تتشابه بعض الأنظمة في هياكلها الهشة التي تكون سهلة الانهيار أمام أول ضربة. ومن بين هذه الأنظمة، يبرز النظام الجزائري الذي يشبه في قوته وضعفه بيت العنكبوت، هشاً وقابلاً للانهيار في أي لحظة. هذا التشبيه ليس من فراغ، بل هو تعبير عن حالة النظام السياسي الذي يعاني من الضعف الداخلي والتفكك، في ظل محاولات مستمرة للتمسك بالسلطة في وجه احتجاجات شعبية متزايدة ورفض شعبي لممارسات السلطة. في واقع متقلب ومتشابك، يبدو أن الجزائر تسير نحو مصير مشابه لذلك الذي شهدته سوريا في عهد بشار الأسد. صحيح أن الأنظمة قد تتفاوت في التفاصيل، لكن النتيجة واحدة: انهيار لا مفر منه عندما يصل الشعب إلى ذروة الإحباط. هناك من يرى أن الجهود التي تبذل لإبقاء النظام الجزائري على قيد الحياة لن تغير من مصيره، وأن محاولة الاستمرار قد تكون في النهاية مجرد تأجيل للنهاية المحتومة. يواجه النظام الجزائري تحديات متعددة داخلياً، بدءاً من الأزمات الاقتصادية وصولاً إلى الاحتجاجات الشعبية التي تطالب بتغيير جذري. ورغم المحاولات المتكررة للسيطرة على الوضع، فإن الواقع لا يرحم، والساعة قد اقتربت. كما أن التشبث بالسلطة والتصورات القديمة حول السيطرة بالقوة والتعتيم الإعلامي لم تعد مجدية في عصر أصبح فيه المواطن الجزائري أكثر وعياً من أي وقت مضى. فهل سيظل النظام الجزائري قادراً على البقاء في ظل هذه الضغوط الهائلة؟ وهل سيشهد الشعب الجزائري يوماً سقوطاً حتمياً لذلك النظام، كما حدث في دول أخرى؟ لا شيء يمكن أن يحسم هذا السؤال الآن، لكن الواقع يفرض نفسه على الجميع، والساعة التي طال انتظارها قد اقتربت. الجزائر اليوم أمام مفترق طرق. في ظل الظروف الحالية، يبدو أن الفشل السياسي والاقتصادي قد بلغ ذروته، ومعه بدأت معالم النهاية تلوح في الأفق. لا شك أن التغيير بات مسألة وقت، والنظام، مثل بيت العنكبوت، قد يسقط في أي لحظة...