في سابقة تعد الأولى من نوعها، تشهد أسواق موريتانيا خلال الموسم الفلاحي الحالي، غزارة في إنتاج البطيخ الأحمر (الدلاح)، وذلك بعد هجرة عشرات الفلاحين والمستثمرين المغاربة إلى هذا البلد الجار، بعد منع زراعة هذه الفاكهة ببلادنا التي تأثرت بعوامل الجفاف. وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات عديدة، أظهرت وفرة "الدلاح" المغربي بأسواق موريتانيا، بعد أن تمت زراعة نحو 3 آلاف هكتار من هذه الفاكهة التي يكثر عليها الطلب خلال فصل الصيف، خاصة بالمغرب وأوروبا. ذات المصادر أوضحت أن المحصول الزراعي لهذه السنة كان جيدا، وبجودة عالية، بالنظر إلى تربة ومناخ الجارة موريتانيا من جهة، ومن جهة أخرى، لخبرة الفلاحين المغاربة وامتلاكهم تقنيات وأسمدة مغربية كان لها دور كبير في تحقيق هذه النتائج المبهرة. وكشفت وسائل إعلام، أن نواكشوط أصبحت تستقطب منتجي البطيخ الأحمر المغاربة بغزارة، حيث استطاع المزارعون المغاربة تحويل السوق المحلية لدرجة أن موريتانيا بصدد أن تصبح مصدِّرًا رئيسيًا للبطيخ نحو الدول الأوروبية. ويرجع نزوح الفلاحين هذا إلى الحظر المؤقت على زراعة البطيخ بالمغرب بسبب الجفاف، هذه الفاكهة المشبعة بالمياه تؤدي إلى تدهور الفرشة المائية السطحية والجوفية، لذلك،قرر هؤلاء المنتجون الاستقرار في موريتانيا ثم تصديرها إلى المغرب عبر الكركرات. وفي مقابل ذلك، يعاني معظم المستثمرين المغاربة بموريتانيا من مشكل النقل والتسويق، حيث ناشد عدد منهم السلطات المغربية من أجل مساعدتهم، عبر إقرار رسوم جمركية في متناول الجميع، بهدف توفير "الدلاح" بكميات كافية في الأسواق المغربية، وكذا دعم تصدير هذه الفاكهة نحو أوروبا عبر موانئ المملكة الشريفة. وتجدر الإشارة إلى أنه تم حظر زراعة البطيخ الاحمر في عدة مناطق بالمغرب بسبب الجفاف. تم اتخاذ هذا الحظر من قبل السلطات المحلية لحماية الموارد المائية وتجنب الاستغلال المفرط للمياه الجوفية. من جانب آخر قدمت الحكومة الموريتانية تحفيزات للمستثمرين من أجل دعم الأمن الغذائي للبلاد ، خصوصا بسبب تأثرها بأزمة غلق معبر الكركرات، وما تلاها من أزمات.