أعلن حزب ‘العمال' الجمعة، ترشيح زعيمته، لويزة حنون، رسمياً لانتخابات الرئاسة المقررة يوم 17 نيسان / ابريل القادم، لتكون أول امرأة تدخل السباق الرئاسي في الجزائر. جاء ذلك في لائحة سياسية قرأها رمضان تاعزيبت، القيادي في الحزب، في مهرجان شعبي بالعاصمة الجزائر، حضره كوادر الحزب من عدة محافظات.وقال تاعزيبت ‘أعلن رسمياً أن حزب العمال قد رشح المناضلة لويزة حنون للرئاسيات القادمة'. وبعد سرده لمسارها النضالي والسياسي، قال المتحدث إن ‘تجربتها النضالية اكتسبتها خلال مشوارها النضالي الطويل، وانها نجحت في إيصال برنامج الحزب للشعب وللعمال، كما حملت دوما هموم وانشغالات المواطنين'. وفي كلمة لها بالمهرجان قالت حنون ‘ترشيحي كان نظراً لرصيدي، ورصيدي هو رصيد الحزب الذي تكلل بكثير من الانتصارات'. وأضافت ‘هي انتخابات تختلف عن كل الرئاسيات السابقة، كونها الأخطر، ونحن أمام امتحان تاريخي في ظرف دولي وطني صعب'.وتابعت ‘لا خيار أمامي سوى خوض هذا الاستحقاق المصيري رغم أنه حمل ثقيل حملني إياه الحزب'. وكان قرار ترشيح حنون، متوقعاً منذ أيام، حيث أعلنت هي أن ‘اللجنة المركزية لحزب العمال قررت وبالإجماع، المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة ‘. وتعد لويزة حنون (60 سنة) أول أمراة جزائرية تدخل سباق الرئاسة ، من بين 42 شخصاً سحبوا حتى الثلاثاء الماضي استمارات الترشح، بحسب مدير الحريات والشؤون القانونية بوزارة الداخلية محمد طالبي. وتعتبر هذه المرة الثالثة التي تترشح فيها لويزة حنون لانتخابات الرئاسة في الجزائر، بعد أن شاركت في انتخابات 2004 و2009 كمنافسة للرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة والتي حلت الثانية وراءه من حيث عدد الأصوات في آخر انتخابات رئاسية. ودخلت حنون وهي نقابية منذ سبعينيات القرن الماضي، وتوصف باليسارية التروتسكية التاريخ عام 2004 كأول إمرة عربية تدخل سباق الرئاسة . وأسست حنون عام 1990 حزب العمال، وهو امتداد للحركة السرية اليسارية التي كانت تنشط في إطارها منذ العام 1980، وتعرضت للاعتقال عدة مرات، وتمت محاكمتها أمام محكمة أمن الدولة بتهمة المساس بالمصالح العليا للدولة، والانتماء لتنظيم سري بحكم أن البلاد كان تحت سيطرة الحزب الواحد . وانتخبت حنون التي كان توصف بالمرأة الحديدية خلال العقود الماضية، للمرة السابعة على التوالي، كأمينة عامة لحزب العامل في مؤتمره الذي انعقد نهاية تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، كما أنها نائب عن الحزب بالبرلمان منذ سنوات. كما تلقت هذه الناشطة اليسارية إشادة من قبل الإسلاميين، خلال عشرية التسعينيات، بسبب دفاعها عن حقهم في العمل السياسي، ورفضاً لوقف الجيش للمسار الانتخابي في 1992 الذي فاز به حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، المحظور حالياً. وتقول وسائل إعلام محلية، إن حنون لديها ‘علاقات طيبة' بالرئيس الجزائري الحالي عبد العزيز بوتفليقة منذ وصوله الحكم عام 1999. ورغم انتقادها للسياسة الاقتصادية للبلاد وانفتاحها على الشركات المتعددة الجنسيات وحتى لمحيط الرئيس بوتفليقة ورجاله في الحكومة، إلا أن حنون لم يسبق لها أن وجهت انتقاداً مباشراً للرجل الأول في الدولة. ورفضت حنون في آخر تصريح لها، الأصوات التي تعترض على ترشح بوتفليقة لولاية رابعة، قائلة إن ‘الدستور يمنحه هذا الحق كأي جزائري آخر'. وكان وفد سياسي فرنسي قد نقل عن الرئيس الجزائري خلال زيارته له عام 2009 تعبيره عن احترامه، وإعجابه بلويزة حنون ومواقفها السياسية، إلى درجة أنه رشحها لاستخلافه في ذلك الوقت. وعلى صعيد مواقفها الدولية، لا تتردد هذه السياسية اليسارية في إعلان موقفها المعارض لثورات الربيع العربي، وتصرح في كل مناسبة أنها ‘مؤامرة غربية لضرب استقرار العالم العربي والاستمرار في نهب ثرواته'.