في اللقاء الذي جرى يوم أمس، الجمعة 4 أكتوبر، مع ممثلي الأحزاب الوطنية المغربية، ومراكز الأبحاث والدراسات، وممثلي الشركات العمومية الصينية بالمغرب، أشار سعادة السفير الصيني في الرباط، السيد لي تشانغلين، ثلاث مرات إلى الترجمة الصينية التي قمنا بها لكتاب السيد هوبير سيان "الصحراء المغربية: المكان والزمان". جاء ذلك في سياق رده على سؤال صريح من رئيس حزب مغربي حول سبل دعم الصين للمغرب في الدفاع عن وحدته الترابية. بعد استحضار الخطاب الملكي حول أهمية قضية الصحراء المغربية في السياسة الخارجية المغربية، كان جواب السفير الصيني – والذي أعتبره من أكثر المواقف إيجابية في تاريخ العلاقات المغربية-الصينية – في حضور شخصيات وازنة من الحزب الشيوعي الصيني، وعلى رأسهم معالي وزير الإدارة الوطنية للتنظيم المالي في الصين، السيد لي يونزي، كالتالي: 1. تفهم الصين لأهمية القضية: أكد سعادة السفير أن الصين تدرك الأهمية الكبيرة التي تمثلها قضية الصحراء بالنسبة للمغاربة، وتسعى دائماً لدعم حل سلمي وسياسي لهذا النزاع بما يحقق الاستقرار والعدالة؛ 2. التصويت لصالح المغرب: خلال السنوات الأربع الماضية، أوضح السفير أن الصين دعمت موقف المغرب باستمرار في الأممالمتحدة من خلال التصويت لصالحه في كل القضايا المرتبطة بوحدته الترابية؛ 3. أهمية الكتاب المترجم: أشار السفير إلى أن الكتاب الذي قام بترجمته الدكتور ناصر بوشيبة، والمكتوب من قبل السيد هوبير سيان، كان له دور كبير في فتح أعين الجانب الصيني على الكثير من الحقائق المتعلقة بهذا النزاع. وأكد أنه قبل إصدار هذا الكتاب، لم يكن لدى الصينيين فهم كامل لحيثيات هذه القضية. أثناء ترجمة كلمة السيد السفير من الصينية إلى العربية، استخدمت المترجمة الصينية مصطلح "الصحراء الغربية". فقاطعتها على الفور باحترام، وأوضحت لها أن المصطلح الصحيح هو "الصحراء المغربية". شرحت لها باللغة الصينية أن المصطلح الأول هو من بقايا الاستعمار الذي يسعى إلى منع تشكيل أي نوع من الوحدة والتكامل بين دول الجنوب، وبالتالي لا نعترف به في المغرب. بعد ذلك، بدأت المترجمة المحترمة تستخدم مصطلح "الصحراء المغربية" خلال ما تبقى من المقابلة. من خلال هذا اللقاء، يظهر جليًا أن الترجمات التي اعتدنا إصدارها كأعضاء في المجتمع المدني المغربي، وبتشجيع شخصيات وطنية غيورة، وعلى رأسهم الأستاذ عبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح، أصبحت تلعب دورًا مهمًا في توضيح وجهة النظر المغربية حول قضية الصحراء المغربية للمجتمع الصيني. هذا الأمر يعزز فهمًا أعمق لهذا النزاع ويمهد لمزيد من الدعم من جانب الصين على المستوى الدولي، خاصة فيما يتعلق بدعم الوحدة الترابية للمغرب. نتمنى أن تُعمم هذه المبادرات في الترجمة إلى جميع اللغات، وفتح الباب أمام الجالية المغربية في الخارج للترافع عن قضايانا الوطنية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.