أسهمت عدد من المواقع الآثرية والتاريخية والطبيعية الإماراتية، في اثراء قائمة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، سواء تعلق منها بالمواقع الموجودة في القائمة الرسمية أو تلك الموجودة في القائمة التمهيدية. هذه المواقع أضحت قبلة للسياح والزوار، من داخل الامارات وخارجها، خاصة وأنها تصادف هذه السنة النسخة الثالثة من حملة "أجمل شتاء في العالم"، المنظمة تحت شعار "موروثنا"، وتعكس الأهمية التي تعطيها الامارات للمورث التاريخي والثقافي، كما تسهم اليوم في تعزيز حضور الامارات على خريطة السياحة الثقافية العالمية. في هذا المقال نرصد أهم هذه المواقع الأثرية والتاريخية والطبيعية. واحة العين..147 نخلة و 100 نبتة تسر الناظرين ما يميز "واحة العين"، هو كونها أضحت مركزا بيئيا تعليميا، تتيح للزائر التجول بين مجموعة واسعة من الممرّات المُظلَّلة بين ما يزيد على 147 ألف نخلة، ومساحات شاسعة ينمو فيها قرابة 100 نوع من النباتات، إضافة إلى عدد من المزارع المنتجة. منطقة "هيلي"…قبلة لأكبر موقع أثري للعصر البرونزي يقع هذا الموقع الأثري في منطقة هيلي بمدينة العين، ويعود تاريخه إلى بداية الألف الثالثة قبل الميلاد، واستمر حتى بداية الألف الثانية دون انقطاع. وتشير عمليات التنقيب عن الآثار التي أجرتها البعثة الدنماركية منذ عام 1959، الى أن الإنسان قد استوطن منطقة العين منذ نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، "مدافن بدع بنت سعود" مدافن حجرية هي من أهم المعالم الأثرية في العين، إذ أقيمت على قمم وسفوح هذا المرتفع، ويبلغ عددها أكثر من 40 مدفناً حجرياً مبنية من الحجارة غير المتناسقة. وضمن القائمة التمهيدية لمنظمة "اليونسكو" نجد 12 موقعاً إماراتياً اجتازت الاشتراطات الخاصة بالمنظمة الأممية، و باتت مرشحة لاعتمادها ضمن القائمة الرسمية لمواقع التراث العالمي. "أم النار"..جزيرة تختزن حضارات قديمة قبلة سياحية وتاريخية وأثرية تقع قبالة ساحل أبوظبي، وتتميز بموقع أثري يضم اكتشافات كبيرة ساعدت على إلقاء الضوء على حياة سكان الإمارات خلال العصر البرونزي وثقافتهم وأسلوب حياتهم. وكانت الجزيرة الصغيرة بمثابة مستوطنة كبيرة لعبت دوراً فاعلاً في التجارة الإقليمية، إذ أظهرت القطع الأثرية المكتشفة أن سكانها كانوا يتاجرون مع أبناء حضارات بعيدة، مثل بلاد الرافدين القديمة وحضارة وادي السند. "السبخة الساحلية"…تفرد عالمي تقع السبخة الساحلية في أبوظبيجنوب جزر الضبعية وأبوالأبيض، وتُعدّ السبخة الكاملة الوحيدة في العالم التي تتضمن أربع طبقات رئيسة من المسطحات موجودة جميعها في موقع واحد، إذ لا يمثل هذا الموئل نظاماً بيئياً تقليدياً للكربون الأزرق فقط، وإنما من المحتمل أن يكون منشأ لمخزون التربة التاريخي من الكربون. "مسجد البدية" من أبرز المعالم التاريخية في الفجيرة بالامارات، ويعود تاريخ بنائه إلى عام 1446، ويتميز بمساحته الصغيرة، وتصميمه المعماري والإنشائي الفريد في التسقيف، إذ لم تستخدم الأخشاب في رفع سقفه، بل يعتمد على عمود في وسطه، يحمل قباب المسجد الأربع في نظام هندسي بديع. "موقع الدور" يعتبر إحدى أكبر المستوطنات المحلية على ساحل أم القيوين، خلال فترة العصر الروماني، ومساحته نحو كيلومترين مربع، وازدهر خلال أواخر القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي. "خور دبي" عبارة عن لسان في الخليج العربي يفصل مدينة دبي القديمة إلى قسمين: ديرة وبردبي، وتطل على جوانبه سلسلة من المباني المعمارية الحديثة، وأخرى صروحاً من الأبنية المعمارية التراثية التي تعكس جوهر الماضي، المتمثل في المناطق التاريخية التي تضم ما يقارب 192 مبنى تراثياً. ويتابع الخور امتداده نحو محمية الحياة البرية في رأس الخور التي تؤوي ما يزيد على 20 ألف طائر مائي من 67 نوعاً، وأكثر من 500 صنفاً مختلفاً من النباتات والحيوانات. "صير بونعير" تبعد عن الشارقة ب 65 كيلومتراً من سواحل دولة الإمارات على الخليج العربي، وتمتد على مساحة 13 كيلومتراً مربعاً، وهي محمية طبيعية فريدة، كما تشكل ملجأ طبيعياً للسلاحف منذ أكثر من 2000 عام. تضم "قلب الشارقة" على عدد كبير من المواقع التاريخية والأثرية، التي يعكس كل واحد منها قيمة تاريخية، كونها شاهدة على التقاء الحضارات الإنسانية في هذه المنطقة. تجسد "المنطقة الوسطى" بشكل فريد، تاريخ المنطقة الممتد في منطقة جبلية محاطة بظروف صحراوية قاسية. وتنقل المنطقة براعة السكان في التكيف والتعايش مع الظروف والعوامل البيئة المختلفة، من العصر الحجري القديم. المنطقة التجارية "جلفار" تقع في رأس الخيمة على مقربة من مضيق هرمز، وتضم أراضي خصبة تُعدّ من أكبر المناطق الصالحة للزراعة، وحدائق نخيل، ونظراً إلى تكرار التغيّرات الطبيعية في بيئة "جلفار" واستخدام الأراضي، فإن العديد من المواقع الأثرية المهمة أصبحت مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالمدينة. من بين المآثر التاريخية، نجد أيضا منطقة "شمل"، التي تمثل مشهداً أثرياً كثيفاً يمتد على طول سفوح جبال رأس الخيمة لأكثر من ثلاثة كيلومترات، وتتميز بالسهول الحصوية مع غابات «الأكاسيا»، وتضم أكثر من 100 مقبرة تعود إلى ما قبل التاريخ، ومستوطنات ما قبل التاريخ، وقصراً من القرون الوسطى يعود لفترة وادي سوق (2000-1600 قبل الميلاد(. تعتبر منطقة "ضاية" من أكثر المواقع إثارة للإعجاب وأهمية في رأس الخيمة من حيث موقعها الجغرافي ومشهدها الثقافي، إذ تحيط بها الجبال شديدة الانحدار التي يصل ارتفاعها إلى 850 متراً من ثلاث جهات، ومن أهم المناظر الطبيعية المختلفة والأماكن الأثرية والمواقع التاريخية في ضاية: البحيرة، حدائق النخيل والحصن، وحصن ضاية. ما يميز "الجزيرة الحمراء"، التي تبلغ مساحتها 45 هكتاراً، هو كونها تقع في الأصل داخل الخليج قبالة الساحل الجنوبي لرأس الخيمة، وكان الطرف الجنوبي الشرقي متصلاً تقريباً بالبر الرئيس، ويمكن الوصول إليها في معظم الأوقات. وتربط الأزقة الضيقة في الجزيرة الحمراء مجموعة من المنازل ذات الأفنية، التي بنيت من الأحجار المرجانية وصخور الشاطئ الأحفورية بتقنية الطبقات.