أبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ، ناصر بوريطة ، اليوم الجمعة بالصخيرات، العمل الميداني المتواصل لوكالة بيت مال القدس الشريف، بتوجيهات من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدف تحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للساكنة المقدسية. وقال السيد بوريطة، في كلمة بمناسبة افتتاح فعاليات اليوبيل الفضي لوكالة بيت مال القدس الشريف بالمركز الدولي للمؤتمرات محمد السادس بالصخيرات، إن "الوكالة، بتوجيهات من جلالة الملك، قد دأبت على أداء مهمتها النبيلة من خلال عمل ميداني متواصل يروم صيانة الهوية الحضارية للمدينة المقدسة وتحسين الأوضاع الاجتماعية والمعيشية للساكنة المقدسية ودعم صمودها وبقائها في القدس". واعتبر الوزير، رئيس لجنة الوصاية لوكالة بيت مال القدس الشريف، أن هذا المعطى هو ما بوأ الوكالة سمعة ومكانة رفيعتين وجعلها تحظى باحترام وتقدير من الأشقاء في العالمين العربي والإسلامي بشكل عام والفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص. وأشار إلى أن "الاحتفال بالذكرى ال25 لتأسيس الوكالة، يأتي في إطار الحرص المتواصل لجلالة الملك، بالحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، والتزام جلالته الثابت بمساعدة سكانها المقدسيين على الصمود، من خلال العمل الميداني الاجتماعي والإنساني اليومي والمستمر مع المقدسيين". وشدد السيد بوريطة، في هذا السياق، على أن "احتفاء الوكالة هذه السنة باليوبيل الفضي هو مناسبة لاستحضار إنجازات وأنشطة ومبادرات المملكة المغربية الممتدة على مدار 25 سنة لفائدة مدينة القدس الشريف، دون كلل ولا انقطاع"، مؤكدا أنه "عمل تضامني أراده جلالة الملك، أن يكون منسجما مع الواقع المعاش، وأضفى عليه مفهوما جديدا يزاوج في تناغم أصيل، بين المساعي السياسية الهادفة وبين العمل الاجتماعي الميداني، الذي تنهض فيه وكالة بيت مال القدس الشريف بواجبها على أحسن وجه". غير أنه أكد بأن "هذا المسار الناجح للوكالة لم يكن مفروشا بالورود، بالنظر للتحديات الكبرى التي واجهته إلى جانب خصوصية القدس الدينية والروحية وموقعها في المشهد السياسي الدولي كواجهة لصراع فلسطيني إسرائيلي عمر طويلا"، مشددا على أن "الوكالة قد حرصت على الأخذ بعين الاعتبار هذا الوضع المقدسي المعقد ، مما مكنها من القيام بعملها بواقعية ونجاعة، وأتاح لها فهم الواقع المقدسي من خلال إعطائها الأولوية للعمل الميداني الملموس على الخطابات السياسية". وبالنسبة للمغرب، يضيف الوزير، فإنه بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة، ظلت المملكة المغربية وفية لعهدها في نصرة القضية الفلسطينية العادلة وحماية القدس بشكل خاص، وهي في سبيل ذلك تبذل مجهودات متواصلة لتعزيز وتطوير عمل الوكالة، والتي بات المغرب ومنذ سنة 2011، يتحمل مائة في المائة من ميزانيتها في صنف تبرعات الدول، وحوالي 70 بالمئة في صنف تبرعات المؤسسات والأفراد. وسجل، في هذا الصدد، بأن الوكالة قد صرفت طيلة 25 سنة من عملها المتواصل حوالي 65 مليون دولار ، معتبرا أن هذه الحصيلة مكنتها من تنفيذ ما يزيد عن 200 مشروع هم جميع فئات المجتمع المقدسي توزعت على مشاريع في قطاعات الإعمار والترميم وحيازة العقارات، والصحة والتعليم، والفلاحة. الدار: و م ع