من اطلع يوم أمس، أو بالأحرى تفرج (من الفرجة) على شريط فيديو عبد اللطيف حماموشي، الذي زَعم فيه منعه من السفر من طرف سلطات مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، سيدرك جيدا بأن هذا الفتى المغمور هو مجرد "قاصر محجور عليه يتم التغرير به واستدراجه من طرف المعطي منجب". ولا يحتاج المرء لكثير من النباهة ليلامس قصور هذا الفتى الذي يتم استدراجه لتنفيذ مهمات دنيئة وأكبر من حجمه الحقيقي. فقد ظهر هذا الأخير بأسلوب متواضع جدا، وبثقافة نضالية منعدمة، وبكاريزما غائبة، وبمسوغات واهية، بل انكشف على سجيته الحقيقية وهي أنه مجرد "شبه مناضل"، يتم التغرير به من طرف المعطي منجب، الذي يسبغ عليه "ولاية غير شرعية" في غياب أولياء أمره الشرعيين. ولعل هذا هو السبب المباشر الذي جعل عبد اللطيف حماموشي، أو من يُغرر به من وراء الفايسبوك، يُبادر بسرعة لحذف الشريط الذي يَدعي فيه منعه من السفر بعد مدة وجيزة من نشره، فقد أدرك هذا القاصر أو ربما ولي أمره غير الشرعي المعطي منجب بأنهما انفضحا أمام الرأي العام، بعدما ظهر المستوى الحقيقي لأشباه المناضلين الذين يَستدرجهم المعطي منجب ويَرمي بهم إلى ساحات المواجهة الافتراضية مع الدولة. لكن من يُتابع مناورات المعطي منجب ومُناكفاته التي لا تَنضب، سيدرك جيدا بأنه كان يُغرِّر بعبد اللطيف حماموشي منذ مدة طويلة، أي حتى قبل بلوغ هذا الأخير سن الرشد الجنائي. فالمعطي منجب سبق له أن سَخَّر فتاه عبد اللطيف حماموشي منذ سنوات للانبطاح في شارع محمد الخامس بالرباط، بدعوى أنه ضحية تعنيف قوات الأمن، قبل أن تفضحه كاميرات الهواتف المحمولة التي وثَّقت "ارتماءه الطوعي بدون تبان" كما يقول المثل الشعبي الدارج. كما سبق للمعطي منجب أن انتدب "غلامه" عبد اللطيف حماموشي لمهمة الوشاية وإفشاء خبر اعتقاله من "سناك الوجبات السريعة بالرباط"، رغم أنه لم يَكن حاضرا بعين المكان، وإنما تكلَّف بهذه المهمة نيابة عن محمد رضى الذي كان حاضرا ساعتها وفضَّل الاختباء وراء القاصر عبد اللطيف حماموشي. وإمعانا في التغرير والاستدراج بهذا القاصر، قرَّر المعطي منجب تسخير عبد اللطيف حماموشي، مرة أخرى، في أعمال قذرة تفوق مستواه المتواضع وعمره الصغير! فقد جهزه بجواز سفره، واقتنى له تذكرة سفر نحو سراييفو مرورا بتركيا، وقال له اذهب "لمواجهة سلطات مطار محمد الخامس"، ولسان حاله يضمر في لواعج القلب ما قاله قوم موسى في القرآن الكريم "فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ". لكن المعطي منجب نسي، أو ربما تناسى عمدا، أن يُجهِّز فتاه عبد اللطيف حماموشي بتأشيرة السفر، ليَضمن مسبقا اتخاذ السلطات الأمنية قرار مَنعه من السفر خارج أرض الوطن، ويَتسنى له في المقابل استغلال هذا الحادث لأغراض مناوئة للوطن، يتم فيه استدراج عبد اللطيف حماموشي والتغرير به مثل أي صبي مرفوع عنه القلم.