هوت أسعار "الدلاح" إلى مستوى غير معهود في السوق المغربي، حيث توزعت التفسيرات بين الإنتاج الوفير الذي يعرفه العام الحالي، وبين من يشير إلى دور الإشاعة التي استهدفت الفاكهة في تراجع الطلب عليها. تراجع سعر "الدلاح" أو البطيخ الأحمر، في سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، حسب مديره جعفر الصبان، إلى درهم واحد، بينما يتراوح سعر التقسيط بين درهم ونصف ودرهمين، وهو سعر يصل في المتاجر الكبرى إلى درهمين ونصف. يرى الصبان أن تراجع سعر "الدلاح" إلى المستوى الحالي مرده إلى الإشاعة التي سرت بين الناس والتي تحمله مسؤولية تعرض أشخاص لوعكات صحية بعد تناولهم لتلك الفاكهة، مؤكدا أن لا شيء يثبت ما يدعيه من روجوا لها. وفق موقع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، يعتبر رشيد بنعلي، نائب رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، أن الإشاعات التي روجت في الفترة الأخيرة حول جودة "الدلاح" دون سند علمي نالت ظلما من سمعته في السوق، ما من شأنه أن ينعكس سلبا على المزارعين الذي يرتهن معاشهم في العديد من المناطق لتلك الفاكهة. وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لجأ إلى إصدار بلاغ حول تلك الفاكهة بعدما رماها البعض بالتلوث، وتساءل البعض الآخر حول السر حول توافرها بكثرة في السوق في فترات لا يفترض أن تجنى فيها. وقد شدد المكتب على أن التحاليل المخبرية التي أجراها أثبت مطابقة تلك الفاكهة في الموسم الحالي لمعايير السلامة الصحية للمنتجات الغذائية، مؤكدا خلوها من الملوثات، سواء بقايا المبيدات أو البكتيريا (كالسالمونيلا والكوليفورم) أو المعادن الثقيلة (كالرصاص والكادميوم). وذهب إلى أن الجني المبكر للبطيخ الأحمر بعود بالأساس إلى مناخ مناطق الإنتاج الجنوبية الذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة مند الشهور الأولى من السنة، وكذا استعمال التقنيات الجيدة للإنتاج، مشددا في الوقت نفسه على البذور المستعملة غير معدلة جينيا، لأن المكتب يشترط في استيراد بذور البطيخ الأحمر الحصول على ترخيص مسبق من مصالحه المختصة. فزراعة الأصناف المعدلة جينيا لأي منتوج ممنوعة في المغرب. وعند سؤاله حول الأسباب التي أفضت إلى انخفاض أسعار "الدلاح" في سوق الجملة إلى درهم واحد بعدما كانت في حدود درهم وحتى ثلاثة دراهم في فترات سابقة، أكد الحسين أضرضور، رئيس الفيدرالية البيمهنية لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه، أن ذلك يرد إلى العرض الكبير الناجم عن نضج الفاكهة في نفس الفترة في جميع مناطق الإنتاج. وأكد على مناطق زراعية أخرى جديدة، انضمت لتلك المعروفة بزراعة "الدلاح"، حيث ينتظر أن يتجاوز الإنتاج في الموسم الحالي مليون طن، مشيرا إلى أن منطقة أيت ملول لوحدها تستقبل يوميا ألف طن من الفاكهة. لكن ماذا عن التصدير؟ يلاحظ بأن العرض المتوفر يتجاوز بكثير الطلب الخارجي على تلك الفاكهة المغربية، الشيء الذي يفسر، في جزء منه، حجم العرض في السوق المحلي، علما أن متوسط سعر الكيلوغرام من "الدلاح" المغربي في سوق الجملة الدولي "رانجيس" بباريس، بلغ في ماي الماضي 1,18 يورو، بعدما وصل إلى 1,3 يورو في أبريل.