يسابق النظام العسكري الجزائري، الزمن لتعبيد الطريق أمام الرئيس عبد المجيد تبون، لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها مبدئيا في دجنبر من العام 2024. فكما هو معلوم، فالواجهة المدنية للنظام العسكري تخوض منذ صعود تبون "بروباغندا" طاحنة لتلميع وجه نظام عسكري بشع يترنح بفعل الأزمات؛ فيما يبقى تبون أضعف رئيس جمهورية في تاريخ الجزائر وتزداد شعبيته تآكلا يوما بعد يوم. الرئيس تبون، الذي يحاول ايهام الجميع بأنه الممسك بتلابيب الحكم في البلاد، نسي أنه دمية في يد العسكر يتلاعب بها كيفما يشاء ومتى يشاء، كما يتوهم أنه شخصية كاريزماتية عربية لها تاريخها في النضال والمواقف القومية المشرفة تسمح له بالخوض في قضايا فلسطين وليبيا والمغرب وتونس وموريتانيا. الرئيس الجزائري وهو يتطلع إلى عهدة ثانية، يفتقد إلى جميع مقومات القادة الملهمين؛ الذين يدافعون عن القيم الإنسانية وحسن الجوار ويحظون أولا وأخيرا باحترام شعبه؛ ناهيك عن كون الجزائر وصلت في عهده إلى الحضيض؛ واضحت اضحوكة أمام الجميع. من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، اتضح أن الرئيس عبد المجيد تبون مجرد دمية في يد جنرالات قصر المرادية؛ يفعلون به ما يشاؤون وقتما يشاؤون، مما يؤكد ان العسكر يراهنون على تبون لتنفيذ سياستهم وايديولوجيتهم المعارضة للمغرب و لقضايا الإتحاد المغاربي. جنرالات قصر المرادية الملطخة أيديهم بالدماء رهانهم اذن على الرئيس تبون، حيث يرى الصحافي الفرنسي جان بيير سيريني، في مقال له بموقع "أوريانت 21" الفرنسي، أن جنرالات الجيش الجزائري يرون أنه "ليس من الحكمة التصريح مبكرا" بدعمهم لتبون من أجل ولاية ثانية على رأس "قصر المرادية. على المستوى الداخلي، تنبأ الصحافي والكاتب الفرنسي بتكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية لعام 2019، باختيار صناع القرار الجزائري جنرالات الجيش، للمرشح الذي "سيتم انتخابه دون صعوبة بالاقتراع العام الذي تديره الأجهزة الأمنية.