مكسيكو 25 شتنبر 2023 (ومع) "مبارزة نسائية على الرئاسة للمرة الأولى".. "هل سنرى رئيسة للمكسيك أخيرا !" .. "نساء اليسار أم اليمين في رئاسة المكسيك".. "شينباوم أو غالفيز في الرئاسة؟"، عناوين من بين أخرى تصدرت صفحات الجرائد وهيمنت على النقاش العام بالمكسيك، مع إعلان كل من الحزب الحاكم وتحالف لأحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد عن ترشيح امرأتين للتنافس في الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو 2024، للمرة الأولى في التاريخ السياسي للبلاد. انت خبت كلوديا شينباوم (61 عاما)، العمدة السابقة للعاصمة مكسيكو، يوم 6 شتنبر الجاري، بعد انتخابات تمهيدية استمرت لأشهر وعبر مراحل داخل حزب حركة التجديد الوطنية الحاكم (مورينا)، وأزاحت مرشحين بارزين آخرين هما وزير الخارجية السابق مارسيلو إبرارد ووزير الداخلية الأسبق أدان أغوستو بفارق ليس بالبسيط. لمواجهة شينباوم اختار تحالف يضم ثلاثة أحزاب معارضة هي حزب العمل الوطني والحزب الثوري المؤسسي وحزب الثورة الديمقراطية، يوم 3 شتنبر الجاري، عضو مجلس الشيوخ المكسيكي، سوتشيل غالفيز (60 عاما) بعد عملية اقتراع داخلي استمرت لأشهر. ويرى المتتبعون للشأن السياسي بالمكسيك أن الفوز المحتمل لامرأة بالرئاسة في المكسيك يمثل، قبل الحديث عن البرامج والسياسات المتوقعة، "خطوة كبيرة إلى الأمام" في بلد ي سجل آلاف حالات العنف ضد النساء سنويا تصل إلى حد القتل. شينباوم وغالفيز .. "النضال في مواجهة سياسة ذكورية" فضلا عن كونها المرة الأولى التي تتأهل فيها النساء، حصريا، للسباق الرئاسي، يعيد هذا الترشح إلى الواجهة نضالا قديما للنساء بالمكسيك في مواجهة عنف متنام، باعتبارهن من بين الفئات الأكثر ضعفا وخاصة في مجابهة انعدام الأمن وعنف العصابات ومجتمع ذكوري إلى حد كبير، كما يرى الخبير في العلوم السياسية كارلوس بيريز ريكارت. وقال ريكارت في تصريح نقلته "ميلينو" إن ترشيح شينباوم وغالفيز "انتصار داخل حزبين وفصيلين سياسي ين بارزين ظلا حكرا على الرجال لسنوات طويلة. يتعلق الأمر باليسار الذي حكم البلاد لسنوات طويلة، واليمين الذي يتزعم المعارضة ويضم أحد أعرق الأحزاب في الساحة السياسية". وأبرز الخبير أن التنافس هو أيضا بين سياسي تين بارزتين. فمن جهة، شينباوم رئيسة الحكومة المحلية لمكسيكو، أكبر مدن البلاد وأكثرها تعقيدا من حيث الكثافة السكانية والملفات الاقتصادية والسياسية وحتى البيئية، والمعروفة ب"نضالاتها الاجتماعية" لصالح السكان الأكثر فقرا والأكثر ضعفا، ومن جهة أخرى، غالفيز، السياسية المتمرسة التي تمثل سكان المكسيك الأصليين والمدافعة عن بعض الحقوق والحريات المثيرة للجدل مثل الحق في الإجهاض، والتي تمكنت من "توحيد" مواقف ثلاثة أحزاب ما يفرقها أكثر مما يجمعها. اليسار في مواجهة اليمين.. أسلوبان مختلفان للتدبير ! يعكس ترشيح كلوديا شينباوم وبأغلبية كبيرة خلال الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الحاكم، رغبة اليسار بزعامة الرئيس الحالي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور البقاء في السلطة لست سنوات موالية تبدأ في 2024 وتنتهي في عام 2030. ويرى المراقبون للشأن السياسي بالمكسيك أن "الحصانة" التي قدمها لوبيز أوبرادور لشينباوم طوال مرحلة الانتخابات التمهيدية وأيضا عند ترؤس الحكومة المحلية لمكسيكو غرضها مواصلة فرض ما يصفه ب"مشروع التحول" الذي بدأه في عام 2018، ويركز أساسا على مكافحة. والمصدر: الدار– وم ع