في سياق حملته الانتخابية الرئاسية لعام 2024، أثار الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون موجة من الجدل بسبب تصريحاته المثيرة حول غزة، وهو ما أدى إلى سيل من الانتقادات الحادة على منصات التواصل الاجتماعي. كان تبون قد حاول توظيف قضية فلسطين لكسب دعم شعبي واسع، لكن تصريحاته أثارت ردود فعل معارضة وساخرة على حد سواء. تلقى تبون انتقادات لاذعة من شخصيات بارزة في الجزائر وخارجها. في مقدمة هذه الانتقادات، ظهر الناشط السياسي الجزائري رشيد نكاز، الذي وصف تصريحات تبون بأنها مجرد "حيلة انتخابية بائسة"، معتبراً أن تصريحات الرئيس لا تعكس دعماً حقيقياً للقضية الفلسطينية بقدر ما تعكس محاولة لاستغلال المشاعر الشعبية لتحقيق مكاسب انتخابية. كما أبدى الصحفي الجزائري المعروف، محمد بوعقبة، استياءه من تصريحات تبون، مشيراً إلى أن هذه التصريحات تفتقر إلى العمق والتحليل الواقعي. بوعقبة اعتبر أن تبون كان يهدف إلى جذب انتباه وسائل الإعلام والشعب الجزائري بأسلوب يفتقر إلى الجدية، مبدياً استياءه من تكرار مثل هذه الأساليب في القضايا الحساسة. إضافة إلى ذلك، انتقدت النائبة السابقة في البرلمان الجزائري، لويزة حنون، تصريحات تبون بشدة، مشددة على ضرورة أن تكون السياسات الخارجية للجزائر مبنية على مبادئ قوية وأفعال ملموسة، وليس على تصريحات تتسم بالشعبوية. حنون أكدت أن الجزائر بحاجة إلى قيادة تعزز من موقفها في الساحة الدولية بوسائل ملموسة ومؤثرة بدلاً من اللجوء إلى التصريحات التي قد تضر بمصداقيتها. كذلك، كان هناك تعليقات من الناشطين الفلسطينيين في الشتات، مثل سامي أبو شريف، الذي وصف تصريحات تبون بأنها "تفتقر إلى التأثير الإيجابي" على القضية الفلسطينية، معتبراً أن الدعم الحقيقي يجب أن يتجلى في خطوات ملموسة على الأرض بدلاً من التصريحات الإعلامية. في ظل هذه الانتقادات القوية، يواجه تبون تحديات كبيرة في الحفاظ على دعمه، خاصة وأن تصريحاته حول غزة أضحت محط اهتمام الإعلام المحلي والدولي. التصريحات التي كان من المفترض أن تعزز موقعه الانتخابي قد تتحول إلى نقطة ضعف في حملته.