بعد "مأزق" سياسي، دام أشهر إثر انتخابات تشريعية متأرجحة، تمكن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، من الفوز بتصويت على الثقة في البرلمان، اليوم الخميس، ما يبقيه على رأس الحكومة، لولاية جديدة مدتها أربع سنوات. و كان واضحا استفادة سانشيز، من تأييد الحزب الانفصالي في كاتالونيا، فيما اتهم الحزب الشعبي بزعامة المحافظ ألبرتو نونييث فيخو، رئيس الوزراء الاشتراكي بتقديم تنازلات بهدف وحيد وهو البقاء في السلطة بأي ثمن. و حصل رئيس الوزراء الاشتراكي، على تأييد 179 نائبا، أي الأغلبية المطلقة بعدما كسب الأصوات السبعة لحزب "معا من أجل كاتالونيا" (خونتس بير كاتالونيا) الانفصالي برئاسة كارليس بوتشيمون، لينهي فوز سانشيز بالتصويت، نحو أربعة أشهر من الجمود في البلاد منذ الانتخابات التشريعية في 23 يوليوز، ووفر له إمكانية تشكيل حكومة جديدة في الأيام المقبلة مع حليفه حزب سومر من أقصى اليسار. بقاء رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، على رأس الحكومة الاسبانية لولاية جديدة، يثبت الموقف الاسباني من قضية الصحراء المغربية، حيث سبق له خلال ولايته السابقة أن أقر بواقعية، و وجاهة مبادرة الحكم الذاتي، وه ما اعتبر تحولا كبيرا في ملف الوحدة الترابية، و أضاف اسبانيا الى قائمة البلدان التي تدعم هذه المبادرة، و كسر الحياد الإسباني التقليدي في هذا النزاع الاقليمي. وبخلاف المزاعم التي روجتها جبهة "البوليساريو"، التي كانت تعول على اليسار الراديكالي واليمين المتطرف في إسبانيا، لتغيير موقف مدريد من مبادرة الحكم الذاتي، جددت اسبانيا التأكيد على دعم هذه المبادرة، مؤكدة أنها "واقعية وذات مصداقية لحل النزاع المصطنع حول مغربية الصحراء". وخابت مساعي خصوم الوحدة الترابية للمملكة، وعلى رأسهم النظام العسكري الجزائري، بعد أن فشل "ألبرتو نونير فيخو"، زعيم الحزب الشعبي والمعارضة المحافظة في إسبانيا، لمرتين، في كسب ثقة البرلمان، وبالتالي تولّي رئاسة الحكومة الإسبانية خلفاً للاشتراكي بيدرو سانشيز، خاصة وأن توعّد في حال فوزه برئاسة الحكومة بالتحقيق في الأسباب التي دفعت الحكومة السابقة إلى دعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية عبر تشكيل لجنة برلمانية لهذا الغرض. لذلك، فان بقاء بيدرو سانشيز، على رأس الحكومة الاسبانية لولاية أخرى مدتها أربع سنوات، سيسهم في تعميق العلاقات الثنائية بين الرباطومدريد، خاصة وأن اسبانيا تعتبرها "استراتيجية"، وتنظر الى المغرب ك"حليف استراتيجي موثوق به"، في قضايا الأمن والهجرة ومكافحة الإرهاب والمخدرات. كما أن بقاء سانشيز على رأس السلطة التنفيذية في الجارة الايبيرية، سيسهم، أيضا في تنزيل "خارطة طريق" الموقعة بين المغرب و اسبانيا، بعد دخول علاقاتهما الثنائية "مرحلة جديدة وغير مسبوقة"، على أساس "الاحترام المتبادل" و"الثقة"، كما أن ما يؤهل الرباطومدريد لتمتين علاقات أقوى مستقبلا، هو اعرابهما عن ارتياحهما "بشكل كامل" لتفعيل خارطة الطريق الثنائية التي تم اعتمادها في أبريل 2022، خلال زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، للمغرب، بدعوة من الملك محمد السادس.