أطلق عبد اللطيف حماموشي، المحسوب على تيار المعطي منجب، جملة من الاتهامات الخطيرة في مواجهة أعضاء في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بسبب تعريضه للعنف ومنعه من حضور نشاط احتجاجي أمام البرلمان. وقد بلغ مستوى الحنق بعبد اللطيف حماموشي إلى حد اتهام "مناضلي الجمعية" بأنهم "أدعياء النضال"، وبأنهم يرفعون "نفس الشعارات التي يرفعها المخزن في قضية حقوقية"، بل ذهب بعيدا في هجومه إلى حد الانخراط في حملة من التشهير في مواجهة أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بعدما اتهمهم بتعريضه للعنف اللفظي باستعمال قاموس "يعبر عن دناءة المستوى"، في إشارة صريحة منه إلى مستنقع الوحل الذي بلغه بعض رفاق عزيز غالي وخديجة الرياضي. عنف أم أعراض تشرذم واقعة العنف التي تحدث عنها عبد اللطيف حماموشي، حسب روايته، تؤكد أنه تعرض للإيذاء اللفظي من طرف عضو في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان على هامش شكل احتجاجي كان مبرمجا أمام مقر البرلمان بالرباط. وحسب إفادة عدد من الحضور فإن عبد اللطيف حماموشي لم يشارك نهائيا في هذا النشاط الاحتجاجي، وأنه انسحب قبل بدايته بسبب منعه من طرف خصومه من داخل محيط عزيز غالي وباقي الرفاق. وتضيف ذات المصادر، أن واقعة منع عبد اللطيف حماموشي من المشاركة لم تقتصر على المنع والاتهامات بالتخوين والعنف اللفظي، كما روج لذلك هذا الأخير في روايته، بل وصلت حد العنف الجسدي بعدما أمسك بتلابيب ثيابه أحد الأعضاء الغاضبين وأرغمه على مغادرة مكان الاحتجاج بسبب ما اعتبره "انعدام الصفة"، والارتماء في "براثن الظلاميين"، في إشارة إلى دفاعه ومنافحته عن عبد العالي حامي الدين البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، المتورط في قضية قتل المناضل الطلابي اليساري بنعيسى أيت الجيد. وقد اعتبر العديد من المهتمين بالشأن الحقوقي بأن هذه الواقعة هي مؤشر حقيقي على تصدع الموقف الداخلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان في قضية قتل الشهيد بنعيسى أيت الجيد. كما رأى فيها البعض الآخر بأنها انحراف جذري عن "المساكنة الجبرية" التي سعى لإرسائها المعطي منجب بين اليسار والإسلاميين، خصوصا الجانب المتطرف منهما معا. عبد اللطيف حماموشي.. شاهد زور سرد عبد اللطيف حماموشي روايته الخاصة لهذه الواقعة، وتدثر بطابع الضحية والمظلومية تأسيا "بأستاذه" المعطي منجب، وعلق كل الخطايا على غريمه داخل الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والذي قدمه بشكل صريح على أنه "من أدعياء حقوق الإنسان"، وبشكل مبطن على أنه "عميل مخزني يتقاسم نفس الشعارات والمواقف مع أجهزة الأمن". لكن الذين حضروا النشاط الذي نظمته الجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوم أمس أمام البرلمان أكدوا بأن عبد اللطيف حماموشي لم يحضر نهائيا هذا النشاط، وإنما دخل في نزاع "إيديولوجي" مع بعض الأعضاء قبل انطلاق هذه الشكل الاحتجاجي وبعيدا عن مكان تنظيمه. بل إن هناك من أسدل على عبد اللطيف حماموشي وصف "شاهد الزور"، ودحضوا بشكل قاطع روايته التي يزعم فيها المشاركة الفعلية في الوقفة التي دعت إليها الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها عبد اللطيف حماموشي تهمة "الشهادة الزور"، بل سبق لهذا الأخير أن تورط في التبليغ عن واقعة اعتقال المعطي منجب من دخل محل لبيع المأكولات الخفيفة بمنطقة حسان بمدينة الرباط، مدعيا أنه كان حاضرا بعين المكان، قبل أن تكشف كاميرا المراقبة بأن المعني بالأمر كان مجرد كاذب وشاهد زور، وأن الذي كان حاضرا فعلا هو محمد رضى المحسوب على حزب العدالة والتنمية. كما سبق لعبد اللطيف حماموشي أن واجه نفس التهمة عندما تظاهر بالسقوط فوق رصيف شارع محمد الخامس بالرباط، مدعيا تعرضه للعنف من طرف قوات الأمن، قبل أن تكشف تسجيلات الهواتف المحمولة كيف انبطح هذا اليافع طوعيا فوق الأرض في محاولة مفضوحة للعب دور "ضحية عنف المخزن". تداعيات التشرذم من المنتظر أن تكون هناك تداعيات خطيرة للاتهامات التي أطلقها عبد اللطيف حماموشي في حق أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، خصوصا في الجانب الذي اتهمهم فيه بالعمالة للمخزن وتقاسم نفس المواقف معه في قضية عبد العالي حامي الدين. وفي هذا الصدد، تساءل الكثير من نشطاء المواقع التواصلية هل سوف "يُرسّم" عبد اللطيف حماموشي تدوينته ويتقدم بشكاية رسمية أمام القضاء في مواجهة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟ وهل سيتابع من "تهجم عليه"، حسب روايته، أمام السلطات القضائية والأمنية؟ أم أنه سيكتفي فقط بالوشاية والتشهير في مواقع التواصل الاجتماعي؟ وفي المقابل، لم يستبعد مقربون من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بأن تبادر هذه الأخيرة بالرد على اتهامات عبد اللطيف حماموشي، لكن بطريقة غير مباشرة تقحم فيها المخزن بشكل عرضي، بدعوى أنه هو الذي يقف وراء مقاصد "بلقنة" الجمعية وإذكاء الصراعات والتطاحنات داخل هياكلها القاعدية. وبصرف النظر عن خطورة وتداعيات الاتهامات التي أطلقها عبد اللطيف حماموشي ضد أعضاء في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلا أنها تؤشر بشكل غير مسبوق عن تصدع الموقف الداخلي من قضية قتل الشهيد اليساري بنعيسى أيت الجيد، كما أنها تفضح زيف "المساكنة" التي حاول إرساءها المعطي منجب بين الاسلاميين واليساريين، فضلا على أنها تنذر بتصاعد حرب التطاحنات والاتهامات الداخلية التي يسعى جاهدا عزيز غالي لإخمادها،بدعوى ترصيص الجبهة الداخلية وتوفير العدة والجهد لمواجهة المخزن. وفي سياق أخير، تكشف واقعة تعنيف عبد اللطيف حماموشي، وفقا لروايته، كيف يتعامل مناضلو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مع خصومهم في الفكر والمواقف! فهم لا يؤمنون إلا بالعنف والإقصاء والتخوين والتشهير! وهذا حسب شهادة أحد أزلامهم المدعو عبد اللطيف حماموشي.