شهدت مدينة جوهانسبورغ، عاصمة جنوب إفريقيا، مظاهرة سلمية نظمتها مجموعة من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC) وعدد من النشطاء السياسيين، مطالبين بتغيير توجه الحزب الحاكم نحو سياسة أكثر اعتدالاً تجاه المملكة المغربية. ورغم أن المظاهرة كانت صغيرة الحجم من حيث عدد المشاركين، إلا أن رسالتها حملت أبعادًا سياسية ودبلوماسية عميقة. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو إلى تحسين العلاقات مع المغرب، معبرين عن استيائهم من الموقف الرسمي للحزب تجاه المملكة، الذي وصفوه ب"غير المجدي" و"غير العادل". في تصريحات للمشاركين في المظاهرة، أكدوا أن السياسة الحالية للحزب الحاكم، التي تتسم بالعدائية تجاه المغرب، لا تعكس مصالح الشعب الجنوب إفريقي. وأشاروا إلى أن تحسين العلاقات مع الرباط يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاقتصادي والدبلوماسي بين البلدين، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تتطلب شراكات قوية ومستدامة. وقالت إحدى المتظاهرات، وهي عضو سابق في الحزب: "نحن هنا لنقول كفى للسياسات القديمة التي لا تخدم أحدًا. المغرب دولة شقيقة، والعلاقات القوية معه تصب في مصلحة شعبنا". تأتي هذه المظاهرة في وقت يواجه فيه حزب المؤتمر الوطني الإفريقي انتقادات واسعة النطاق بسبب سياساته الداخلية والخارجية. ويرى مراقبون أن توجه الحزب المعادي للمغرب قد يكون مرتبطًا بمواقف تاريخية متأثرة بعلاقات الحزب مع حركات سياسية في شمال إفريقيا، ولكن هذه السياسات لم تعد صالحة في ظل المتغيرات الحالية. وتعد جنوب إفريقيا والمغرب من الدول المؤثرة في القارة الإفريقية، ولكل منهما دور محوري في القضايا الإقليمية. ويرى خبراء أن تقارب البلدين يمكن أن يعزز من جهود التنمية المستدامة، ويخلق فرصًا اقتصادية كبيرة تخدم الشعبين. ورغم صغر حجم المظاهرة، إلا أن رسالتها تحمل دلالات كبيرة. فقد أظهرت أن هناك أصواتًا داخل جنوب إفريقيا، حتى بين أعضاء الحزب الحاكم، تدعو إلى تجاوز الخلافات السياسية والانفتاح على علاقات أكثر إيجابية مع المغرب. تظل هذه المظاهرة بمثابة تذكير للحزب الحاكم بأن الشعب الجنوب إفريقي يبحث عن سياسات تخدم مصالحه المباشرة، بعيدًا عن التوجهات الأيديولوجية الضيقة. فهل ستكون هذه الدعوة الشعبية بداية لتغيير في مسار العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبريتوريا؟