات اليابانية. ومن خلال جهود منسقة للمقاومة الصينية، تم توجيه 64 جنديًا أمريكيًا إلى بر الأمان، في واحدة من أعظم عمليات الإنقاذ خلال الحرب. في أكتوبر 2018، زار توماس مدينة شانغراو في مقاطعة جيانغشي، حيث تحطمت طائرة والده من طراز B-25. وبينما كان يسير على التلال المدرجة، درس الخرائط الحربية في المتاحف المحلية، والتي أظهرت مسارات الهروب التي استخدمها الطيارون الناجون. وقال: "أخيرًا أدركت عمق شجاعة الشعب الصيني." تجد هذه الروابط الحربية أصداء غير متوقعة في العصر الرقمي. مؤخرًا، تدفق عدد هائل من مستخدمي "تيك توك" الأمريكيين إلى منصة التواصل الاجتماعي الصينية "شياوهونغشو" (المعروفة أيضًا باسم "Red Note"). ومن خلال هذه المنصة، يشارك الصينيون والأمريكيون كل شيء تقريبًا عن حياتهم اليومية، بدءًا من الرواتب الشهرية ووصفات العشاء، وصولًا إلى تكاليف علاج الأسنان وحلول الواجبات المنزلية في الرياضيات. توجد أيضًا مقاطع فيديو تُظهر عامل نسيج في سوتشو يعلّم طالب فنون من شيكاغو تقنيات النسيج التقليدي الصيني، وأولياء أمور في كل من شنغهاي ويوتا يتعاونون لإعداد "دليل التطعيم للقُصّر". تكشف هذه التبادلات عن أوجه تشابه غير متوقعة، وتعزز الفهم المتبادل، وتقوي الروابط العاطفية بين الشعبين. على الرغم من آلاف الكيلومترات التي تفصل بينهما، ورغم التقارير الإعلامية الغربية المتحيزة حول الصين، فإن الصينيين والأمريكيين يشتركون في الكثير. فكلا الشعبين يواجه تحديات مشابهة، ويسعى لمستقبل أفضل، ويتوق للسعادة. في هذه المحادثات، تتردد أصداء عام 1942 مجددًا. لم يكن إنقاذ دوليتل مجرد تعاون عسكري، بل كان اختيارًا للإنسانية فوق الخوف من قبل أناس عاديين. واليوم، رغم أن الدردشة عبر الإنترنت ليست بنفس خطورة التحليق بطائرة حربية، إلا أنها تحمل قيمة مماثلة في السعي لإيجاد أرضية مشتركة رغم الاختلافات. كما قال توماس مارشيا: "التاريخ يخبرنا أن العلاقات الأمريكيةالصينية يجب أن تكون أفضل. وتعزيز التفاعل والصداقة بين الشعبين هو أفضل وسيلة لتحسين هذه العلاقات." بينما يتم التلاعب بالقضايا الجيوسياسية والتجارية لتحقيق مكاسب سياسية، فإن التفاعلات بين الأفراد تزداد قوة، سواء في دروس الطبخ المباشرة حيث يتعلم الأمريكيون طي عجينة "الدمبلينغ"، أو في المنتديات البيئية حيث يتعاون علماء من شنغهاي وسان دييغو من أجل مستقبل أكثر استدامة. يظل درس قرويي شانغراو قائمًا: الشجاعة ليست فقط في مواجهة الخطر معًا، ولكن أيضًا في الإيمان بإمكانية الشراكة، حتى عندما يصرّ العالم على الانقسام.