لطالما ارتبط اسم عائلة بن يعيش بتاريخ المغرب، حيث كانت هذه الأسرة رمزًا للولاء والخدمة المتواصلة للملكة على مر العصور. تنحدر أصول العائلة من الصحراء، وتحديدًا من رجل يُدعى سيدي يعيش من منطقة الساقية الحمراء، الذي اشتُق منه الاسم العائلي "بن يعيش"، بمعنى "أبناء يعيش". وقد شكّل استقرار سيدي يعيش بين قبائل بني حسن بمنطقة الغرب حوالي عام 1639 نقطة انطلاق لهذه العائلة نحو لعب أدوار مهمة في تاريخ المغرب. في العصور الماضية، كان مصطلح "المخزن" يشير إلى الأجهزة الإدارية والعسكرية التي تعمل تحت سلطة السلطان. لعبت عائلة بن يعيش أدوارًا متنوعة ضمن هذه الأجهزة، سواء في المناصب الإدارية أو العسكرية، مما يعكس ولاءها وأهميتها ضمن منظومة الدولة. كان عيسى بن يعيش من الشخصيات التي أدخلت العائلة إلى دائرة السلطة عبر تعيينه كقائد "رحى"، وهو منصب إداري هام يعكس الثقة الممنوحة له. برز الحاج محمد بن يعيش كواحد من أهم أفراد الأسرة، حيث تقلد منصب قائد المشور، وهو منصب ينطوي على إدارة شؤون البلاط الملكي، بما في ذلك الأمن وتنظيم الاحتفالات. وتؤكد مكانته صورة إيطالية تعود لعام 1875 تُظهره على ظهر حصان، رمزًا لنفوذه وهيبته في تلك الفترة. لاحقًا، عزز إدريس بن يعيش مكانة العائلة بتوليه منصب قائد المشور أيضًا، إلى جانب تعيينه واليًا على مدن استراتيجية مثل وجدة وتطوان، حيث لعب دورًا محوريًا في إدارة العلاقات مع القبائل المحلية وحماية الحدود. ظل أفراد عائلة بن يعيش، مثل مصطفى بن يعيش ومحمد الحسن بن يعيش، يحتفظون بمناصب حساسة كالحجابة، وهو دور وضعهم في قلب دوائر القرار السياسي والإداري للدولة. في العصر الحديث، تستمر العائلة في لعب أدوار بارزة من خلال شخصيات مثل كريمة بن يعيش، التي تمثل المغرب دبلوماسيًا على المستوى الدولي. وقد برز دورها بشكل خاص خلال إدارتها للأزمة المغربية-الإسبانية، مما يُظهر قدرة الأسرة على التكيف مع تحديات الدبلوماسية العالمية المعاصرة. يجسد تاريخ عائلة بن يعيش قصة نجاح ممتدة عبر الأجيال، حيث كانت هذه الأسرة شاهدة على تطور هياكل السلطة والإدارة في المغرب، مع حفاظها على تقاليد الولاء والخدمة للمملكة.