ب 02 يوليوز, 2018 - 10:58:00 حقق اندريس مانويل لوبيز اوبرادور فوزا تاريخيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد في المكسيك وحمل بذلك اليسار الى السلطة للمرة الاولى في بلد يستشري فيه الفساد ويشهد موجة عنف غير مسبوقة. وافادت تقديرات رسمية للمعهد الوطني للانتخابات في المكسيك ان لوبيز اوبرادور الملقب "املو" -- الاحرف الاولى من اسمه -- حصل على اكثر من 53 بالمئة من اصوات الناخبين في الاقتراع. واكد السياسي اليساري المخضرم البالغ من العمر 64 عاما "اعي مسؤوليتي التاريخية (...) سادخل الرئاسة بصفتي رئيسا جيدا". واضاف بينما كان محاطا بزوجته وابنائه امام حشد من الالاف من مؤيديه في ساحة زوكالو في وسط مكسيكو "لن اخيب املكم!". ويتقدم رئيس بلدية مكسيكو السابق باكثر من ثلاثين نقطة على الشاب المحافظ ريكاردو انايا الذي يقود تحالفا من اليمين واليسار، وخوسيه انطونيو ميادي من "الحزب الثوري المؤسساتي" الحاكم الذي حل في المرتبة الثالثة. واعترف منافساه على الفور بهزيمتهما ورحبا بفوزه. وهنّأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد لوبيز أوبرادور، مؤكدا استعداده "للعمل معه". وقال ترامب في تغريدة على تويتر "هناك الكثير من العمل الواجب القيام به لمصلحة كل من الولاياتالمتحدةوالمكسيك". ورد لوبيز اوبرادور بالتأكيد على انه يريد اقامة علاقات "صداقة وتعاون" مع الولاياتالمتحدة، ووعد باحداث "تغيير عميق" في البلاد. وقال "مشروعنا الوطني يطمح الى ديموقراطية حقيقية. لا نتطلع الى اقامة حكم ديكتاتوري، لا في الظاهر ولا في السر" واعدا بحماية الحريات واحترام القطاع الخاص. وهنأ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ايضا الرئيس المكسيكي المنتخب مؤكدا ان كنداوالمكسيك "صديقتان وشريكتان منذ فترة طويلة". وكتب ترودو في تغريدة "تجمعنا اهداف مشتركة (...) نقيم علاقات تجارية تعود لفائدة الطرفين وتثير حسد بقية العالم". واضاف ان "الدليل على ذلك جهودنا المشتركة التي تهدف للتوصل الى اتفاق التبادل الحر لاميركا الشمالية للقرن الحادي والعشرين". "مافيا السلطة" وللمرة الاولى في تاريخ المكسيك الحديث، يتولى اليسار الرئاسة. وكان "املو" رأى قبل ان يدلي بصوته في العاصمة "انه يوم تاريخي". ووعد بمكافحة الفساد وطرد "المافيا من السلطة" التي يجسدها الرئيس انريكي بينيا نييتو الذي لا يتمتع بشعبية. وحقق اليسار الممثل بحزب لوبيز اوبرادور "حركة التجديد الوطنية" (مورينا) ايضا نجاحا غير مسبوق في الولايات وحصل على مقاعد ستة حكام من اصل تسعة جرى التنافس عليها في الانتخابات. وللمرة الاولى ستتولى امرأة هي العالمة كلاوديا شاينبوم (56 عاما) الوفية ل"املو" ادارة العاصمة بسكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة. ومع حلفائه، سيحصل لوبيز اوبرادور الذي سيتولى مهامه في دجنبر المقبل، على الاغلبية في مجلس النواب ب250 مقعدا على الاقل. وجرت المنافسة في الانتخابات على اكثر من 18 الف منصب بينها مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 128. وقال الخبير السياسي خيسوس سيلفا هيرزوغ ماركيز لقناة "تيليفيزا" الاحد انه "اعصار وطني". تحديات هائلة نجح لوبيز اوبرادور في الاستفادة من استياء جزء كبير من المكسيكيين وقدم نفسه على انه اكثر المرشحين تواضعا. وقال سالفادور سانشيز (82 عاما) امام احد مراكز التصويت "للمرة الاولى سيكتب التاريخ لمصلحة الفقراء". ورأى المحلل السياسي خوسيه انطونيو كريسبو ان التحدي الرئيسي للرئيس هو "انجاز ما وعد به، وما وعد به نموذج مثالي". وقال لوكالة فرانس برس "لن ينجح في تحقيق ذلك لكننا سنرى ما سيتوصل اليه". واضاف الخبير "سيتمكن من الاعتماد على دعم البرلمان ما يمنحه شرعية كبيرة، لكن الامور لن تتغير بشكل سحري". وسيكون على لوبيز اوبرادور مواجهة تحديات هائلة. فإلى جانب مكافحة الفساد سيكون عليه تنفيذ وعده "بتحجيم" الرئيس ترامب الذي هدد بالغاء اتفاق التبادل الحر لاميركا الشمالية، ورأى ان المكسيك "لا تفعل شيئا" ضد الهجرة غير الشرعية القادمة من اميركا الوسطى. حملة دموية وشكل العنف محور الحديث خلال الحملة الانتخابية حيث طال عددا كبيرا من المرشحين او الناشطين على الارض. وقال مكتب الدراسات "ايتيليكت" ان الحملة الانتخابية الأخيرة اعتبرت "الاكثر دموية" في تاريخ المكسيك وشهدت اغتيال 145 سياسيا على الاقل -- بينهم 48 مرشحا او شخصية كانت تنوي الترشح. وقتل ناشطان على الاقل الاحد هما ناشطة من حزب العمال (معارضة) في ولاية ميشواكان (غرب) ومرشح للحزب الحاكم في ولاية بويبلا (وسط). وقتل اكثر من مئتي الف شخص في البلاد منذ 2006 وبدء الحرب ضد تهريب المخدرات بمساعدة الجيش. ووعد "املو" بالقضاء على الفقر الذي يغذ اعمال العنف واعادة السلم الاجتماعي الى البلاد.